بعد انقضاء الموسم الدرامي الذي كان مزدحماً بكثير من الأعمال، التي تفاوتت بين مسلسلات حازت الإعجاب، وكسرت التابوهات وغاصت في بحر التشويق والإثارة، وأخرى حاصرها الإخفاق وسقطت في فخ الملل والرتابة.
في ظل هذه التفاوتات رصد النقاد والمحللون هذه الأعمال بتأنٍ، ليطلقوا أحكامهم عبر «البيان» ويقيّموا مستوى المسلسلات الدرامية من ناحية النص والأداء والإخراج والإنتاج، فلكل عمل من الأعمال التي قدمت حكاية؛ منها ما كان متكامل الأركان ورفع له القبعة، ومنها ما كان دون المستوى.
الرابح الأكبر
يسجل الممثل والمؤلف الإماراتي مرعي الحليان إعجابه بمستوى الدراما المحلية هذا العام، والتي ظهر فيها بشكل لافت للنظر ضخامة الإنتاج ونقاوة الصورة والاعتماد على مخرجين ومصورين محترفين.
يقول الحليان: كسر مسلسل «دبي لندن دبي» النمط التقليدي، وتعامل مع بيئة مختلفة خارج أسوار البيوت المغلقة، في حين نقل الكاتب يوسف إبراهيم الحس السينمائي إلى مسلسل «عام الجمر» ، حيث حمل العمل بين طياته أحداثاً تشويقية وإثارة وغموضاً جذبت المشاهد لمتابعته؛ فكان أشبه بالفن السينمائي السابع.
أما المخرج سلوم حداد فقد رفع مستوى الصورة والأداء في العمل التراثي المميز «القياضة» كذلك أضاف الكاتب إسماعيل عبدالله في أول نص درامي له في مسلسل «لو أني أعرف» والمخرج المتميز أحمد المقلة بعداً جديداً للدراما الإماراتية.
ويضيف: الأعمال الكوميدية كان لها بصمة قوية من خلال مسلسل «شبيه الريح» الذي أكد قدرات عبدالله زيد كممثل كوميدي، فالتنوع في الأعمال أبرز طاقات شابة جديدة، وقدرات مختلفة، حيث أبهرتنا أمل محمد بأدائها في ثلاثة أعمال درامية كل شخصية فيها مختلفة عن الأخرى.
أما فيما يخص الدراما العربية يقول: الدراما المصرية عادت بقوة هذا العام، مستلهمة من الأجواء السينمائية التي انتقلت إلى الشاشة الصغيرة، كذلك وجبت الإشادة بالدراما السورية، ورفع القبعة لها، فعلى الرغم من الأحداث المؤلمة التي تمر بها، إلا أنها لا تزال صامدة.
مفاجأة النص
يرى الناقد بشار إبراهيم أن الحضور الأقوى للدراما كان من نصيب كتاب السيناريو من خلال عدة أعمال متميزة بداية من «العهد»، والذي يمثل مزيجاً من الأسطورة والخيال المليئيْن بالإسقاطات الواقعية المعاصرة ضمن أحداث درامية للكاتب محمد أمين راضي، وانتهاءً بمسلسل «غداً نلتقي» للكاتب إياد أبو الشامات، والذي اعتبره فرس الرهان الرابح، ومروراً بالعمل الدرامي «تحت السيطرة» للكاتبة مريم ناعوم والتي أبهرتنا للعام الثالث على التوالي، ليستعيد كتاب الدراما بريقهم من جديد بنجومية كانت موجودة قبل 20 عاماً.
ويضيف: الموسم الدرامي بشكل عام جيد للغاية، فقد تخطى الكثير من الهفوات التي حدثت في الماضي القريب، والنجوم الشباب وضعوا بصمة قوية بل تفوقوا على النجوم الكبار أمثال عادل إمام، بأعمالهم المميزة، ومنهم نيللي كريم وعبد المنعم عمايري ومكسيم خليل وغيرهم.
