ذكرت مصادر إعلامية ليبية أن الأوضاع المعيشية في العاصمة طرابلس «لا تحتمل»، مشيرة إلى أن أغلب المتاجر «مغلقة»، مع ارتفاع في الاسعار بشكل غير مسبوق ونقص في المواد الأساسية، في وقت افادت تقديرات بوجود عشرات الآلاف من النازحين الداخليين في ليبيا.

ونقلت صحيفة «ليبيا اليوم» عن المنبر الإعلامي للثوار (إيثار) من مدينة درنة الليبية ام، أن «هناك استغلالا من بعض المتاجر للوضع، حيث بالغت في زيادة الأسعار حتى وصلت إلى الضعف». وأفادت بأن «الأوضاع المعيشية في العاصمة طرابلس «لا تحتمل»، مشيرة إلى أن أغلب المتاجر «مغلقة»، مع ارتفاع في الأسعار بشكل غير مسبوق ونقص في المواد الأساسية.

وذكرت «إيثار» أن «الطوابير أمام المخابز طويلة جدا ولا يمكن لليبي الحصول على كل حاجة أسرته، بحيث لا يمكنه الشراء إلا بما قيمته ربع دينار». وأردف: «أما الوقود فالطوابير بالكيلومترات في جميع الطرق للحصول عليه، ما أدى إلى أزمة سير في أماكن كثيرة وارتفاع سعر عبوة غاز الطبخ إلى ‬30 ديناراً في أماكن كثيرة من العاصمة».

وذكر المصدر أن «الحراك الاقتصادي في البلاد أصبح في حالة شلل شبه كامل، فأغلب المصارف مغلقة لعدم وجود سيولة؛ نظراً لعجزهم عن مواجهة الزبائن بما يتناقض مع ما يقره مصرف ليبيا في إعلام نظام القذافي من قرارات غير معقولة، حيث تم تحديد أقصى قيمة للزبون من حسابه شهرياً ‬1000 دينار فقط، حتى إذا كان حسابه يحتوي على أكثر من ذلك».

ومن ناحية الوضع الصحي، هناك «نقصا حادا في كميات الأدوية، وخاصة التي كانت تستورد من الخارج».

أما من جهة الحياة العلمية، فقد أجٌبر الطلاب على مواصلة دراستهم، حيث تم تهديد المتخلفين عن الدراسة بالفصل وتم تحديد موعد الامتحانات دون إعطاء فرصة كافية للطلبة.

وأضافت «إيثار» أن «التجوال بعد صلاة العشاء صعب، بل خطر جداً خوفا من التظاهرات، حيث يتم تفتيش كامل لكل المارة ما أفشى الفساد، حيث يقوم أعوان النظام بسرقة أي شي يجدونه خلال تفتيشهم ليلاً، خصوصاً في الأماكن التي تبعد قليلا عن وسط المدينة».

 

نازحو الداخل

وفي سياق متصل، عززت منظمات الأمم المتحدة من جهودها الرامية إلى معالجة الوضع الصعب في ليبيا، حيث فرّ أكثر من نصف مليون شخص منذ بدء الاحتجاجات والقتال بين القوات الليبية والمعارضة المسلحة، بينما تشرد داخلياً أكثر من ‬330 ألف شخص. وأفادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن «نحو ‬10 آلاف ليبي عبروا من غرب ليبيا إلى منطقة دهيبة في جنوب تونس خلال الأيام العشرة الماضية، مع إفادة الكثيرين من القادمين أن حدّة القتال والقصف زادت».

وسجلت السلطات في بنغازي أكثر من ‬35 ألف نازح داخلي، إلا أن المفوضية تقدّر العدد بقرابة ‬100 ألف شخص، فيما يعتقد أن الكثيرين من سكان اجدابيا غادروها إلى بنغازي. ونقل «مركز أنباء الأمم المتحدة للإعلام» عن الناطق باسم المفوضية أندريه مهاشيتش قوله: إن «ارتفاع عدد اللاجئين والنازحين بسبب القتال يضع ضغطاً إضافياً على المنظمات الإنسانية التي تعاني من نقص حاد في التمويل».