أكد عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أن إدارة الآثار تواصل، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نشاطاتها التنقيبية في عدة مواقع من الإمارة بالتعاون مع بعثات أجنبية من بلجيكا وألمانيا واليابان وأميركا أسفرت عن مكتشفات آثارية جديدة ذات قيمة تاريخية تبرز الدور الحضاري لأبناء المنطقة.

ونوه العويس بالحضور الفاعل لإدارة الآثار في المحافل الإقليمية والدولية من خلال أوراق العمل التي قدمتها في الملتقيات المتخصصة في الآثار إضافة لعرض نماذج من آثار الشارقة في تلك المحافل.

وأشار تقرير لإدارة الآثار حول إنجازاتها لعام 2015 إلى أن حملات التنقيب الأثري في إمارة الشارقة تواصلت منذ خريف العام الماضي حيث قامت البعثة الأثرية البلجيكية من جامعة غنت بتنفيذ موسم جديد للتنقيب الأثري في موقع مليحة وأكملت تنقيب بعض المدافن المشيدة تحت الأرض والتي بدأت العمل فيها خلال موسم التنقيب الماضي وكذلك فقد كشفت عن بقايا مبان سكنية مشيدة بالطوب الطيني وعثرت في داخلها على مجموعة متنوعة من الأواني الفخارية ولقى أثرية أخرى .

بعثة مشتركة

كما استمرت أعمال التنقيب من قبل بعثة مشتركة من جامعة توبنجن في ألمانيا وإدارة الآثار بالشارقة في موقع يعود إلى العصر البرونزي في وادي الحلو وهو من المواقع المهمة التي كانت مركزا لتعدين خامات النحاس وصب السبائك البرونزية وكشف التنقيب عن وجود العديد من ورش صهر المعادن وخبث النحاس الذي ينتج عن عمليات الصهر إضافة إلى أعداد كبيرة من السنادين والمطارق المستعملة في عملية التعدين واستنادا إلى نتائج الموسم الأخير فإن الموقع يضم طبقات أثرية تعود إلى الألف الثامن قبل الميلاد وحتى العصر الإسلامي وذلك على ضوء نتائج تحليل الكربون المشع لعينات تم الحصول عليها من الموقع .

وتستمر أيضا عمليات بعثة التنقيب الأثرية الأميركية من جامعة برين مور في موقع تل الأبرق الذي يعتبر من أهم وأكبر التلال الأثرية في المنطقة ويحتوى على تعاقب زمني على مدى ألفي عام منذ الألف الثالث قبل الميلاد وحتى العصر الحديدي في نهاية الألف الأول قبل الميلاد .

من جانب آخر تواصل بعثة التنقيب الأثرية المحلية من إدارة الآثار بالشارقة أعمالها التي تستمر على مدار العام في عدة مواقع بالمنطقتين الوسطى والشرقية في الإمارة وقد أثرت السجل الأثري بالمزيد من المكتشفات الأثرية الجديدة والتي تلقي الضوء على التاريخ القديم لأبناء الشارقة .

وواصلت البعثة اليابانية من جامعة كانازاوا برئاسة الدكتور تاتسو ساساكي أعمال التنقيب في موقع يعود إلى الفترة الإسلامية في دبا الحصن وتم استظهار مزيد من الطبقات الأثرية واللقى المتنوعة ذات المنشأ الخارجي والتي تدل على ممارسة التجارة على نطاق واسع مع أقاليم العالم الخارجي .

كما استأنفت البعثة الألمانية الثانية من جامعة تيوبنجن برئاسة الدكتور كنوت بريتزك أعمال التنقيب في مواقع العصور الحجرية الممتدة على سفوح جبل الفاية ومنطقة سهيلة في القاطع الأوسط من إمارة الشارقة ، حيث تم العثور على مجموعة من الآلات والأدوات الحجرية المهمة تؤرخ نصف مليون عام مضى وتضيف المكتشفات الأثرية الجديدة معلومات مهمة إلى سجل الآثار للعصور الحجرية في الإمارة فيما يخص التاريخ المبكر للجماعات البشرية وأسلافها في المنطقة .

 ويواصل أعضاء إدارة الآثار والمنقبون من اللجان المحلية والمتعاونون من الخارج البحث والتنقيب عن كل ما من شأنه التعرف إلى المنطقة وتاريخها وآثارها وإثراء المعرفة الإنسانية بجديد المكتشفات المفضي لحقيقة الوجود البشري وإمكاناته . وفي بداية يوليو 2015 ، شاركت إدارة الآثار في افتتاح الدورة الـ 39 للجنة التراث العالمي لليونسكو في بون بألمانيا وقد مثلها عيسى يوسف مراقب المسح والتنقيبات الأثرية .

مؤتمر

شهد المتحف البريطاني في لندن وقائع جلسات مؤتمر الدراسات العربية في يوليو 2015 بحضور عدد كبير من علماء الآثار والتاريخ والباحثين وطلبة الدراسات العليا وذلك للمداولة والاطلاع على آخر ما توصلت إليه نتائج البحوث وعمليات التنقيب الأثري في منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية.