حالة جدل كبير سببتها حلقات برنامج «مصارحة حرة»، رابع التجارب التلفزيونية للإعلامية المصرية منى عبد الوهاب، بعد أن استطاعت في حلقاته أن تكشف العديد من أسرار النجوم العرب أمام الجميع للمرة الأولى، ولكن ذلك قوبل بانتقاد الكثيرين بدعوى أن الأمور الشخصية في حياة الفنان أمرٌ يخصه وحده ولا أحد غيره.

حول تلك الإشكالية، تقول منى لـ«البيان»: إنها تعلمت أن المعلومة التي خرجت للإعلام والصحافة وأصبحت نقطة مثار وحلقة جدل لم تعد شخصية ومن حق الجمهور أن يعرف كل تفاصيلها، موضحة أنها خلال حلقات البرنامج لم تتهم أي شخص أو ضيف برأي شخصي ولكنها اتهامات طالتهم وعرضتها لتوضيح هذه الاتهامات من وجهة نظرهم.

فكانت الطرف المعاكس لأي ضيف بل وتمثل الفئة التي تكره أو بالأدق «محامي الشيطان» أمام هذا الضيف، ومن الطبيعي أن تقول له ما يقال على لسان ما يكره وله كامل الحرية في الرد بالطريقة والشكل الذي يناسبه، مؤكدة أنها لم تكن تعرف أن الصراحة في حياتنا محظورة وليست مكروهة فقط.

وأشارت إلى أن أسئلة البرنامج، والأماكن التي ذهبت لها في حياة الضيف من خلال الأسئلة، كانت أحد الأسباب الرئيسية في نجاح البرنامج، فالفكرة بالنسبة لها من البداية ليست أن الضيف يأتي ليجلس وتقدم معه حواراً عادياً وتقليدياً فهذا بالتأكيد يجذب المشاهد بحسب درجة حبه وانبهاره بهذا الضيف، لكن في النهاية يجد نفسه أمام مادة مكررة وتقليدية فتمر من أمامه مرور الكرام.

وتابعت «عبد الوهاب» أن كل العالم - ولسنا كعرب فقط ـ أصبح يحب أو يميل للأشياء الخارجة عن المألوف، أو الموضوعات التي تمس حياتهم البسيطة والاجتماعية، كالبرامج القائمة على موضوعات زنا المحارم والفقر، وغيرها من الموضوعات الشائكة.

نجاح واتهام

وعن اتهام الكثيرين أن ما حققه برنامجها ليس نجاحاً إعلامياً إنما مجرد مجموعة من الحلقات التي أثارت جدلاً انتهى وتلاشى مع الوقت، تقول «عبد الوهاب» إن النجاح بالنسبة لها ومن مصلحتها أن تقول إنه يتمثل في نسبة مشاهدة.

خاصة خلال وقت عرض البرنامج، فحلقاته ومقاطع منه كانت تنتشر بشكل رهيب على مواقع التواصل الاجتماعية والمواقع الفنية والإخبارية تعمل عليها، ولكنها أشارت أن الحقيقة أن هذا بالنسبة لها ليس نجاحاً، لأن المواقع الإباحية نسبة مشاهدتها رقم واحد على مستوى العالم، فنسبة المشاهدة لا تعد سوى أحد عوامل ومقاييس النجاح إذا توافرت عوامل ثانية كثيرة.

وأضافت الإعلامية المصرية أن المبدأ والفكرة التي حاولت الاعتماد عليهما هما الصراحة والحرية، وربطهما سوياً بشكل عام، وكنت متحمسة لهذا البرنامج ولتنفيذه، وأعلم جيداً أننا نعيش في مجتمع يعاني أزمة مع الصراحة. ولكن، للحقيقة، لم أكن أعلم أن الأزمة بهذا الحجم، فلم أكن أعرف أن الصراحة في حياتنا محظورة وليست مكروهة فقط.

اعتزال

 أشارت منى عبد الوهاب إلى أنها بعد هذا البرنامج لن تقدم هذه النوعية مرة أخرى، وتؤكد اعتزالها برامج الـ«hard talk» تماماً.