تحت راية الإنسانية والعمل الخيري؛ يجتمع نجوم الفن في لفتة منهم لتقديم المساعدة أو رسم ابتسامة على شفاه نسيت معنى الفرحة، لتسلط عليهم الأضواء ويتم الإشادة بدورهم عبر مختلف وسائل الإعلام.

البعض يقوم بهذه الخطوة بدافع المسؤولية التي تقع على عاتقه كونه فناناً يحتذى به وله جمهوره، وآخرون تدفعهم الشهرة للظهور والتباهي أمام الكاميرات بما يقوم به، فترى دموعاً حقيقية وأخرى مصطنعة، وتلمس مشاعر تنبض بالحب والأمل وأخرى تتنفس نفاقاً ورياءً.

رسالة

ترى ديانا حداد أن العمل الإنساني جزء لا ينفصل عن حياة الفنان، خصوصاً أن للفنان المبدع، من وجهة نظرها، تأثيراً في المجتمع، وفي نفوس معجبيه، لتكون أعماله الإنسانية جزءاً من نسيج لوحة يخطها الجميع بحب ووفاء وحس عالٍ بالمسؤولية.

وتضيف: الفن رسالة سامية، لا يقتصر فقط على تقديم الأغاني وتصوير الكليبات، بل يكمن دوره في مساعدة المحتاجين وتقديم يد العون لهم بأي طريقة، مشيرة إلى أنها حينما تقوم بزيارة مراكز تقوم على رعاية الأطفال المعوقين أو المصابين بالتوحد، فالغرض منها يكون رسم بسمة على تلك الوجوه البريئة، وقضاء يوم برفقة هؤلاء الأطفال من أجل إسعادهم وإدخال الفرحة في قلوبهم، إلا أنها تفاجأ بأن هؤلاء الأطفال هم الذين يضيفون البهجة في قلبها، تشعرها بسعادة لم تعرف لها طعماً من قبل.

أمل

تحرص الإعلامية والفنانة رؤى الصبان على المشاركات الإنسانية وتوعية الناس بأهميتها خاصة في ظل الحروب والدمار الذي يعم معظم العالم العربي، فالعمل الإنساني، على حد قولها، بصيص أمل يخرج من عتمة الأحداث فينير الطريق أمام الناس، الأمر الذي يجعلها تقوم باستمرار بنشر «بوستات» على الانستغرام الخاص بها للحث على المشاركة في مختلف الأعمال الإنسانية بغاية التقرب إلى الله، وطمعاً في مزيد من الحسنات.

وحول رأيها عن مشاركة النجوم، في مثل هذه الفعاليات المجتمعية، تقول الصبان: للأسف 90% من النجوم يشاركون في العمل الخيري من أجل إلقاء الضوء عليهم، وليس من أجل المشاركة الحقيقية.

ألم

ترى الفنانة هند صبري أن منصبها كسفير للنوايا الحسنة، يسهل عليها إجراءات طويلة، ويجعلها تستطيع زيارة أماكن عدة. وتضيف: أنا وحسين الجسمي قمنا بزيارة مخيم الزعتري، وليس معنى أن عدداً من النجوم السوريين، لم يزورا المخيمات أن قلوبهم ليست موجوعة على ما يحدث في بلدهم، فهناك حالة من الترقب والخوف عما سيحدث غداً، وللأسف هناك حالة من التحامل على الفنانين بشكل قاسٍ، ولا أقصد بذلك نجوم سوريا فقط بل جميع الفنانين بوجه عام، فقد اتهمونا بالخونة والمنافقين وللأسف لم يجد الفنان من يدافع عنه.

مشيرة لأنها تشعر بسعادة بالغة حينما تقدم العون لأي شخص، وحينما تكون سبباً في فرحة يعيشها الأطفال.

خوف

بينما تؤكد الإعلامية حصة الرياسي أن دور الفنان له أهمية كبيرة في العمل الإنساني، لأنه يحفز الكثيرين على المشاركة، وكونها سفيرة للنوايا الحسنة تهتم بكل ما هو إنساني، وعن رأيها في مشاركة النجوم الأجانب وخصوصاً أنجيلينا جولي بصورة كبيرة في الحقل الإنساني تقول: «للأسف أرى أن الأجانب أكثر إنسانية منا نحن العرب، إضافة إلى أننا نخاف على أنفسنا؛ فنخشى الذهاب إلى أماكن الزلازل والأمراض، ولكن الأجانب يذهبون على الفور».

واقعية

تقول سيرين عبد النور: خلال تصويري البرنامج الواقعي «بلا حدود» قابلت العديد من الحالات المأساوية، وكل حالة كنت أصادفها أتأثر نفسياً، وأحاول جاهدة أن أضبط أعصابي، وأتحكم في دموعي حتى لا تذرف، ولكني لم أكن قادرة على منعها.

وأحياناً أخرى كنت أشكر الله على النعم الكثيرة التي أعطاني إياها، فهناك أناس رأيتهم يبحثون عن لقمة العيش وسط القمامة، في حين أن هناك آخرين يرمون الطعام دون وعي.

في حين تؤكد الإعلامية أميرة الفضل أن النجوم العرب يقومون بالأعمال الإنسانية بشكل دائم، ولكن ربما لا يسلط الضوء عليها، لأن الثقافة العربية تختلف عن الثقافة الغربية، فالدين الإسلامي يحث على القيام بهذه الأعمال في الخفاء، لذلك يظن البعض أن هناك تقصيراً من النجوم العرب، وهذا غير صحيح.