حظي معرض الخطاط التشكيلي العراقي وسام شوكت «مونومنتال 11/11» الذي نظمه «تشكيل» مساء أول من أمس، في غاليري تشكيل في دبي، باستحسان الجمهور الذي حرص على الحضور والاستمتاع بالتكامل والتناغم بين الفنون الكلاسيكية التقليدية للخط العربي والإبداعات المعاصرة، وذلك بحضور معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي.
تكوينات تشكيلية
استطاع شوكت في معرضه أن يحلق نحو آفاق بعيدة من خلال تسخير أشكال تقليدية واستكشاف إيقاعاتها الأصيلة الخفية، عبر الرسومات وأعمال الطباعة بالشاشة الحريرية واللوحات القماشية، فأظهر الحروف العربية في تشكيلات خطية مستمدة من تمارين الخطاطين التقليدية..
ولكنها هذه المرة في تكوينات تشكيلية وتجسيدات بصرية غرافيكية، وكان المميز فيها تمام شكل الحرف ودقة رسمه بالرغم من حجمه الكبير التي يظهر فيه على لوحاته، فأسلوبه الفريد يعتمد علي حرفية الخط العربي التقليدي ممزوجاً بتأثره بالسياقات المعاصرة، وبذا استطاع أن يرتقي بأعماله إلى مستويات مختلفة وجديدة، تحرر الخط العربي من قيوده النصية ليتخذ شكلاً مرئياً وتحول الحروف إلى أشكال وأحجام هندسية ضخمة.
حركات دائرية
الحس التشكيلي العالي في معرض الفنان وقدرته المختلفة في التكوين، لم يتأت بين يوم وليلة، خصوصاً انه ينظر إلى العمل الفني بمنظور دقيق، ويشاهد الزائر توازنا في الأعمال المعروضة ما بين التجريدات الهندسية والأشكال المتدفقة التي ينفرد بها الخط العربي..
وانتقل الفنان في 36 عملا من استكشافاته التقليدية للشكل والإيقاع، إلى أعمال جديدة تعتمد على التجريدات الهندسية مقرونة بإشارات بصرية إلى حركات دائرية وتكعيبية، فينتقل تارة بين الوضوح وطوراً بين التجريد، ولكنه يرجع في الوقت نفسه إلى جوهر الخط العربي الأصيل، ولكنه في الوقت نفسه، يمهد للغة وأشكال مرئية جديدة في عالم الخط العربي.
بهاء الحروف
يستمر المعرض حتى 7 يناير 2016 ويعتبر احتفالية بالعلاقة بين حضور الخط العربي في مجمله والسمات المتأصلة لكل حرف، فالقوة الإبداعية في أعمال شوكت تكمن في الجمع ما بين جماليات الحروف والتجريد الهندسي والحركة الحرفية والتكعيبية الممزوجة بالخصائص المتعرجة لكتابات الخط العربي..
إذ عمقت دراسته للهندسة المدنية من نظرته في توظيف الحروف وإيقاعها في مواضع تحفز توازن اللوحة، مع مراعاة توزيع الكتل اللونية والفراغات والفواصل وإضافة بسيطة للزخرفة، فعشقه للحرف يسيطر علي إنتاجه ويعتمد في الأساس على بهاء الحروف والمقاطع في اللوحة كبنية أساسية.
معارض عالمية
ووسام شوكت الخطاط التشكيلي العراقي الأصل بدأ حياته المهنية كخطاط ومصمم غرافيك في بداية التسعينيات من القرن الفائت، وبعد تخرجه من قسم الهندسة المدنية عام 1996، شغف بدراسة فن الخط العربي ورصد تجارب كبار الخطاطين، وشارك في العديد من المعارض العالمية في ايطاليا وفرنسا واليابان وبلجيكا والدانمارك، وحاز على جوائز عدة محلياً وعالمياً..
وظهرت أعماله في العديد من الكتب والمنشورات التي تعرض فن الخط العربي. ويتابع الفنان بشغف فنون الغرافيك والمدارس الحديثة التي تعتمد على الأشكال الهندسية، ويبحث عن الأعمال الفنية الجديدة والتصاميم الفريدة فيزور المتاحف حول العالم لكي يستلهم منها في تنفيذ أعماله.
علامة فارقة
قال شوكت في حديثه لـ«البيان»: أعتبر«مونومنتال 11/11» علامة فارقة في مسيرتي الفنية، نتيجة استخدام أسلوب جديد يركز على الأشكال الجمالية في الحرف العربي، ويحرر الخط من مجرد نص كتابي إلى تحول تجريدي لافت، عبر تجسيدات بصرية غرافيكية. وأضاف: استقصيت العلاقة بين الممارسة البصرية والنصية في تراكيب حداثية مستلهمة من الأشكال التجريدية للخط، وابتعدت عن القيود النصية نحو رحابة التهيئة البصرية.