أناقة الصغار لم تعد مجرد قطع رسمية للمناسبات، أو كما استنسختها الموضة قطعاً طبق الأصل من ملابس الكبار، لا تراعي اهتمامات الصغار أو تقترب من فهم مشاعرهم تجاه ما يرتدون، وتحولت مع مرور الوقت إلى ثيمات متكررة لا يمل منها الأهل، وخاصة الأمهات الحريصات على لفت الأنظار بأزياء يتطابق مظهرها الخارجي معهم إلى حد الكمال المتأرجح بين أحلام البراءة وعوالم النضوج، وفقاً لتوجهات الموضة المعاصرة.

صبغة طفولية

منذ أكثر من عقد، سعت دور الأزياء العالمية إلى تطوير تلك التصاميم الصغيرة، ومنحها صبغة طفولية مجردة، تعبر عن تفاعلات ومشاعر الصغار دون أن تهمل أناقة جيل استقبل الحياة الملأى بإبداعات الموضة من حوله، فهي الأقرب إليه بداية من علاقته بوالديه الشغوفين بإبداعات كبار المصممين حول العالم.

جرعات كلاسيكية

وكان من الطبيعي أن تتغير توجهات المصممين لتخاطب الأطفال، وفقاً لمصممة الأزياء الألمانية، يوتا يونغ، لدى ماركة Early Fish، أن يرتدي الأطفال تصاميم تمنحهم طلة طفولية، وليس ملابس تجعلهم يشبهون الكبار، لذلك طالما تسعى إلى تقديم خزانة متكاملة من التصاميم بجرعات كلاسيكية، تزدان بنقشات ذات طابع طفولي، وتتألق بألوان زاهية وجذابة، لإدخال السرور والبهجة على نفوس الصغار.

شخصية مزدوجة

وتؤكد مصممة الأزياء آنا صوفي توبيازن، من ماركة Serendipity، أن تشكيلة تصاميمها هذا الموسم عالمياً، لا تساير الاتجاه السائد لدى بعض المصممين حالياً في موضة ملابس الأطفال، إذ تتكون التشكيلة من ملابس مناسبة لطبيعة الأطفال وأعمارهم، من حيث الألوان الطبيعية والأشكال الانسيابية والنقشات التي تتحلى بالبساطة والرقة، ولا تسعى إلى منح الأطفال شخصيات مزدوجة تترجح بين أحلام البراءة والنضوج.

استقلالية الذوق

المصممة ديان فون فورستينبيرج، التي صممت مجموعة خاصة للأطفال، بالتعاون مع (جاب) 2012، تقول: قديماً كان اهتمام المصممين بملابس الأطفال لا يزيد على استخدامها كطريقة لتحقيق مزيد من الانتشار لماركتهم، خاصة في بداية ظهورها، أما الآن، فأصبح الاهتمام ينصب على تقديم تصاميم ملائمة لشخصيات الأطفال التي أصبحت مستقلة بذاتها ولها ذوق خاص يكاد يقترب من ذوق الكبار، في إشارة منهم لرغبتهم الكبيرة في إظهار أنهم كبار ذوو شخصيات مستقلة، وليسوا أطفالاً صغاراً يرتدون ما يختاره لهم والداهم.

وفى السياق، وقعت دار الموضة الأميركية «جاب»، شراكة مميزة مع «إد» (ED)، العلامة التجارية الجديدة التي أطلقتها المذيعة التلفزيونية الشهيرة إلين دي جينيريس، لتوفر باقة من الأزياء النسائية والأكسسوارات والديكورات المنزلية المستوحاة من أسلوب حياتها وقيمها وشخصيتها المتفردة. وأثمرت الشراكة عن إطلاق تشكيلة الأزياء النسائية الجديدة «جاب كيدز x إد»، التي تجسد حركة اجتماعية، تهدف لحفز الفتيات على كسر التقاليد والخروج عن المألوف.

نمط

قالت الممثلة والإعلامية إلين دي جينيريس: الأزياء هي ثقافة متخمة بالمعارف، وعلى المصممين أن يدركوا أن الأطفال يلتقطون الأفكار ونمط الحياة وكيفية التعامل معها، وتكوين الشخصية المجتمعية المتفاعلة من خلال العديد من الوسائل وأهمها الموضة المعاصرة. وتضيف: تسعدني هذه الشراكة المميزة بين علامتي الجديدة «إد» و«جاب»، بهدف تشجيع الفتيات على السعي وراء شغفهن، سواء كان ذلك في مجال الرياضيات أو العلوم أو الرياضة أو الفنون، فسعيي وراء شغفي، هو ما أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم، حيث بات لدي برنامجي الحواري الخاص، الذي يجمع بين الجانبين العملي والترفيهي في آنٍ معاً.