حلقة واحدة من برنامج «سند» كفيلة بأن تدعوك لأن تتسمر أمام شاشة التلفاز، لترى من خلالها كيف تصافح الأيادي البيضاء الإماراتية أيادي المحتاجين والفقراء الموزعين حول العالم، وكيف تساهم في توسيع ضيق المنكوبين وأولئك الذين تركوا أرضهم عنوة، هرباً من نيران الحرب، وبحثاً عن أمل جديد.
قصص محملة بالوجع الإنساني تفيض بها حلقات الموسم الرابع من البرنامج الذي يبث يومياً على شاشة سما دبي، وأخرى تروي عطايا أهل الخير في الإمارات التي تنقلها طواقم الهلال الأحمر الإماراتي إلى العالم، ففي موسمه الثالث، لا يزال البرنامج الذي يقدمه الإعلامي سعود الكعبي، يواصل تسليط الضوء على المحطات الجهود التي تبذلها «إمارات الخير» حول العالم، مكرساً من خلالها مبادئ العطاء ورافعاً شعار الوحدة والتكافل، ومطبقاً على الأرض مبادرة عام الخير التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل مكتوم، رئيس الدولة، حفظه الله.
في موسمه الرابع، يتنقل طاقم «سند» بين دول عديدة، بداية من جزر القمر، ومروراً بأوغندا، والسودان، وألبانيا، وليس انتهاء بالأردن، التي يقف فيها عند المخيم الإماراتي الأردني في منطقة مريجيب الفهود، حيث يحتضن بين أسواره مئات اللاجئين السوريين.
تمرد النهر
«فزعة» طواقم الهلال الأحمر وجهودهم بدت واضحة في أرض السودان وتحديداً في ولاية كسلا، عندما وقفت في وجه تمرد نهر «القاش» الموسمي على ضفتيه، محولاً إياها إلى ركام، ليكون تدخلها منقذا لسكان المنطقة، بانياً لهم مساكن ومؤمن منابع شرب نظيفة، حلقة السودان، بدت مؤثرة بما حملته من قصص إنسانية مؤلمة نقلها سعود الكعبي على الشاشة، تشبه في آلامها حكاية تلك الأرملة التي يعيش في بيتها 7 أيتام، يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة، لتحصل الأرملة على وعد بكفالتهم وتوفير ما يحتاجونه.
نحو موريتانا، انطلقت طواقم البرنامج، زائراً قرية «الطيبة» التي كبلت قيود الفقر أهلها، متفقداً حالهم، متجولاً بين أكواخها المتصدعة وخيمها المتهالكة، لتبدو أن حالتهم تحتاج إلى تدخل أهالي الخير، ليمنحوهم بعض المال الذي يدرأ عوزهم. من بيوت الطيبة قدم البرنامج قصصاً كثيرة، تحكي عن أهلها ومن بينها خديجة بائعة الحليب والأم لتسعة أطفال، والتي لا تجد في بعض الليالي شيئاً تسد فيه جوع أطفالها، في المقابل، نقل لنا بعض جهود استصلاح الأراضي، التي تحتاج فقط لـ 12 ألف درهم قادرة على إنقاذ 30 عائلة من آلام الجوع.
نيران الحرب
أما في الأردن، التي أمضى فيها الطاقم يوماً، فقد جاب خلاله بين حواري مدينة الرمثا، مطلعاً على أحوال بعض اللاجئين السوريين الذين، اختاروا المدينة الأردنية حضناً يحميهم من نيران الحرب التي لا تزال شرارتها مشتعلة في أرض بلادهم، ليطلعنا سعود وفريقه على بعض تجهيزات المخيم الإماراتي الأردني في منطقة مريجيب الفهود، حيث تغاث العائلات السورية النازحة، وفيه وجدت الأمان تحت ظلال العلم الإماراتي.
من الأردن يحمل البرنامج بين مشاهده قصصاً تثير الدمع، أولها تمثلت في حكاية محمد قطيفان الذي هرب من نار الحرب، لإنقاذ زوجته وما في أحشائها، ليجد في الرمثا بيتاً دافئاً لهما، إلا أن ظروف الحياة ظلت قاصرة عليه، ليتمكن بمساعدة الهلال الأحمر الإماراتي من شراء متجر ليمارس فيه نشاطه وعمله، فرد محمد على ذلك بان اختار «سند» اسماً لمحله التجاري. وقبل أن يغادر الطاقم حدود المملكة كان له موعد مع صاحب الهمة علي، الذي لم ير النور منذ سنوات، بسبب عدم قدرته على الحركة، ليأت النور على يد أحد أبناء الإمارات الذي تبرع له بكرسي متحرك، فيما تمثلت هدية الهلال الأحمر له،في بناء كشك صغير يمكن أن يدر عليه دخلاً يومياً.
آبار
وصلت "سقيا الإمارات" إلى ألبانيا، عبر حفر آبار عديدة في أطراف العاصمة تيرانا، يمكن أن يستفيد منها أكثر من 70 ألف شخص يسكنون في المنطقة، لتروي هذه المبادرة الإماراتية الإنسانية ظمأ أهالي قرية شوتاي، ليحل بذلك معضلة طالما عانت منها القرية، التي دمرت الثلوج طرقها.