افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الدورة الثانية من برنامج عروض السينما الأوروبية، والتي انطلقت في «نوفو سينما» في المركز التجاري العالمي في أبوظبي، وشهد معاليه فيلم التحريك «أغنية البحر» للمخرج توم مور مساء أول من أمس بحضور باتريسيو فوندي، سفير بعثة الاتحاد الأوروبي بالإمارات وغاي داليان مدير صندوق لوكسمبورغ لتمويل الأفلام، وستيفان رولانس منتج فيلم الافتتاح Song of the Sea «أغنية البحر» ومخرج الفيلم، ولوران ويتز مخرج الفيلم القصير الفائز بالأوسكار، والخبيرة الثقافية الإيطالية أليساندرا بريانتي مديرة البرنامج.

أجيال سينمائية

قبيل بدء عرض فيلم الافتتاح أشارت أليساندرا بريانتي إلى أن البرنامج سيضم 18 فيلماً، يعود إلى 18 دولة أوروبية، ستعرض لغاية 30 الجاري بين صالاتي «نوفو سينما» بين أبوظبي ودبي، بالتعاون مع السفارات المعنية في الدولة. وقالت: سيعرض قبل كل فيلم أوروبي مجموعة من الأفلام الإماراتية القصيرة التي تم اختيارها بواسطة مبادرة «حملة السينما الإماراتية».

وفي كلمة ألقاها أشار باتريسيو فوندي، سفير بعثة الاتحاد الأوروبي بالإمارات إلى أن إقامة برنامج عروض السينما الأوروبية للسنة الثانية على التوالي هو دليل نجاح، إلى جانب لفت الانتباه إلى صناعة الأفلام في الاتحاد الأوروبي ووضعها في دائرة الضوء.

وقال: إن التراث السينمائي الأوروبي لاقى اهتماماً عالمياً، وألهم عدة أجيال من السينمائيين، مستشهداً بتجربة المخرج الإيطالي «فليني» كما نوه بأن صناعة السينما في أوروبا

لاتزال مزدهرة وأوضح في عام 2014 وصل الإنتاج السينمائي الأوروبي إلى 1603 أفلام. وشدد على أهمية السينما الاجتماعية والاقتصادية الكبرى. وتأمل بأن تحقق الأفلام الأوروبية التي جاؤوا بها المتعة والفائدة، كون السينما جسراً بين الأمم والثقافات.

من وحي الأسطورة

عرض فيلم التحريك «أغنية البحر» للمرة الأولى في مهرجان تورنتو في العام 2014، وتبنى قصته على الأسطورة «الكيلتية» نسبة إلى الشعوب«الإيرلندية والأسكتلاندية والويلزية» لـ«السيلكي» وهي فقمة تتحول إلى إنسان عندما تكون على اليابسة، ولكن حين تعود إلى البحر تعود إلى أصلها كفقمة.

ويستعرض الفيلم قصة طفل صغير يدعى« بين» الذي يستمع إلى أمه الحامل «برونا» وهي تحكي له القصص وترسم له رسومات على الحائط، وفجأة بعد ستة أعوام تختفي الأم، لكنها تخلف وراءها«سيرشا» التي لا تتكلم، وتتميز بانجذابها إلى البحر بطريقة غامضة.

أما الأب«كونر» فهو في حالة حزن دائم يتأمل البحر مراراً، حيث يعيش في منارة بعيدة عن الناس. في إحدى الأيام تحضر الجدة للاحتفال بعيد ميلاد«سيرشا» وبعد الاحتفال، تكتشف «سيرشا» صدفة بحرية تركتها أمها، يمكن أن تتحول إلى ناي، ورداء أبيض.

فتلبس«سيرشا» الرداء ومعها الصدفة التي تقودها إلى البحر وهناك تكتشف أنها«سيلكي»، وحين تعود من البحر تغضب جدتها، وتقرر بحزم أنه لا مكان للأطفال في المنارة، وبأنها ستأخذ أحفادها للمدينة حيث تعيش.

يقاوم «بين» فكرة الذهاب مع جدته، لكن الأب يصر على ذهابه، وبعد وجودهما لفترة مع الجدة يحاول«بين» العودة وتكتشف «سيرشا» أن أمامها مهمة صعبة، وتتطور الأحداث في رحلة سحرية أسطورية، متأثرة بالثقافة الايرلندية بموسيقاها وأغانيها وتراثها الشعبي.

وهو ما يجعل من القصة التي كتبها مخرج الفيلم توم مور مع الممثل والكاتب ويل كولين، قصة تنتمي إلى عالم الأطفال بامتياز، فهناك قوى شريرة وهناك ساحرة ولكن هؤلاء يتغيرون بسهولة ليصبحوا أناساً عاديين متى ما ابتعد السحر عنهم. ولهذا لا يظهر الشر بصورته المطلقة في هذا الفيلم. الذي يتداخل فيه العادي بالسحري.

أفلام إماراتية

يعرض البرنامج تسعة أفلام إماراتية قصيرة، وهي«حالة غرب» إخراج مصطفى عباس،«الدخيل» إخراج ماجد الأنصاري،«الرحلة» إخراج هناء مكي،«الأركان» إخراج مصطفى زكريا،«سبيل» إخراج خالد المحمود،«سراب» إخراج مريم فروحي،«مرة» إخراج نايلة الخاجة،«مرايا الصمت» إخراج نواف الجناحي، و«نصف إماراتي» إخراج أمل العقروبي.

عروض

تستمر العروض في «نوفو سينما» في أبوظبي لغاية 30 الجاري، بينما تستمر في «نوفو سينما» في ابن بطوطة لغاية 31 الجاري، وستكون كافة العروض مجانية على أن يتم تخصيص المقاعد بحسب أولوية الحضور.