«الكيمونو» عراقة تتحدى المعاصرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

الالتزام بتقاليد اللباس الوطني والشعور بالفخر العميق تجاه جميع تفاصيله يزين ملامح «الكيمونو» في اليابان، ورغم المحاولات العديدة لإعطائه سمات الحداثة بداخله في دائرة الموضة من قبل العديد من المصممين المحليين والعالميين الذين استطاعوا بجدارة نقل حضارته العريقة إلى العالم، فأقبلت عليها عاشقات الموضة والتصاميم المتفردة، لا سيما وأن «الكيمونو» حافظ على مكانته الأثيرة في المجتمع الياباني خاصة في المناسبات والأعياد والاحتفالات الدينية.

تفاصيل معقدة

على الرغم من الخطوات المعقدة لارتدائه فهو يتكون من 12 طبقة منفصلة، بداية من قالبه المصمم على هيئة عباءة مخططة يصل طولها إلى الكاحل وتتخذ شكل حرف (T) متضمناً ياقة عريضة وأكماماً طويلة.

وهو يلف حول الجسم من الجهة اليسرى وفوق الجهة اليمنى «عدا عند تكفين الموتى»، ويثبته حزام عريض يسمى (obi)، والذي يربط من الخلف، ويلبس الكيمونو مع الحذاء التقليدي geta وجوارب «tabi»، البيضاء التي تتميز بفصل إصبع القدم الكبير عن بقية الأصابع، ويجب الاهتمام باختيار نوع الكيمونو المناسب لأن ذلك يعكس عمر المرأة وحالتها الزوجية ومستواها الاجتماعي المترافق مع طبيعة المناسبة.

خامات ثمينة

على الرغم من أن ثمن الكيمونو محل القلق، إلا أنه وفقاً للمواد، والصبغة، والرسم، والتطريز، وطريقة الحياكة تختلف تكلفته على نطاق واسع، فيبدأ سعر الرخيص منه بـ ٣٠٠٠٠ ين ليصل إلى الملايين. ووفقاً للوقت والمكان والمناسبة، فهناك قواعد وشروط لدرجات الكيمونو وإكسسواراته. وفي حال ارتداء المتزوّجات للملابس الرسمية التقليدية.

«توماسودي» Tomesode، تحتاج على الأقل إلى ١٧ قطعة من الإكسسوارات لا غنى عنها على خلاف الكيمونو والأوبي (الحزام الخاص بالكيمونو)، بدءاً من الملابس الداخلية للكيمونو حتى المروحة المنطوية. كما أن الأوبي (الحزام الخاص بالكيمونو) تماماً مثل الكيمونو بسلسلته الكاملة، وهناك عشرات الأنواع من طرق عقده تختلف فيما بينها، ويختلف الجو العام مع فتحات التهوية وفقاً للشكل.

الجيل الجديد

ونظراً لطبيعة القطع المتعددة لزى “الكيمونو” فإن الجيل الجديد من اليابانيات لا يستطعن ارتداءه بإتقان دون مساعدة الخبيرات أو المتخصصات من العائلة أو المحترفات في صالونات التجميل المصرح لها بتقديم مثل تلك الخدمات التي تحتاج إلى رخصة مزاولة هذا المهنة حفاظاً على التقاليد، ووفقاً لبحث تم إعداده عام ٢٠١١، هناك ما يقرب من ٨٠٪ من اليابانيات سبق لهم وأن قاموا بارتداء الكيمونو، ولكن في الواقع هناك أقل من ٤٠٪ يمتلكونه.

طراز التصميم

تعتبر جميع الأزياء ذات الطراز الياباني مصنوعة من لفة طويلة من قماش (تقريباً ٣٦ سم × ١٢ م)، ويتم تقطيع لفة القماش على شكل مستطيلات عدّة، ويتم دمجها بغرض الحياكة. وهناك إمكانية لإعادة الاستخدام من خلال توليف مقاس كيمونو الآباء ليتناسب مع مقاسات البالغين مِن الأبناء، ويتم إعادة حياكته مرة أخرى ليصبح مثله كمثل الكيمونو الجديد. وبهذا ينتقل الكيمونو عبر الأجيال من الآباء إلى الأبناء، ويتم المحافظة على مظهره البديع، وتتوارثه الأجيال.

صيحات

تجديد و ابتكار في الأزياء اليابانية

يستوحي المصممون العالميون أزياءهم من ثقافات الشعوب المختلفة وتراثهم وأزيائهم التقليدية، لصيحات متعددة، الكيمونو الياباني ذي الأكمام الواسعة، حيث تتميز الأزياء اليابانية، بكثرة النقوش المستوحاة من الأشكال الهندسية والنباتات وغيرها، وألوانها الغنية متميزة ببساطة التصاميم. صيحة تناسب إطلالة الصباح المتحررة والمريحة، وإطلالة المساء الأنيقة الرسمية على حسب القصة والأقمشة المستخدمة، مثل الحرير والساتان.

قدم العديد من المصممين العالميين مجموعات أزياء وإكسسوارات بهذا الطابع الذي يحاول إيجاد مقاربة شاعرية لتاريخ إمبراطورية عريقة في أزيائها، بإدخال قماش التويد وجاكيتات صغيرة مطرزة وفخامة في الطول والاتساع والطبقات المستلقية على بعضها بجمال يثير الإعجاب. البنطلون حلّ محل العباءة أحياناً الأسود للسهرات في أثواب قصيرة نوعاً ما ومشغولة بالدانتيل فوق بنطلون أيضاً، وكنزات مزينة بالريش ومحبوكات من كل نوع.

انفراد

طراز ياباني

تشير كلمة «كيمونو» في الأصل إلى الملابس بوجه عام. وأصبحت تشير إلى الملابس على الطراز الياباني فقط كي نستطيع التمييز بينها وبين الملابس الغربية التي دخلت إلى اليابان من الغرب مع نهاية حكومة شوغونية توكوغاوا القرن الـ ١٩.

 فبالمعنى المحدود تقال على الملابس الطويلة التي تمتد ذيولها حتى الكاحل، فبدايةً من الملابس الرسمية، مروراً بملابس الخروج، حتى الوصول إلى «اليوكاتا» في فصل الصيف، وتوجد هذه الأنواع بكثرة. هناك أنواع مختلفة من الأقمشة مثل الحرير، والصوف، والقطن، والكتان.

ابتكار

زينة الشعر

تعد اكسسوارات الشعر المكمل الرئيسي لارتداء الكيمونو وتُزيَّن التسريحات برفع الشعر بالأمشاط ودبابيس الشعر «كانزاشي» التي كانت في القرن السابع عشر وفي فترة استعادة إمبراطورية ميجي (Meiji)، كبيرة وظاهرة.

 

وفي العموم فإن الأمشاط الكبيرة المنمقة هي للسيدات من الطبقة الراقية. وبعد فترة إمبراطورية ميجي وحتى العصر الحديث، أمشاط الشعر الصغيرة في الحجم أصبحت الأكثر شعبية وتعدد تصاميمهما الملونة وفقاً لتعاقب المواسم وبراعة النقوش.

Email