تميزت بنصها وإخراجها ونجاحها مرهون بأوقات العرض

أعمال درامية ظلمها «الزحام» في رمضان

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ساعات قليلة مرت على إقفال الموسم الرمضاني لأبوابه، تاركاً وراءه العشرات من الأعمال التي هضم حقها في العرض، الأمر الذي وضعها ضمن قائمة «الخاسرين» في شهر رمضان، وهو ما يهدد إمكانية دخولها في قوائم «العرض الثاني» التي تتسابق عليها عادة الكثير من الأعمال الرمضانية، في محاولة لاستقطاب جمهور جديد وتحقيق عائد آخر للشركات المنتجة وللقنوات الفضائية، بخلاف ما حققته في رمضان.

إن كثرة الأعمال الدرامية التي أطلت علينا في رمضان، أدت إلى ضياع عدد كبير من المسلسلات التي تستحق المتابعة وسط الزحام، لتكون ضعف خطط التسويق وانتقاء أوقات العرض هي السبب الأول لفقدان هذه الأعمال بوصلتها، رغم أنها صيغت بطريقة إخراجية جيدة، وكتبت بنفس درامي جيد.

قوائم وظلم

«دامسكو» من تأليف عثمان جحى وسليمان عبد العزيز وإخراج سامي الجنادي، كان من أبرز الأعمال السورية التي ظلمت هذا العام، فلم يكف وجود أيمن زيدان في قائمة أبطاله إلى جانب مرح جبر وفادي صبيح ومحمد حداقي، لأن يضعه في قوائم عرض الفضائيات العربية، ليقع العمل ضحية لمحدودية بث القناة الأرضية في التلفزيون السوري، الأمر الذي حرمه الوصول إلى شريحة كبيرة من الجمهور العربي، ورغم ابتعاد «دامسكو» عن معالجة آثار الحرب الدائرة في سوريا، إلا أن أهميته تكمن في كونه يبعث الحياة في حرفة صناعة الموزاييك الدمشقية التقليدية، والتي تواجه الاندثار مع التطور الذي نشهده.

حرفية الفنان المصري خالد الصاوي في الأداء والتمثيل، يبدو أنها لم تتمكن هذا العام من تسويق مسلسله «الصعلوك» من تأليف محمد الحناوي، وإخراج عبد العزيز حشاد. لتغيب الضجة التي عادة ما ترافق الدراما الرمضانية عن هذا العمل الذي يلعب فيه الصاوي دوراً يضعه على لائحة الممثلين الأفضل أداءً لهذا العام، من خلال شخصيّة حمال يعاني القسوة في حارته الشعبية، ينتقل للعمل في أحد قصور الأثرياء. وعلى الرغم من أن الإنتاج لا يمتاز بضخامة أعمال أخرى، إلا أنه يتفوق على صعيد الأداء مع الصاوي ونجلاء بدر في دوري البطولة، إلى جانب الحوارات المسبوكة بإتقان.

ضجة وقضية

رهان الفنانة درة والبطولة المطلقة التي ظفر بها الفنان طارق لطفي والأصداء الإيجابية التي حصدها مسلسل «بعد البداية» من تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج أحمد خالد موسى، لم تكن كفيلة بدفع هذا العمل نحو الصدارة، رغم اقتناص العديد من الفضائيات لعرضه الأول.. ليبدو أن طبيعة أوقات العرض التي حددتها القنوات له، خانت قدرته في جذب جمهور أوسع. والأمر نفسه ينسحب على «بين السرايات» من تأليف أحمد عبد الله وسامح عبد العزيز الذي يجمع كل عناصر التميز من متانة النص والإخراج والديكورات الواقعية للحارات الضيقة قبل انتشار العشوائيات، وصولاً إلى أداء لافت لأبطاله كباسم سمرة وصبري فواز، ومع ذلك يعد مظلوماً مقارنة بأعمال أخرى، مع الإشارة إلى الضجة التي أحدثها، خصوصاً لدى سكان المنطقة التي تدور الأحداث فيها، إلى جانب عودة بطلته سيمون بقوة بعد غياب.

كاريزما أخفقت

ولم تستطع كاريزما الفنان جمال سليمان التي ظهرت في «العراب ـ نادي الشرق» من حمل مسلسل «وجوه وأماكن»، نحو شاطئ النجاح، ليأتي العمل قليل الحيلة تائهاً بين ضعف النص وغياب الإخراج الذي لم يستفد كثيراً من خبرة المخرج هيثم حقي، الذي استبدل في هذا العمل مدينة مرسين في وطنه سوريا، لتكون مكاناً للأحداث، الأمر الذي يهدد بوضع هذا العمل على قائمة الأعمال السورية الفاشلة لهذا العام. أما مسلسل «ظرف أسود» وهو من تأليف أيمن مدحت وإخراج أحمد مدحت، فكان أحد الأعمال التي توقع لها كثيرون النجاح، إلا أن رتابة الأحداث وعمليات حذف المشاهد التي شهدتها حلقاته الأولى كانت كفيلة بأن تطفئ وهج هذه التوقعات، إذ أدى ذلك إلى الإخلال بعملية سير وتسلسل الأحداث ودوافع شخصيات العمل الذي كانت بطولته المطلقة من نصيب عمرو يوسف.

دنيا جديدة

الأسلوب الترويجي وأوقات العرض كانا كفيلين بحرمان مسلسل «دنيا جديدة» من التفوق على الرغم من كونه يناقش قضية مهمة جداً، تهدف إلى كشف حقيقة الجماعات الإرهابية التي تريد تدمير مقدرات الشعب المصري المعنوية والمادية، من خلال قتل أبنائه لتصبح مصر حالة من الدمار، ويلعب بطولة هذا العمل أحمد بدير وحسن يوسف الذي قرر أخيراً رفع دعوى قضائية على قناة «الحياة» المصرية، من خلال محاميه، بدعوى تضرره مادياً ومعنوياً من طريقة الترويج للمسلسل على قناتهم.

Email