يزخر معرض عمارة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة، الذي يقام خلال هذه الأيام، بكثير من المقتنيات والعناصر المعمارية والنقوش الكتابية، التي وفرتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والتي تمثل الفترة: من بداية العصر الأموي وإلى العصر السعودي، كما يعتبر المعرض فريداً من نوعه على مستوى العالم من حيث كونه يختص بعرض مقتنيات الحرمين الشريفين.
فمن خلال التوسعات في الحرمين الشريفين، تجمعت لدى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعض المقتنيات والعناصر المعمارية والنقوش الكتابية من الحرمين الشريفين، وهكذا رأت الرئاسة العامة أنه من المناسب عرض بعض هذه المقتنيات في معرض خاص بها.
وأوضح مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين، أحمد الدخيل في تصريح خاص لـ»البيان«، أن المعرض يعرّف الزائر بما شهده الحرمان الشريفان على مدى تاريخ طويل من التطوير والعمارة، وعلى وجه التحديد التوسعات غير المسبوقة خلال العصر السعودي الزاهر.
وقال إن أبواب المعرض مفتوحة لاستقبال أكبر عدد ممكن من الزوار خلال شهر رمضان المبارك يومياً، بما في ذلك أيام الجمعة والسبت، من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثالثة بعد منتصف الليل، مشيرا إلى أنه أصبح من أبرز المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة المقدسة مكة المكرمة، حيث يحرص الكثير من الزوار من داخل المملكة وخارجها، على زيارته والاطلاع على محتوياته.
مقتنيات مهمة
يضم المعرض أكثر من 200 قطعة أثرية وصورة، إضافة إلى العديد من المعروضات، من مصاحف ومخطوطات ثمينة، وقطع أثرية ونقوش كتابية وصور نادرة، ومجسمات معمارية تمثل العصور الإسلامية المختلفة، ويحوي عدداً من القاعات، تشمل: قاعة الاستقبال »وفيها مجسم للمسجد الحرام وصور قديمة وحديثة للحرمين الشريفين«، قاعة المسجد الحرام »التي يتوسطها سلم الكعبة المشرفة.. الذي يعد من أهم التحف المعروضة والمصنوع من خشب الساج المؤرخ، ويعود تاريخه إلى 1240 للهجرة«.
صورة عامة وافية
يقع معرض عمارة الحرمين الشريفين في حي أم الجود بمكة المكرمة على طريق مكة المكرمة جدة القديم، ويقع على مساحة 1200م2 بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة، وقد افتتح 25/10/1420هـ، وروعي في إنشائه تناسق التصاميم الهندسية مع الطراز المعماري المميز لعمارة المسجد الحرام في انسيابية الحركة للزائرين والتسلسل المنطقي للعرض، بما يعطي صورة شامله للزائر عن الحرمين الشريفين ويوفر إلمامه بكافة المقتنيات والمعروضات.
يضم معرض عمارة الحرمين الشريفين 7 قاعات، بينها: قاعة الاستقبال »وفيها مجسم للمسجد الحرام وصور قديمه وحديثه للحرمين الشريفين«، قاعة المسجد الحرام »ويتوسطها سلم الكعبة المشرفة والذي يعد من أهم التحف المعروضة ويعود تاريخه إلى 1240هـ«، قاعة الكعبة المشرفة »تختص هذه القاعة بعرض متعلقات الكعبة المشرفة، ويشمل ذلك نماذج من الكسوة عبر التاريخ، بالإضافة إلى مقتنيات الكعبة المشرفة، ومنها باب الكعبة وأحد أهم أعمدة الكعبة والذي يعتبر من أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض، حيث يعود تاريخه لعام 65هـ«، قاعة الصور الفوتوغرافية »تضم مجمــــوعة الصور النادرة التي تفضل بإهـدائها للمعرض الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السابق رحمه الله، وهي صور نادرة لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة التقطت بين عامي 1297هـ -1298هـ بواسطة المصور المصري صادق بيك«، قاعة المخطوطات »تتوسط هذه القاعة خزانة تحتوي على نســخة مصورة من المصــحف العثماني الذي كتب في عهد الخليفــة عثمان بن عفان رضي الله عنــه، ومجموعة نادرة من المصــاحف والمخطوطات«، قاعة المسجــد النبوي »وفيها العديد من القطع التابعة للمســجد النبوي الشريف، ومن أبرزها: باب المنبــر العثمـاني الذي يعود تاريخها لعام 998هـ، ويتوسط القاعة مجسم للمســــجد النبوي الشريف«.
قاعة زمزم
تتمثل القاعة السابعة من بين القاعات التي يشتمل عليها المعرض بـ: قاعة زمزم، والتي تتضمن أجزاء من فوهة بئر زمزم القديمة، ومجسماً لقطاع طولي للبئر يوضح تفاصيلها. وفي هذه القاعة أيضا، مزولة شمسية لتحديد أوقات الصلاة يعود تاريخها إلى عام 1023هـ، بالإضافة إلى أول ساعة جرى تركيبها في المسجد الحرام عام 1352 هـ في عهد الراحل الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله.