تبحث كل إدارة، في كل مؤسسة، أو دائرة حكومية، عن الطرق الأمثل لزيادة إنتاجية موظفيها، وتحسين صحتهم النفسية، ولا تدري أحياناً أن العلاقات الاجتماعية هي أيسر الحلول للوصول إلى هذا النجاح، فالعمل ليس مجرد مكان مكيف ومفروش بأحدث أنواع الأثاث، وإنما يوجد فيه أناس يميلون بفطرتهم إلى بناء علاقات وطيدة تسهم بدورها في بناء هيكل المؤسسة، وبناء الشخصية، فلا يوجد تعارض بين أداء الموظفين أعمالهم على أكمل وجه، وبين وجود علاقات اجتماعية بينهم.
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن أداء الموظفين يتأثر بشكل كبير بالعوامل الاجتماعية والنفسية داخل بيئة العمل، وكلما تميزت الأجواء بالمرح والتواصل وتبادل الأحاديث، دفع ذلك إلى قدر أكبر من الكفاءة والفعالية والإنتاجية والنشاط.
اقترب محررو #الفريق_ألفا؛ أحد المشروعات المبتكرة التي أطلقها قسم "الابتكار الإلكتروني" في جريدة "البيان"، إلى عدد من الموظفين الذين يعملون بروح الفريق الواحد، ليكشفوا أثر العلاقات الاجتماعية بين زملاء المهنة الواحدة في زيادة الإنتاجية.
فرقة المهمات الصعبة.. تجانس وانسجام
فرقة المهمات الصعبة بشرطة دبي تضم 40 منتسباً يتلقون تدريبات عالية الأداء تتمثل في التدخل السريع أثناء عمليات الإنقاذ، يقول قائد الفريق خالد الحمادي، رئيس القسم، عن طبيعة علاقته مع نائبه عبيد مبارك: "التواصل بيننا أصبح حاضراً في كل الظروف والأمكنة تحت الماء، أو تحت الأنقاض، أو بين ركام المركبات؛ فكل منا يفهم الآخر، وهذا السر يساعدنا على نجاح المهمات مهما بلغت"، ويضيف: "أما باقي أعضاء الفريق فهم نخبة من الرجال تجمعهم صفات الجرأة والشجاعة والاندفاع، فحياتهم اليومية في العمل سلسلة لا تنتهي من التدريبات الصعبة براً وجواً وبحراً، ليثبتوا مدى براعتهم في خوض غمار أصعب الظروف والحوادث الطارئة".
نظافة الطرقات السريعة.. ألفة وتآلف
لا يوجد روتين عمل معتاد لدى شعبة نظافة الطرقات السريعة في بلدية دبي التي تضم بين صفوفها 150 عاملاً، و18 موظفاً، إذ يفرض الوضع الميداني نفسه على الجميع، وكثيراً ما يوجد أحمد حسن عبدالله علي، رئيس الشعبة، في ساعات الفجر الأولى مع موظفيه حتى قبيل ساعات بدء الدوام، بسبب حالة ضباب كثيفة وما أسفرت عنه من حوادث مرورية.
لكن في أوقات العمل الاعتيادية يحضر أحمد محمد الشافعي، ضابط خدمات نظافة عامة، والمكلف بأعمال ضابط الشعبة مبكراً، إذ عليه أن يكون على رأس عمله في الخامسة صباحاً لإدارة العمل، ويقوم بإعطاء التعليمات للمراقبين والعمال، ويتلقى تعليماته مباشرة من رئيس الشعبة الذي يوجد على مكتبه في السابعة صباحاً، ويقوم بالجزء الإداري من العمل، وما يستدعي من موافقات إدارية ولقاءات ودعم، وتذليل العراقيل التي تواجه آليات العمل اليومي.
فريق مناولة سفن الحاويات.. حوار وتشاور
خيوط متينة تربط بين فريق مناولة سفن الحاويات عن بعد في محطة الحاويات رقم 3 الذي يتكون من 6 موظفين، فالخطة التي يحددها مبروك الصعيري، مشرف تخطيط تعني الإعداد المسبق للمواقف، وبعد اعتمادها ومشاورة المدير المناوب حسن الشيخ، يأتي دور خالد النوبي، مشرف تنفيذ ليدخل الخطة إلى حيز التنفيذ، خلال فترة تشغيلية معينة، وأبرز ما يلاحظ في العلاقة بينهما، كما يصف مبروك الصعيري: "هي الحاجة للحوار والتشاور المستمر نظراً إلى أن الخطط المدرجة لا بد وأن يكون لها انعكاسات على المهام الأخرى، خاصةً أننا نتحدث عن سفن الحاويات ومعدات تشغيلية ضخمة وعناصر عدة ضمن محطة الحاويات رقم 3".
لذلك لا تنتهي الاجتماعات بين مبروك وخالد والمعنيين بالأمر، وتفتح الأبواب لكل الاقتراحات والتعديلات والتساؤلات مثل، أين نريد أن نكون؟ وكيف نصل للهدف؟ وما التقدم الذي أحرزناه؟ يقول حسن الشيخ: "لا مجال للتراخي وقت حدوث ما لا يخطر على البال مثل تعطل رافعة أو توقفها فجأة أثناء المناولة. في مثل هذه اللحظات يتكاتف الجميع لحل المشكلة مساعدة الفرق الفنّية المختصة، وتسهل الأجهزة اللاسلكية أسلوب التواصل بين مبارك وخالد والتصدي لأي حادث مفاجئ".
فريق الإطفاء والإنقاذ.. تواصل متبادل
فريق الإطفاء والإنقاذ بالدفاع المدني في عجمان، الذي يتكون من 21 إطفائياً، ما هي طبيعية العلاقة بين قائد الفريق جمال المرزوقي ونائبه، مشاري المري، وكيف تسهم في قيام الفريق بمهام عمله المنوط بها، يقول جمال المرزوقي، الذي يملك خبرة طويلة في مجال الإطفاء والإنقاذ تبلغ 23 عاماً: "ما من قاعدة واضحة تصف لغة التواصل بيني وبين نائبي؛ فخلف كل بلاغ مشهد لواقعة مختلفة التفاصيل، فالأداء المحترف وسرعة التنفيذ الغالب هي التي تحكم علاقتنا، وقد يؤدي التشنج أحياناً أمام حجم الحادث وخطورته إلى مرورنا في مواقف عصيبة من غضب، وتوتر، لكن المهم هو إنقاذ الأرواح مهما كلف الأمر، وتلبية الواجب الإنساني بكل الإمكانات".
ويضيف المرزوقي واصفاً باقي أعضاء الفريق: "نبل مشاعرهم وحماستهم المتقدة تتوج مهامهم في كل مرة تشتد فيها المحن وتتعقد الأمور، فهم مستعدون دائماً للتضحية وتقديم المساعدة لإنقاذ الأرواح وتفادي الخسائر، بكل الإمكانيات المتاحة، فهم جميعاً يدورن في فلك واحد، وهو فلك إنقاذ الأروح".
لعرفة المزيد عن طبيعة العلاقات بين الموظفين في بيئة العمل داخل المؤسسات والدوائر الحكومية في دبي؛ تفاعلوا مع حلقات #الفريق_ألفا.