على هامش جنازة العاهل الأردني الراحل الملك حسين, عقدت الكثير من اللقاءات بين قادة ورؤساء العالم, فقد عقد الرئيس السوري حافظ الأسد أول لقاء له مساء أمس مع العاهل الأردني الجديد الملك عبدالله بن الحسين بعد تشييع جنازة العاهل الأردني الراحل الملك حسين . وعقد الاجتماع المغلق بقصر رغدان الملكي في عمان. وجاء لقاء الأسد ــ الذي جاءت مشاركته بالجنازة مفاجئة ــ وعبدالله بعد محادثات منفصلة أجراها الرئيس السوري مع رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة بحضور عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري ووزيري الخارجية السوري فاروق الشرع والأردني عبد الاله الخطيب. ووصفت هذه اللقاءات بأنها تهدف لتحسين العلاقات بين البلدين. وقال الأسد في معرض رده على سؤال للتلفزيون الأردني أمس بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين انها ستكون جيدة ان شاء الله. كما التقى الملك عبدالله مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الذي أكد حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع الأردن, فيما أكد مسؤولون أمريكيون على دعم واشنطن لنظام الحكم الجديد وجعل ذلك من أولوياتها السياسية. وفي الوقت نفسه, أجرى ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبدالله الصباح محادثات منفصلة مع كلينتون وقادة دول آخرين على هامش الجنازة. وعقد الأمير عبدالله اجتماعات منفردة مع كل من الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير والأمير تشارلز ولي العهد البريطاني وولي العهد الكويتي والرئيس المصري حسني مبارك والتركي سليمان ديميريل واليمني علي عبدالله صالح. كما اجتمع الشيخ سعد العبدالله مع كلينتون وبلير كل على حدة. وقد عقد الملك عبدالله لقاءات مع العديد من القادة الاجانب حيث اجتمع مع الرئيس الفرنسي الذي اكد على ثقته في ان العاهل الاردني الجديد يشخص الاستمرارية في الاردن بعد وفاة والده. وقال انه سيواصل بالتأكيد عمل والده. كما التقى الملك عبدالله مع بلير والرئيس الرومانى اميل كونستانسكو والامير نارو هيتو ولي عهد اليابان. وقال بيان صحفى صدر عن الديوان الملكي الاردني ان الملك عبدالله بن الحسين عقد اجتماعات اخوية مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ومع طه محيي الدين معروف نائب الرئيس العراقى. وكان الملك عبد الله بن الحسين قد اجتمع مع ولي العهد الكويتى رئيس مجلس الوزراء ومع شيخ العافية ولد خونا رئيس وزراء موريتانيا. وتركز الحديث خلال الاجتماعات على تطورات الاوضاع الراهنة والعلاقات الثنائية. وقد عقدت لقاءات أخرى على هامش الجنازة, حيث التقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا وتوني بلير والرئيس السوداني عمر البشير كل على حدة. كما التقى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مع رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا وسوريا ومصر والجزائر والسودان وفلسطين وتركيا كل على حدة. والتقى الرئيس الروسي بوريس يلتسين قبيل مغادرته عمان مع الرئيس كلينتون حيث بحثا العلاقات الثنائية والدولية. وكان الرئيس يلتسين قد التقى قبل ذلك مع عرفات وكوفي عنان الامين العام للامم المتحدة وعدد من قادة الدول حيث تبادل معهم الآراء حول التطورات الاخيرة في العالم. والتقى يلتسين كذلك الملك عبدالله بن الحسين عاهل الاردن حيث اكد الزعيمان ضرورة تكثيف الاتصالات بين البلدين لصالح التسوية السياسية في الشرق الاوسط. وأشارت مصادر دبلوماسية الى ان مشاركة الرئيس الاسد غير المتوقعة في الجنازة بالرغم من معارضة سوريا الشديدة لاتفاقية السلام الاسرائيلية الاردنية التي وقعت عام 1994 تعبر عن نية سوريا في اقامة علاقات جيدة مع عمان وعدم الوقوف عند الخلافات الخاصة بالاتفاقية. وكان الاسد زار عمان لآخر مرة عام 1994 عندما قدم التعازي للملك حسين في وفاة والدته وشارك قبل ذلك عام 1987 في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في العاصمة الاردنية. ونعت سوريا الملك حسين امس الأول واعلنت عن تأجيل الاستفتاء على منصب رئيس الجمهورية الذي كان مقررا أمس الى يوم غد في بادرة لمواساة الشعب الاردني في مصابه. كما اعلنت سوريا الحداد العام ثلاثة ايام حيث نكست الاعلام على كافة الدوائر الرسمية والوزارات كما صدرت الصحف اليومية تحمل نبأ وفاة الملك حسين في اطار اسود. وترددت تكهنات بعدم حضور مسؤولين كبار من سوريا نظرا لوجود وفد اسرائيلي كبير الا ان مصادر سياسية اشارت الى حضور مسؤولين سوريين واسرائيليين في مناسبات دولية عديدة في السابق دون ان يعني ذلك انه سيكون هناك لقاء او حديث بين الوفدين. وفي واشنطن ابلغ مسؤول امريكي رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه وكالة الانباء الكويتية ان (زيارة كلينتون مع ثلاثة رؤساء امريكيين سابقين الى الاردن لحضور مراسم تشييع الملك حسين كان جزءا اساسيا من الاستراتيجية الامريكية لدعم النظام الجديد) . واضاف انه (نظرا لحقيقة ان مشكلة الاردن الآنية تتمثل فى ضعف اقتصاده فان الحكومة الامريكية حرصت على الاعلان فى الاسبوع الماضى على انها سوف تدعم الاردن على صعيد اقتصادى وانها تأمل من حلفائها ومن المؤسسات المالية الدولية ان يحذوا حذوها) . وقال المسؤول الامريكي ان اكثر ما يقلق واضعي السياسة الامريكية هو العراق وان (الاستقرار السياسي فى الاردن يمثل احدى المصالح الامريكية المهمة وان صدام حسين قد يقرر اثارة قلاقل عن طريق المائة الف عراقي الموجودين فى الاردن او عن طريق قطع الامدادات النفطية وعمليات التجارة مع الاردن الذى يحتاجها بشدة لدعم اقتصاده) ــ كونا