تكمن خصوصية جماليات خور دبي في جمع ضفتيه بين الماضي والحاضر، وهوية العمارة التقليدية والمعاصرة، مما يمنح الذاهبين على متن العبْرة بين الضفتين تجربة فريدة ونادرة.
ولا يمكن لأي سائح أن تكتمل جولته دون ركوب العبرة على امتداد الخور، متأملاً إما جماليات العمارة القديمة التي تعكس هوية المكان من البراجيل وزخرفة البناء أو المتاحف والمقاهي الفسيحة بإطلالتها الساحرة وطيور النورس التي تزين السماء، وصولاً إلى شريط الأبنية الحديثة والمدنية المعاصرة.
الخور للجميع
كما ينفرد الخور عن غيره من الأمكنة السياحية محلياً وخارجياً، في احتضانه للجميع، فبحره يحتفي بركاب العبرة المتواضعة التي تعتبر أحد أقدم وسائل النقل في الخور والأرخص أجرة، مثلما يحتفي بركاب سفينة البوم والتاكسي والباص المائيين واليخت.
والاحتفال بالإجازة بمتناول الجميع، فنجد عائلات أو مجموعة من الأصدقاء يأخذون زادهم من الطعام لتناوله خلال جولتهم الخاصة بالخور، إسوة بجولات سفن البوم التي تحول عدد منها إلى مطعم عائم أو الاحتفالات الخاصة لشركات أو عائلات.
المقيمون والسياح
وتختلف رحلة المقيمين العابرين للخور إما كوسيلة مواصلات أو نزهة في البحر، عن رحلات السياح الذين يحرصون على زيارة مختلف الأمكنة التاريخية والسياحية، من أسواق التوابل والعطور والذهب إلى منطقة الشندغة التراثية التي تضم المتاحف، كبيت الشيخ سعيد 1896 وقرية الغوص 1997 وقرية التراث وبيت الشعر والمتنزهات وسوق الذهب وغيرها.
مقولة في المكان
«المكان الذي ينجذب إلى الخيال لا يمكن أن يبقى مكاناً لا مبالياً ذا أبعاد هندسية فحسب، فهو مكان عاش فيه بشر بشكل موضوعي فقط، بل بكل ما في الخيال من تحيز، فالخيال يتخيل ويغني نفسه دون توقف بالصور الجديدة»، هذا ما يقوله الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار(1884-1962)، الذي يعد فيلسوف عصره ومن أبرز الفلاسفة الذين تركت أعمالهم أثرها في الأجيال التالية، وأصدر العديد من النظريات الفلسفية التي قلبت قواعد الثبات وأشهرها «جماليات المكان» 1958.