الحياة مثل لعبة الشطرنج، إما أن تلعبها باحتراف وتمكن، أو أن تصبح حجر شطرنج يلعب بك الآخرون، وبين الأبيض والأسود، يقف اللاعب أمام الاختيار الأصعب حتى لا يقع في بئر الخسارة والضياع؛ هكذا يجسد المؤلف سعيد الزعابي والمخرج أحمد الشامسي مسرحية «اللعبة» التي سلطت الضوء على قضية الإدمان.

وقد حملت الأحداث العديد من الأفكار والرؤى المباشرة، حول لعبة الحياة وخيارات كل فرد في المجتمع، والتي تظهر قوته أو ضعفه في تجاوز العقبات وتحقيق الاحلام، وعلى الرغم من قوة الفكرة، إلا أن العرض افتقد إلى التشويق، حيث كان العمل أشبه بالسرد الذي يميل للرتابة في بداية الأحدث، لتكتمل بعدها القصة التي تقودك إلى سلسلة من الأحداث.

أصل الحكاية

يتمحور العمل حول شاب خريج كلية القانون يبحث عن العمل، من أجل الزواج من حبيبته التي ارتبط بها منذ أيام الجامعة، أي قبل 5 سنوات، والتي تحلم بأن يجلب لها حبيبها طاقماً من الألماس حينما يطلب يدها من والدها، هذه المسؤوليات التي تحاصره في ظل البطالة التي يعاني منها جعلته يقع فريسة لتاجر مخدرات، يستغل حاجته ويسدد ديونه للمقهى الذي كان يتردد عليه يومياً.

ويبدأ في تمرير بعض من العقاقير والحبوب المخدرة تحت مسمى «دواء السعادة» لكي يحكم مخالبه حول عنقه ويسيطر عليه بشكل كامل، وبالفعل يقع الشاب في شباك الإدمان، وفي هذه الأثناء يرفض النادل الذي يعمل في المقهى الاستمرار في العمل مع ذلك التاجر، وجلب مزيد من الشباب له على الرغم من الظروف التي يمر بها من مرض والدته وموت والده.

بحر الإدمان

يوهم تاجر المخدرات بطل العمل بأنه سوف يعطي له مبلغاً كبيراً من المال كل شهر، ولكنه بعدها يكتشف حقيقة الأمر، والمهنة التي سوف يعمل بها وهي «الديلر» وبمعنى أدق الشاب الذي سيوزع المخدرات، ليرفض في البداية بشدة ويبتعد عنه، ثم يجد نفسه ذلك يعود إليه مرة أخرى بسبب إدمانه وعدم قدرته عن الابتعاد عن المخدرات.

فكانت النتيجة غرقه في بحر الإدمان وانتهاء حياته في مشهد يقع فيه الشاب على المسرح من داخل المقهى، حيث يجلس تاجر المخدرات، ويواصل النادل عمله المعتاد في خدمة الزبائن ورمي الشباب اليأس في طريق الضياع من بوابة تاجر المخدرات، وتبدأ الأنوار تطفأ حوله، ليبحث بعدها تاجر المخدرات عن شاب جديد ونادل جديد، وتتجدد دائرة أخرى مع ضحايا آخرين في قضية يعيشها الشباب.

الحياة رقعة الشطرنج

أشاد الحاضرون في الندوة التي أعقبت العرض بفكرة العمل التي اتسمت بقربها من قضايا الشباب التي يواجهونها في عصرنا الحالي، ولكن في الوقت نفسه كانت هناك بعض السلبيات التي أشاروا إليها، حيث أكد عمر غباش مدير إدارة الإنتاج الدرامي بدبي للإعلام أن النقد البناء يطور العمل، مشيداً بجهود فريق العمل سواء من ناحية الإخراج أو القصة أو أداء الممثلين.

مشيراً إلى أن المشكلة الحقيقة في العمل تكمن في عدم تصاعد الأحداث، الأمر الذي أدى إلى تباطؤ إيقاع العمل، كذلك لمس «ميوعة» في أداء الشباب على المسرح، على الرغم من أن الدورين كانا يتطلبان خشونة على المسرح.

وأكد الناقد المسرحي يحيى الحاج قوة القصة التي تواءمت مع فلسفة المهرجان في طرح قضايا الشباب، منوهاً بأن النهاية جذبته ولكن كان ينقصها وجود حلول لهذه المشكلة.

من جهة أخرى كانت هناك بعض الآراء التي لمست ضعفاً في أداء اللغة العربية عند بطلة العمل، حيث كانت تتحدث اللغة العربية بطريقة خليجية، وهناك من وجدوا أن النهاية بموت البطل دون وجود عظة مباشرة تعد نقطة سلبية في العمل.