أقضّ مصير الطالبات النيجيريات الهاربات من إجرام «بوكو حرام» مضجع روبرت سميث، أغنى رجل أعمال أسود في أميركا، ودفعه إلى تبنيهن واستكمال مسيرتهن التعليمية على نفقته الخاصة.

وأفادت صحيفة «غارديان» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن سميث، رجل الأعمال واسع الثراء الذي تغلب على الكثير من الصعوبات على المستويين الشخصي والسياسي، لم يستطع أن ينزع من تفكيره خبراً سمعه صباح ذات يوم عبر أثير الإذاعة، حيث كان المذيع يناقش مصير عشرات الطالبات اللواتي فررن من قبضة جماعة «بوكو حرام»، بعد تعرضهن للاختطاف من مهاجعهن في تشيبوك الواقعة شمال شرق نيجيريا.

وقال سميث تعليقاً على الحادثة: «كنت أصطحب ولدي إلى المدرسة بالسيارة حين سمعت الخبر، الذي صعقني كأب، سيما لناحية عدد الضحايا الذي بلغ 300 فتاة».

وكان يزعجه كثيراً حجم الفظاعات المتكاثرة في شمال شرق نيجيريا، وسرعة اختفائها من لائحة أبرز الأخبار العالمية.

هكذا، وعلى بعد ستة آلاف ميل، وبينما كان مدير الجامعة الأميركية في نيجيريا مارجي إنساين يجوب معقل «بوكو حرام» في تشيبوك لتزويد الهاربات بمنح تعليمية، ويمضي أياماً طوال في إقناع الأهالي بإعادة بناتهن إلى المدرسة، سمع صوتاً من الجانب الآخر يطرح تأمين دفع الأقساط والتكفل بنفقات تعليم الفتيات الاحدى والعشرين الناجيات.

لم يكن إنساين واثقاً من أنه سمع بوضوح كلمات سميث، حين قال إنه: «سيغطي النفقات على حسابه طالما دعت الحاجة. حاولوا أن تعثروا على بقية الناجيات وسأساعدهن أيضاً».

وقد عثر فريق إنساين الصيف الماضي بالفعل على ثلاث فتيات هاربات، وبدأ الاعتناء بهن.

وعلق سميث على الأمر بالقول: «لو حدث ما حدث معي، لفقدت ثقتي بالناس. أتمنى أن تدرك الفتيات أنه لا تزال هناك طيبة في النفس البشرية، وأن هناك أشخاصا في هذا العالم ممن يريدون مساعدتهن لأن يصبح لهن شأن كبير».