ترى الجمعيّة الوطنيّة لأبحاث الفيبروميالجيا أنّ أهم ما يميّز متلازمة الآلام الليفية العضلية (fibromyalagia) هي تلك الآلام المزمنة التي تضرب الجسم على نطاق واسع. ويمكن للألم أن يتنقل من مكان لآخر من الرأس حتى أخمص القدمين، ويأتي مصاحباً للتعب المستمر، الصداع، ضعف الذاكرة وتراجع العمليّات المعرفيّة، صعوبة الحركة بعد الاستيقاظ صباحاً والنوم غير المنتظم. لذلك نضع بين يدي القارئ 8 أفخاخ يؤدي الوقوع فيها إلى تفاقم أعراض هذا المرض الغامض.
لا تتتبّع آلامك
يقول الدكتور بروس بايتيغ – المتخصص في أمراض الروماتيزم من جامعة تكساس الأميركيّة، واصفاً ما يحصل بدقة: «المشكلة مع فيبروميالجيا هو أن المرضى المصابين به هم دائماً في الألم، لذلك فمن الصعب عليهم أن يقدّروا متى تصبح الأمور أفضل ومتى لا تصبح كذلك». وينصح العلماء في هذا السياق المريض بتدوين يوميات الألم على دفتر خاص، كي يكتشف تأرجح مستويات الألم صعوداً وهبوطاً ويستقرأ الفترات التي تكون فيها الأمور أفضل، فيصل بالنتيجة إلى الأسباب التي ساعدت على ذلك فيعمل على تكرارها والوصول إليها دائماً.
لا تعتمد كثيراً على الدواء
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على إقرار ثلاثة عقاقير للفيبرومالاجيا هي Lyrica (pregabalin)، Cymbalta (duloxetine) و (Savella (milnacipran. ويقول العلماء بأنّ فاعلية هذه الأدوية قد تكون جزئيّة بالنسبة لبعض الأشخاص، في حين تؤدي نتيجة مرضية للبعض الآخر. ولا يستبعد الأطباء وجود بعض الآثار الجانبية لهذه الأدوية بما في ذلك المشاكل النفسيّة، فضلاً عن كونها أيضاً مكلفة. لذلك ينصح المريض بأن يكون مرناً في استخدامات الخيارات المتاحة أمامه قبل اللجوء إلى العقاقير، لأنّ علاج فيبرومالاجيا ليس الدواء فقط بل هو أسلوب حياة.
لا تهمل البدائل
بالرغم من أنّ بعض العلماء لا يقرّون بفعاليّة العلاج البديل للطب التقليدي في التصدي لأعراض الفيبروميالاجيا، فإنّ التجارب الإكلينيكيّة من خلال اليوغا وحركات تمديد العضلات (stretching) قد أوصلت إلى نتائج جيدة. كما أعطت بعض الوصفات العشبيّة نتائج جيدة في التخفيف من أعراض هذه المتلازمة، ويذكر على سبيل المثال جذور عشبة الأستراجاليس (Astragallus) التي تعمل كمنبه جيد للجهاز المناعي وموسع للأوعية الدموية، حيث يؤخذ منها ملء ملعقة صغيرة ويضاف إلى ملء كوب ماء مغلي ويترك لمدة عشر دقائق، ثم يصفى ويشرب بمعدل مرتين في اليوم. ومن الأعشاب المفيدة أيضاً حشيشة القنفذ (Echinacea)، النفل الأرجواني (Red Clover) وجذر الأرقطيون (Burdock) وغيرها.
لا تقع على الطبيب الخطأ
بالرغم من الأرقام المرتفعة عن إصابة الملايين بهذه المتلازمة المؤلمة (2% من الشعب الأمريكي مصاب)، لا يزال هناك أطباء يعتقدون أن مرضى الفيبروميالاجيا يعانون من توهمات نفسيّة أكثر منها جسديّة، ربما لأنه لا يوجد سوى القليل يعرف عن هذه الحالة المرضية. وغني عن القول، أنّ هذا النوع من الأطباء لن يساعدك على تقديم الرعاية الصحيّة المطلوبة، فلا تخافوا من استبداله بمتخصص في أمراض الروماتيزم عموماً والفيبروميالاجيا خصوصاً.
