بعد أن دقت أبواب العراق لسنوات عديدة، وخرجت من أرضها بعشرات الأفلام آخرها «أميركان سنايبر» للمخرج كلينت ايستوود، يبدو أن هوليوود عادت مجدداً إلى المنطقة العربية، ولكن هذه المرة من البوابة الليبية والسورية، التي وجدت في أرضها ما يمكن تحويله إلى قصص تستعرض فيها «عضلات» الجيش الأميركي، مستفيدة بذلك من الأزمات التي تضرب المنطقة العربية في الوقت الراهن، وما تشهده من حرب حقيقية.
فبعد أن استلهم كلينت ايستوود قصة فيلمه «أميركان سنايبر» (2014) من حكاية القناص كريس كايل الذي قتل ببندقيته عشرات العراقيين، يبدو أن المخرج مايكل بي يسير على ذات النهج، وهو الذي افتتح نهاية الأسبوع الماضي عروض فيلمه الجديد «13 ساعة: جنود بنغازي السريين» في صالات السينما الأميركية، فيما فضل المخرج دانييل زيليك بيرك أن يقدم «غطاء دمشق» الذي استلهمه من رواية صدرت عام 1977.
فريق أمني
في فيلم «13 ساعة» يحيلنا مايكل بي المعروف بتقديمه أفلام الحركة، آخرها كان «المتحولون: عصر الانقراض»، إلى عام 2012، وتحديداً إلى تاريخ 11 سبتمبر من ذلك العام، الذي تعرضت فيه القنصلية الأميركية في بنغازي لهجوم، قتل على إثره السفير الأميركي الأسبق في ليبيا «كريستوفر ستيفنز» وثلاثة شخصيات دبلوماسية أميركية أخرى، حيث يوثق الفيلم قصة أعضاء الفريق الأمني الذين دافعوا عن المجمع الدبلوماسي.
وكان مايكل بي قد بنى مشاهد فيلمه على كتاب بعنوان «13 ساعة» للكاتب ميتشل زاكوف، الذي ينتقد فيه أداء الإدارة الأميركية إزاء أزمة قنصليتها في بنغازي، فيما تولى تأليف السيناريو شاك هوجان، ويلعب بطولة الفيلم جيمس بادج دايل، وجون كراسينسكى، وماكس مارتيني، وتوبي ستيفنز، وبابلو شرايبر، وديفيد دنمان، ودومينيك فيومسا، وفريدي ستروما، وصورت مشاهده بين مالطا والمغرب.
الفيلم يقع ضمن تصنيف الدراما السياسية، إضافة إلى تصنيف الأكشن. وفي مقابلة مع طاقم الفيلم عرضتها العديد من المواقع المتخصصة في السينما، أكدوا أنهم اجتمعوا مع أعضاء الفريق الأمني الأصليين وسمعوا منهم تفاصيل ما حدث في تلك الليلة في بنغازي، وأشاروا أن هذه اللقاءات ساعدتهم كثيراً في بناء شخصياتهم بالفيلم.
توقعات
التوقعات حيال هذا الفيلم تشبه تلك التي رافقت عروض «اميركان سنايبر» لكلينت ايستوود، الذي تمكن من الوصول إلى منصة الأوسكار، حيث تشير التوقعات إلى أن «13 ساعة» سيحقق إيرادات جيدة، بالاعتماد على طبيعة شغف الجمهور حيال أفلام الحرب عادة، لاسيما تلك القادمة من منطقة الشرق الأوسط، ولنا في «منطقة خضراء» (2010) و«هوم لاند» (2011) و«لعبة عادلة» (2010) و«زيرو دارك ثيرتي» مثالاً، فجميعها استطاعت أن تسحب الملايين من جيوب الجمهور.
جاسوس غربي
نجاح صناع أفلام هوليوود في الدخول إلى الأرض الليبية والخروج منها بقصص تغري المشاهد العربي قبل الغربي، قادهم للبحث في الأرض السورية، عن قصص مشابه تدور في إطار الحرب المندلعة هناك، وفي هذا الإطار سنشهد خلال العام الجاري، فيلماً جديداً بعنوان «غطاء دمشق» (Damascus Cover) المستلهم من رواية صدرت في عام 1977 للكاتب هوارد كابلن، تدور حول جاسوس غربي دخل العاصمة السورية دمشق، بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار جدار برلين، حيث تم نشر كمية كبيرة من الجواسيس في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن المخرج دانييل زيليك بيرك فضل أن يحول الرواية إلى سيناريو يتناسب مع واقع الحرب التي تدور في الأرض السورية، ويلعب بطولة الفيلم كل من الممثل جوناثان ريس مايرز، واوليفيا ثيرليبي، وجون هارت وغيرهم.
ذكاء
الممثل ريس مايرز بطل «غطاء دمشق» أعرب في أكثر من مقابلة معه، عن حماسته وشغفه للقيام بهذا الدور، قائلاً: «هذا هو الوقت المناسب للفيلم، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط صراعاً كبيراً».
وأضاف: «أعتقد أن السيناريو مدروس للغاية، وكتب بطريقة ذكية من قبل دانييل بيرك وسامانثا نيوتن، وأنا سعيد جداً بأن أكون جزءاً من هذا المشروع».