سقطة باب الحارة
على الجانب الآخر يرى إبراهيم أن مسلسل «باب الحارة» الجزء السابع حمل إخفاقات مريعة، وعودة شيخ المخرجين السوريين هيثم حقي لم تكن موفقة في مسلسل «وجوه وأماكن» وذلك بسبب إشكاليات متعلقة بالسيناريو والقصة، واضطرارهم للتصوير في تركيا بدلاً من سوريا، فقد تفوق، على حد قوله، تلاميذه المخرجون عليه هذا العام؛ أمثال رامي حنا وحاتم علي.
نجمات الغناء
يسجل الدكتور جمال فياض استياءه من الدراما المصرية التي أصبحت مسرحاً للعنف والمخدرات والقتل، لتتحول إلى مجزرة؛ فلم يعد هناك مساحة للكوميديا والفوازير مثلما كنا نرى من قبل، أما في لبنان فهو يلمس تقدماً واضحاً للإنتاج الدرامي؛ فالرومانسية والحب أصبحا محوراً أساسياً للكثير من الأعمال منها «تشيللو» و«24 قيراط» حيث حجزت الدراما اللبنانية مكاناً لها، وفيما يخص السورية فيقول: لمست تخبطاً بعض الشيء في الدراما السورية، وأعجبت بمسلسل «بنت الشهبندر» الذي تميز بسخاء الإنتاج ودقة في الديكورات والأزياء.
وفيما يخص أداء هيفاء وهبي في مسلسل مريم يقول: أداء هيفاء كان أكثر من رائع، وأذكر أن إحدى المجلات أجرت معي استفتاء منذ 3 سنوات لم يقبل أي أحد الإجابة عنه، والذي تمحور سؤاله حول رؤية مستقبل سيرين وهيفاء ونيكول سابا في عالم الفن، فقلت إنني أراهن عليهن كممثلات، لأن قدراتهن الغنائية بسيطة، والتمثيل يعتمد على الموهبة وثقل القدرات، وقتها هاجمتني الصحافة المأجورة، واليوم يأتي الرد كون هؤلاء النجمات أصبحن ممثلات، والغناء تحول إلى شيء ثانوي بالنسبة لهن.
دون المستوى
يرى المخرج سلطان النيادي أن الأعمال الخليجية التي عرضت خلال الموسم الرمضاني كانت دون المستوى، حيث إنها لم تتحدث بلسان الشارع، ولا تمت لقضايا الشارع الخليجي بصلة، فكانت عبارة عن صراخ وبكاء، وربما العمل الوحيد الخليجي الذي لفت نظره هو «سيلفي» لما يتناوله من قضية بغض النظر عن مستواه الفني.
أما فيما يخص الدراما العربية وتحديداً المصرية فأكد أنها الأخرى لم تعكس الصورة الحقيقية للشعب المصري، حيث امتلأت بالألفاظ الخارجة والعري، مشيراً إلى أن الفنان عادل إمام هذا العام لم يقدم شيئاً جديداً وافتقر عمله للحبكة الدرامية
إحصاءات
تربع مسلسل «لهفة»، الذي قامت ببطولته الفنانة دنيا سمير غانم، على عرش موقع «يوتيوب»، بـ12 مليون مشاهد، وبفارق 3 ملايين مشاهدة عن مسلسل «وش تاني»، الذي قام ببطولته الفنان كريم عبدالعزيز، و«لعبة إبليس» للفنان يوسف الشريف، في حين أن مسلسل «تحت السيطرة» وصل مجموع عدد المشاهدات إلى 4 ملايين مشاهدة.
«سيلفي» عمل جريء.. «وتحت السيطرة» يواجه الإدمان
لمس الناقد طارق الشناوي ومضات إبداعية على مستوى الدراما بشكل عام، حيث أثارت الدراما الخليجية عدة قضايا مثيرة للجدل، حملت قدراً من الجرأة والسخرية، مثلما حدث في مسلسل «سيلفي» لناصر القصبي الذي تميز من وجهة نظره بخفة دم وقدرة على تقمص الشخصية، مؤكداً أنه يرى أن مستوى الأعمال الخليجية مميز هذا الموسم، أما الدراما المصرية فعلى حد قوله حدث فيها إحلال وتجديد، سواء من ناحية الجيل الجديد الذي أثبت نفسه وقدرته على المنافسة وفرض شروطه وعزز مكانته.
