دعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس جميع الأطراف في ليبيا إلى وقف العمليات العدائية للسماح بدخول المساعدات الضرورية إلى المحتاجين، مشيرة إلى مغادرة أكثر من 750 الف شخص للبلاد منذ بدء الصراع في حين ان 5 آلاف ما زالوا عالقين في المنطقة الحدودية, واعتبرت ان الصراع المتواصل وانهيار البنية التحتية ونقص الوقود والسيولة المالية في ليبيا، كل هذا يتسبب في مشاكل خطيرة لسكان البلاد.

وقالت آموس أمام مجلس الأمن الدولي، ان «على جميع الأطراف الاتفاق على وقف الصراع بشكل مؤقت في مصراتة وغيرها من المناطق، وسيتيح ذلك مهلة للسكان المدنيين بعيداً عن العنف، ويمكـّن الراغبين من المغادرة، وعندئذ سيكون ممكناً إجراء تقييم مستقل للوضع الإنساني، وإيصال الإمدادات الطبية الأساسية وغيرها من مواد الإغاثة وإجلاء مواطني الدول الأخرى والمصابين ومن يحتاجون مساعدة طبية طارئة».

 

شلل في البلاد

وأضافت آموس ان نقص الإمدادات في ليبيا يشل البلاد بشكل سيؤثر على السكان بصورة خطيرة خلال الأشهر المقبلة وخاصة الأفقر والأكثر ضعفاً. وشددت على ان استمرار الوضع الحالي سيزيد من خطورة الوضع الإنساني في ليبيا. واوضحت «تصيب أوجه النقص المنتشرة على نطاق واسع البلاد بالشلل، بشكل من شأنه أن يؤثر بقوة على السكان خلال الاشهر المقبلة». وقالت إن المحاصرين في القتال ما زالوا أكبر مصدر لقلق الأمم المتحدة. كم أشارت إلى أن المنظمة الدولية لازالت غير قادرة على تحديد العدد الدقيق لقتلى الصراع، مؤكدة أن المشكلات الانسانية تتفاقم بزيادة فترة الصراع.

ولفتت إلى ان أكثر من 750 الف شخص غادروا ليبيا منذ بدء الصراع وأن قرابة 5 آلاف ما زالوا عالقين في المنطقة الحدودية مع مصر وتونس والنيجر، فيما يقدر عدد النازحين داخلياً بـ58 ألف شخص.

واشارت الى انه في مدينة مصراتة، فان القصف والمعارك تستمر منذ اكثر من شهرين. وقالت ايضا «لم يعد لدى البعض مواد غذائية ومياه ومواد اساسية اخرى. المنشآت الطبية بحاجة لمواد ولطواقم متخصصة».

وقالت ايضا ان اكثر من 13 الف نسمة غادروا المدينة من اصل ما مجموعه 300 الف نسمة. وان 150 الى 300 اجنبي ما زالوا عالقين هناك وينتظرون اجلاءهم.

 

مغادرة طرابلس

واضافت اموس ان الاجهزة الانسانية التابعة لها غادرت طرابلس في الاول من مايو بعد نهب مقرها. وقالت ان «الحكومة اعتذرت عن الحادث وعرضت تقديم تعويضات».

واوضحت ان الطواقم الانسانية ستعود الى طرابلس بعد تلقيها ضمانات جديدة من الحكومة. وقالت «ننوي العودة في اقرب وقت ممكن الى طرابلس وفتح طريق بري الى مصراتة والى الجبال الغربية من البلاد وكذلك الى مناطق اخرى منكوبة». واضافت ان اجهزتها تلقت حتى الآن 144 مليون دولار للمساعدات الانسانية في ليبيا اي فقط 46% مما تحتاج اليه.

يشار إلى ان التحالف الدولي بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينفذ منذ أكثر من شهر غارات جوية على مواقع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بهدف حماية المدنيين وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1973.

وكانت ليبيا شهدت منذ 17 فبراير احتجاجات تدعو للديمقراطية والتغيير تصدى لها القذافي بحملة عسكرية دموية.