‎يجتمع آلاف المصلين من داخل المدينة المنورة وخارجها في مسجد قباء في شهر رمضان، للإفطار وأداء الصلاة، طلباً للأجر لفضل الصلاة فيه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء، فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة)، ويقع المسجد على طريق الهجرة الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي 3.5 كيلو مترات تقريباً، جنوب المسجد النبوي الشريف.

ويعد مسجد قباء ثاني مساجد المدينة المنورة بعد المسجد النبوي الشريف، وأول مسجد بناه المسلمون، وأول مسجد بُني في الإسلام في الضواحي النائية بشبه الجزيرة العربية، ووضع النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، أول حجارته ، وكان النبي يذهب إلى مسجد قباء يوم السبت، راكباً الخيل أو سيراً على الأقدام، لصلاة ركعتين من النوافل، ووفقاً لما جاء في الأحاديث النبوية، أن صلاة ركعتين من صلاة النفل في مسجد قباء كان له من الأجر مثل العمرة.

تجديدويحظى مسجد قباء بالعناية والاهتمام من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

حيث يعد من أكبر مساجد المدينة المنورة بعد المسجد النبوي، وتأتي تلك العناية لمواصلة التجديدات التي شهدها المسجد منذ عصور ماضية، ومن أولى التجديدات التي شهدها كانت في عهد الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، ثم عمر بن عبد العزيز، الذي جعل له رحبة وأروقة ومئذنة، وهي أول مئذنة تقام فيه، وشهد المسجد خلال السنوات الماضية أعمال تجديد عدة.

مساحة مضاعفة

‎وفي العهد السعودي لقي مسجد قباء عناية كبيرة، فرُمم وجُددت جدرانه الخارجية، وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388هـ وفي عام 1405هـ، أمر خادم الحرمين الشريفين، الملك الراحل فهد بن عبد العزيز آل سعود، بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة فهُدم المبنى القديم وضُمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد.

أربع مآذن

وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، وجعل له أربع مآذن، عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة كل مئذنة فيه بارتفاع 47 متراً، وبُني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي، تفصل بينهما ساحة مكشوفة، ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها 6 قباب كبيرة، قطر كل منها 12 متراً، و56 قبة صغيرة، قطر كل منها 6 أمتار، وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق، وكسيت أرض المسجد وساحته بالرخام العاكس للحرارة، وتظلل الساحة بمظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية، وبلغت مساحة المصلى 5035 متراً مربعاً، فيما بلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع، حيث كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع، كما أُلحق بالمسجد مكتبة ومنطقة تسوق لخدمة الزائرين والحجاج، كما أنشئ له مواقف للسيارات من الجهة الجنوبية والجهة الشرقية للمسجد.