إسرائيل تعتزم تقديم شكوى لدى الأمم المتحدة

واشنطن تتهم دمشق بتدبير مواجهات الجولان

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اتهمت كل من واشنطن وإسرائيل سوريا بتدبير مواجهات أسفرت عن سقوط ضحايا على خط الهدنة الذي كان هادئا فيما سبق بين البلدين لصرف الأنظار عن قمعها للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية, وأصدرت تعليماتها إلى البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة لتقدم شكوى ضد سوريا، فيما دانت دمشق بشدة الاعتداء الإسرائيلي على السوريين والفلسطينيين على مشارف الجولان الذي خلف 23 قتيلاً ومئات الجرحى، والذي جرى تشييع عدد منهم امس في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

وعبرت الإدارة الأميركية أمس عن انزعاجها العميق إزاء الأحداث في الجولان واتهمت دمشق بتشجيع الصدامات مع اسرائيل لتحويل الأنظار عن القمع في سوريا.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية.. إن سوريا تدين بشدة العدوان الصارخ الذي شنته إسرائيل على مدنيين عزل سوريين وفلسطينيين احتشدوا على خط فصل القوات في الجولان السوري المحتل، مؤكدين حقهم الطبيعي والقانوني في تحرير الأرض والعودة.

وفي حين تواصل قوات من الجيش الإسرائيلي المرابطة في المنطقة الحدودية بالقرب من مجدل شمس الاستنفار، تحسبا لمحاولة المتظاهرين السوريين اختراق الحدود.. شكّكت إسرائيل في الوصف السوري للأحداث، وقالت إن الرئيس بشار الاسد يحاول صرف أنظار العالم عن قتل 1100 سوري على الأقل في الاحتجاجات المناهضة لحكومته. كما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قولها إن «التظاهرات المنظمة في هضبة الجولان هي محاولة فلسطينية، مدعومة من جهات خارجية، وغايتها إغراق إسرائيل باللاجئين عبر الحدود ودحرجة قضية اللاجئين إلى الدولة اليهودية، وهذا وضع لا يمكن تحمله».

وقال وزير الدفاع المدني في إسرائيل ماتان فيلنائي إنه «لا يمكن الوصول إلى الحدود السورية الإسرائيلية من الجانب السوري دون توجيهات ومواقفات واضحة من الحكومة في دمشق». وأضاف لراديو الجيش الإسرائيلي إنه «بالنسبة للأسد هناك مصلحة عليا في أن يتسبب هؤلاء المحتجون في اطلاق النار وصرف الأنظار عنه إلى اتجاهات أخرى».

كما قال نائب وزير الخارجية داني أيالون إن الرئيس بشار الاسد «يستخدم المتظاهرين الفلسطينيين فريسة للقنابل، ولإسرائيل الحق ومن واجبها الدفاع عن سيادتها وهي تتصرف على هذا النحو».

 

التحقق من المعلومات

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الذخيرة الحية التي أطلقتها إسرائيل سببت سقوط ضحايا وإن مراقبي الأمم المتحدة «يسعون إلى التحقق من معلومات».

 

شكوى ضد سوريا

في الأثناء، أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تعليمات إلى البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة لتقدم شكوى ضد سوريا.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن ليبرمان أصدر تعليمات إلى البعثة لتقدم شكوى ضد سوريا لـ «استخدامها المتظاهرين في محاولة انتهاك السيادة الإسرائيلية في المنطقة الحدودية».

ونظمت احتجاجات اول من أمس لإحياء الذكــرى الـ44 لحـــرب عــــام1967 التي احتلت خلالها إسرائيل هضبة الجولان والضفة الغربيةـ وقطــــاع غزة استشهــــد خلالهـــا 23 شخصـــا بينهم امرأة وطفلة وجرح نحــو 400 آخرين قرب هضبة الجــــولان المحتــل.

 

اسرائيل تستعد للمواجهة براً وبحراً وجواً

تستعد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لمواجهة المستجدات الأمنية بالتزامن مع الذكرى الـ44 لاحتلال القدس التي تصادف اليوم الثلاثاء بجانب مسيرة أسطول الحرية الثاني وحملة الحرية من الجو.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن هناك مسيرات فلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة تتوجه اليوم الثلاثاء نحو القدس بالتزامن مع انطلاق قافلة مصرية إلى قطاع غزة تحمل مواد البناء ومساعدات إنسانية، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة من المواجهات ستكون من البحر حيث من المقرر أن يتحرك أسطول الحرية 2 نهاية الشهر الجاري إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليها.

وقالت إنه رغم المحاولات الدولية لمنع انطلاق الأسطول إلا أن رئيس المنظمة التركية الإسلامية بولند يلدريم أكد أن حوالي 15 سفينة تشارك في أسطول بينها سفينة مرمرة، بجانب مشاركة حوالي 1500 ناشط من عدد كبير من الدول، إضافة إلى شخصيات بارزة في أوروبا والولايات المتحدة بينهم الكاتبة أليس ووكر الحائزة على جائزة نوبل.

ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس المنظمة التركية أعلن أنه في حال عدم السماح للأسطول بالوصول إلى شواطئ قطاع غزة فإن السفن ستبقى في المياه الدولية لإثارة مشكلة عالمية.

وتتوقع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يوم مواجهة آخر، ولكن هذه المرة من الجو حيث من المقرر أن يتوجه المئات من الناشطين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في الثامن من يوليو المقبل إلى مطار اللد من عدة أماكن من العالم وذلك بعد أن دمرت إسرائيل المطار الفلسطيني الوحيد في غزة.

Email