زهرة الخرجي، فنانة تواجه الأحزان بالابتسامة، والصعاب بالتحدي، فلا مجال لكلمة مستحيل في حياتها، واجهت مرض السرطان وانتصرت عليه، وتستعد حالياً لإصدار كتاب يروي رحلة علاجها مع السرطان، متضمناً صوراً لها أثناء هذه الفترة. وهي تعمل على تسخير كافة إمكاناتها للتوعية بهذا المرض الخبيث، وضرورة الوقاية منه والعمل على مواجهته والتصدي له بالأمل.
زهرة الخرجي، التي تفكر في تجسيد رحلة علاجها في عمل درامي تكون بطلته وجهاً جديداً، تطل في الموسم الدرامي من خلال ثلاثة أعمال، تقدم في كل واحد منها دوراً مختلفاً عن الآخر، ورغم ذلك، تتمنى تجسيد شخصية تاريخية، لأنها، على حد تعبيرها، عاشقة للسير الذاتية، وخصوصاً النسائية، كما شجرة الدر وبلقيس.
حدثينا عن أدوارك التي ستطلين خلالها في رمضان.
أجسد دور صفية، في مسلسل «أيام الجمر»، هذه السيدة التي تربطها العديد من الحكايات مع أهل الفريج وبنات أخيها، فأنا أعمل خياطة من المنزل، وجميع سيدات الفريج يأتين إليّ لأصمم ملابسهن..
وتحديداً فساتين الزفاف. شخصية صفية في العمل مركبة، فهي مسيطرة وشديدة، وفي الوقت نفسه حنونة. وفي مسلسل «دبي لندن دبي»، ألعب دور امرأة مكافحة تعمل طباخة، مرت بظروف صعبة لكي تربي أولادها..
وتتعرض لمشكلات مع أولادها وأزواج بناتها، وأعتبر هذه الشخصية التي أجسدها نموذجاً لكثير من السيدات اللاتي يعلمن بكد في حياتهن، فقط من أجل تربية وتعليم أولادهن، وأعتقد أن هذين الدورين من الأدوار المهمة التي جسدتها في مشواري الفني، أما في مسلسل «أمل»، فأجسد دور امرأة غنية متكبرة ومتسلطة، تعاني مشاكل مع ابنها الذي ترغب في تزويجه من فتاة غنية.
ألا تخشين من تكرار نفسك على الشاشة، خاصة أن أعمالك تعرض في التوقيت نفسه؟
إطلاقاً، لأن كل شخصية تختلف تماماً عن الأخرى، من ناحية الشكل والأداء والمضمون، وقد عرض علي أكثر من 13 عملاً درامياً مصرياً وكويتياً وإماراتياً، وافقت على 3 أعمال، هي: «عام الجمر»، و«دبي لندن دبي»، و«أمل»، وبعض منها أعجبني، ولكن الوقت لم يسعفني، فاعتذرت عنها، وأعمال أخرى لم تستهوني فلم أقبلها.
بعد المسيرة الفنية الطويلة، ما الدور الذي تحلمين بتجسيده؟
أحلم بتجسد شخصية تاريخية لها تأثير قوي وبصمة واضحة، وأتمنى أن يكون السيناريو باللغة العربية الفصحي، وأحلم أيضاً بتجسيد دور «بدوية» في مسلسل يحكي أصالة وكرم وشموخ أهل الصحراء.
ألا تفكرين في تجسد شخصية درامية، تحكين فيها عن رحلة علاجك من مرض السرطان؟
هناك أكثر من شركة إنتاج تحدثت معي حول هذا الأمر، وأفكر جدياً في الموضوع، ولكن الأمر يتطلب إيجاد فنانة تجسد رحلة مرضي وعلاجي بواقعية، فأنا لا يمكنني أن أفعل ذلك، لأنه من الصعب بالنسبة لي استرجاع هذه الأيام مرة أخرى، خاصة أنني عندما ألعب دوراً أعيشه بكل تفاصيله.
ومن هي الفنانة التي يمكن أن ترشحيها لهذا الدور؟
أفضل أن تكون وجهاً جديداً، تشبهني قليلاً في الملامح، فلا أعتقد أنه من السهل إيجاد فنانة يمكن أن تحلق شعرها، فقد عشت تفاصيل كثيرة في رحلة مرضي، سأهتم بنقلها للجمهور، فأذكر أن زوجي كان شعره طويلاً، وأثناء العلاج سقط شعري، ولذلك قام هو الآخر بحلاقة شعره تضامناً معي.
الفنانة نبيلة عبيد شاركت في برنامج «نجمة العرب» للبحث عن فنانة تشبهها في الموهبة، ألا تفكرين في القيام بذلك لإيجاد فنانة تناسب الدور؟
بداية، من الصعب تكرار موهبة مثل نبيلة عبيد، فهي نجمة لا مثيل لها، ولكن ربما أفعل ذلك، خاصة أنني أصبت بالمرض منذ 11 عاماً، أي أننا في حاجة إلى فئة عمرية محددة، ولكني حالياً أحضر لكتاب يروي رحلة علاجي مع مرض السرطان مع الصور.
جرأة
في ردها على سؤال حول إذا ما كانت تعتبر نشر صورها أثناء رحلة العلاج نوعاً من الجرأة، قالت زهرة الخرجي: «أحاول إعطاء أمل في الغد، خاصة أن كل امرأة معرضة للإصابة بهذا المرض، وعندما أصبت به عدة سنوات، وخضعت آنذاك لعلاجات متعددة، من بينها العلاج الكيميائي، الذي أفقدني شعري، ولكني عدت بقوة إلى الحياة من خلال الإرادة..
وقد شفيت من المرض، ومنذ ذلك الحين، وأنا أحاول تسخير كافة إمكاناتي للتوعية بهذا المرض الخبيث، وضرورة الحذر ومواجهته بالتحدي والإيمان، وأنا مستعدة دائماً لتنفيذ أي فكرة بغرض التوعية بالمرض».