لا تترك تثقيف نفسك
يوصي الأطباء المتخصصين في علاج هذه المتلازمة مرضاهم بضرورة القراءة المستفيضة حول هذا المرض، ويعتبرون بأنّ الثقافة العلميّة هي مفتاح من مفاتيح العلاج. لذلك ينصح في هذا السياق بمتابعة النشرات العلميّة المعرّفة بالمرض والصادرة عن المراكز والجمعيّات المعترف بها مثل (الجمعيّة الوطنيّة لأبحاث الفيبروميالاجيا) وموقع العلوم اليوميّة (sciencedaily) على الشبكة العنكبوتيّة. إضافةً إلى العديد من المواقع الإلكترونيّة والمجلّات العلميّة التي تهتم بنشر الوعي حول هذا المرض المشخص حديثاً.
لا تستخف بالدعم النفسي
إنّ الارتباط بات واضحاً بين ظهور أعراض الفايبروميالاجيا وبين الحالة النفسيّة للمريض، لذلك ينبغي تجنيد الدعم الأسري في مكافحة المرض. لذلك أطلب دائماً الدعم من زوجك، الآباء، الأشقاء، وحتى الأطفال ولكن افعل ذلك بعيون مفتوحة. فكما يقول الدكتور بروس بايتيغ: «التفاعل العائلي يمكن أن يكون جيداً أو سيئاً، وهذا يتوقف على كيفية فهم الأسرة لك، فالكثير من الناس ينزعجون لأن الزوج أو الأسرة لا تفهم ما كنت تمر به من آلام». ويكمن التخفيف من أخطاء التفاعل الفردي باللجوء إلى مراكز العلاج بمجموعات الدعم (support groups) التي تفسح مجالاً للمناقشة والفضفضة عن المرض ومتعلّقاته مع وجود مختصين في هذا المجال.
لا تتحدّث عن مرضك كثيراً
قد تكون مشغولاً - إلى درجة الوسوسة - بالتفكير بمرضك والحديث عن آلامه. ولكن لسوء الحظ، فمن الممكن أن يشعر ذلك طبيبك، عائلتك، وحتى الأصدقاء بالملل من كثرة ما سمعوه منك. في المقابل فإنّ السكوت الدائم وعدم البوح بما تشعر ليس بأفضل رهان، وإنّما يمكنك التحدث عن الألم بالطريقة التي تستفيد أنت بها وتفيد أيضاً الآخرين. ومن التجارب الجيدة في تقبل المرض والتعايش معه الدعاية ونشر الوعي عنه عبر الانضمام إلى المنظمات العاملة في مجاله أو كتابة التجارب الخاصة حوله ونشرها.
لا تدعه ينفرد بذهنك
كما هو الحال مع أي مرض مزمن، ستكون هناك أيام تشعر بأنّك تنحدر بمرضك أو ربما سيطر عليك بالفعل. لذلك ابحث عن الأنشطة التي تستمتع بها لتحقيق التوازن والسرور في حياتك. وفي هذا السياق يقول الدكتور بروس: «تعلم أن تفعل أشياء تأخذ عقلك وذهنك بعيداً عن الألم، وهذا أفضل بمرّات عديدة من الجلوس في المنزل والشعور بالكآبة». وتختلف طريقة الاستجابة لهذه النصيحة فمن الناس من وجد ضالته في الصلاة والعبادات الروحيّة، ومنهم من توجه إلى تخصيص المزيد من الوقت للجلوس مع الأحفاد، كما فضل آخرون ممارسة هواياتهم المحبّبة.
للمزيد من أحداث الدراسات التي تربط بين ممارستنا اليومية وأوضاعنا الصحية اطلعوا على المضمون المنشور تحت وسم #جسمي_يتفاعل.