يقول الشناوي: هذا الموسم تربع عدد من النجوم أبطال للمرة الأولى أمثال حسن الرداد وطارق لطفي وعمرو يوسف وشيرين، وعلى مستوى الإخراج أحمد خالد موسى الذي دخل هذا العالم لأول مرة من خلال مسلسل «البداية» والمخرج رؤوف عبدالعزيز الذي أبهرنا بصورة رائعة في مسلسل «ألف ليلة وليلة» والمخرج سامح عبد العزيز في مسلسل «تحت السيطرة» الذي اهتم كثيراً بأدق التفاصيل، وأظهر قدرات مختلفة للمشاركين في العمل.
ويضيف: أعتقد أن الكاتبة مريم ناعوم ستحمل الراية بعد رحيل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، بعد تقديمها سلسلة من الأعمال الناجحة.
تعجب الشناوي من الهجوم الذي تعرضت له الدراما المصرية هذا الموسم والبيان الذي أطلقته النقابة في مصر مطلقاً عليه «البيان الأسود» لأنهم وصفوا الأعمال بأنها تحمل قدراً من البذاءة والوقاحة، ومن وجهه نظري اعتبر هذا البيان يحمل قسوة في الحكم، فعلى سبيل المثال مسلسل «تحت السيطرة» الذي جعلنا نقترب من الجرح بدلاً من الهروب منه، والتعامل معه بسلبية وأنانية، فالإدمان كارثة لابد من مواجهتها.
أما «حارة اليهود» فقد أظهر حالة التسامح التي كانت تعيشها مصر في الماضي.
سبق
دور إماراتي كبير في دعم الدراما الخليجية
ينتقد الفنان عبد المحسن النمر مسألة الميزانيات وعدم الاهتمام الخليجي بالمسلسلات ، وقال: حتى لو خصصت ميزانية لمسلسل ما فإن المنتج يذهب بها إلى مكان آخر، مؤكداً أن الإمارات لها دور كبير في دعم الدراما الخليجية بشكل عام، مرة إذا كانت منتجة للعمل وأخرى إذا كان تصوير المسلسل سيتم في أرض الإمارات، لافتاً إلا أن الدراما الكويتية هي السباقة لاسيما الاجتماعية ، بينما السعودية تتميز بالدراما الكوميدية والدراما الإماراتية فيها خليط جميل ، مضيفاً: خارج دول الخليج لا يفرقون بين اللهجات والجنسيات الخليجية فبالنسبة لهم الخليج واحد.
مسلسل
غادة تغيّر نهاية «الكابوس» بعد تسريبها
كشفت «البيان» في بداية الماراثون الرمضاني تسريبات عن الحلقة الأخيرة من مسلسل «الكابوس» لغادة عبد الرازق والتي تشير إلى أنها القاتل الفعلي لابنها. غادة لم تنفِ الخبر أو تؤكده، وإنما اكتفت بالصمت، ولكن مع تتابع الأحداث اتضح أن القاتل هي الزوجة التي قطعت رأسه حينما حاول الهجوم على والدته و تلعب دورها غادة عبد الرازق. وبعد انتهاء العمل صرحت غادة عبر إحدى القنوات المصرية أن نهاية المسلسل كانت قيام «مشيرة» والدة «فارس» بقتله عن طريق الخطأ أثناء تعديه على زوجته «ريماس» والهدف من ذلك أن يصل معنى أنها مثلما ربت ، اكتشفت أن ولدها أفسد حياة كل الناس، الحل الوحيد أن يموت« ولكنها اقترحت على مؤلفة المسلسل هالة الزغندي تغيير النهاية بقيام ريماس بقتل »فارس" زوجها بسبب تسريبها وعلم مشاهدو المسلسل بها، لذلك قررت مفاجأتهم بنهاية أخرى.