بين البيزنس والمصلحة الشخصية، يقف النجوم يشيرون بأصابع الاتهام إلى الوسط الفني، كونه أصبح مسرحاً للطرق الملتوية والمطبات المفتعلة، التي تجعل البعض يفكر أحياناً في الاعتزال، فلم يعد الأمر يتوقف فقط على وجود الموهبة، وإنما على «الشللية» التي أصبحت تتحكم فيه، لتجد المشهد الفني ملبداً بالغيوم، ومليئاً بقاعات الصابون، فالدعم والمساندة تحول إلى مكائد وضغائن، وتصفية حسابات.

مطبات وصعاب

تقول ميريام فارس: عندما دخلت الفن، كنت أظن أنني فقط سأغني وأقدم الاستعراض، ولكن بعد ذلك اكتشفت أن الفن عبارة عن «بيزنس» صعب للغاية، ونتعرض من خلاله إلى العديد من المطبات والصعاب، بغض النظر عن الموهبة التي تمتلكها، مشيرة إلى أنها لو كانت مولودة في العالم الغربي لقدمت الاستعراض على طريقتهم وثقافتهم، وبالتأكيد النجاح وقتها سيكون حليفها، ولكن في العالم العربي تعتبر نفسها فريدة من نوعها، خاصة أنها تعشق الحضارات والثقافات العربية، وما تقدمه على المسرح من غناء واستعراض لا يوجد أحد يقدمه.

الحلقة المفقودة

تشعر أريام بالسعادة لأنها محاط بها أصدقاء حقيقيون يحبونها، ولكن في الوقت نفسه هناك من يحاربها. تقول أريام: الحاقدون والمخربون يحاربونني، وللأسف ليس لديّ مدير أعمال يلف ويدور مثل غيري، فوالدتي هي التي تدير أعمالي منذ صغري بحكم أنها محامية، وأسرتنا بعيدة عن الأمور الملتوية، حيث أجد أناساً من باب الفضول يتصلون لمعرفة أجري مدعين أن هناك حفلاً، وأنا بحسن نية أخبرهم، ولكنهم في الحقيقة يريدون ضربي من تحت الحزام، وجلب مطربات أجورهن أقل، حتى في الأعراس والحفلات صادفني كثيرون يخبرونني بأنني كنت خارج البلد أو اعتذرت، وهذا الكلام غير صحيح، ولكنني سمعته عدد شعر رأسي من دون مبالغة.

وتضيف: فكرت في الابتعاد وترك الفن؛ فقد تعرضت خلال مسيرتي الفنية لمطبات كثيرة، فلو كان جبلاً لتصدع من كثرة الحروب، فما يزعجني كثيراً اليوم، أنا هناك أناساً كانوا يدعمونني فنياً، وفجأة لا أجدهم حولي ولا أعرف ما السبب، الأمر الذي جعلني أتساءل أين الحلقة المفقودة؟ وهل المادة لها دخل بالموضوع؟ فلو كانوا يأخذون أموالاً أتمنى أن أعرف؛ فلا مشكلة من ذلك، حتى إنني أحاول المواجهة بأسلوب راقٍ وأستمع إلى وعود براقة لا تحقق في الأغلب.

السقوط السريع

ترى شهد الياسين أن هناك عدداً من الفنانات مثل فقاعات الصابون عمرهن الفني قصير، ومنذ 3 سنوات تحديداً، بدأت هوجة الأعمال التجارية التي تعتمد فيها الفنانات على الاستعراض، وللأسف هذه الفئة أغلبية، أما الفنانات المحترفات فنستطيع عدهن على الأصابع.

تقول شهد: دخلت الوسط الفني وأنا صغيرة، ولم أصعد «بالأسانسير»، واخترت الصعود درجة درجة، فقد رفضت التنازلات، ولكن ما يحدث اليوم وظهور أسماء جديدة على الساحة الخليجية بسرعة الصاروخ يدل على أن بعض الفنانات اخترن الأسانسير، ولكني مؤمنه بأن من يصعد بسرعة يسقط بسرعة أيضاً.

تسليط الأضواء

يقول الفنان عبد الله بالخير: العلاقة بين الفنانين هذه الأيام لم تعد مثل سابقتها في زمن الزمن الجميل، تلك الصداقة التي كانت تتسم بالترابط والقوة، فإذا رجعنا للوراء قليلاً لا نستطيع أن ننسى رحلة كفاح أبو السعود الإبياري في صداقته إسماعيل يس، كذلك الصداقة التي ربطت بين أم كلثوم والسنباطي، ولكن اليوم توجد زمالة ومنافسة شريفة، كما يوجد في أي وسط، لكن المشكلة أن وسط الفنانين تركز عليه الأضواء والإعلام، وهو ما نتج عنه الخطأ في معالجة الموضوعات، بسبب الإثارة التي تتناول بها حياة الفنانين.

التمسك بالمبادئ

تعرضت دومنيك حوراني لمواقف عدة جعلتها تفقد الثقة بعض الشيء في الوسط الفني، تقول دومنيك: هناك شعراء وملحنون ومنتجون ليس لهم علاقة بالفن، ويدعون أنهم خبراء فقط من أجل مصالحهم الشخصية، والتعرف إلى النساء الجميلات، فهناك فنانون ساعدتهم ووقفت إلى جانبهم، وهم أول من طعنوني في ظهري.