الأمن يقطع طريق دمشق - حلب .. وانشقاق جنود وضابط عشية جمعة »صالح العلي«

الجيش السوري في خان شيخون وتركيا تلوح بـ»الفرصة الأخيرة«

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ الجيش السوري نشر قواته على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب)، بينما ذكرت تقارير تركية عن انشقاق عناصر من الجيش السوري بينهم ضابط برتبة مقدم ولجوئهم إلى تركيا عشية دعوة الناشطين إلى احتجاجات في «جمعة الشيخ صالح العلي» احد قادة الثورة السورية الكبرى، بينما دعت أنقرة نظام الرئيس بشار الأسد إلى اغتنام «الفرصة الأخيرة» وسط استمرار موجة النزوح في مناطق التوتر إلى داخل سوريا وخارجها.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» انه «انتشرت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الإرهاب على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والقريبة من حماة (وسط)».

وأضاف رئيس المرصد انه «تم إنزال عدد كبير من الجنود الذين ما لبثوا ان دخلوا المدينة»، مشيرا إلى أن «ذلك يأتي في إطار استمرار الحملة الأمنية والعسكرية التي بدأت في ريف ادلب». ولفت عبد الرحمن إلى أن «الجيش طوق المدينة من ثلاثة محاور في الشرق والجنوب والشمال». وذكر أن «عملية نزوح الأهالي بدأت من المدينة باتجاه الغرب نحو سهل الغاب». ولفت عبد الرحمن إلى أن «القوات السورية قامت بقطع الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال) الى دمشق وذلك بدءا من مدينة سراقب (ريف ادلب)».

وفي معرة النعمان المجاورة لخان شيخون , قال شاهد في قرية معرشمشة لـ«رويترز» هاتفيا :«الجنود يطلقون النار بشكل عشوائي على ضواحي معرة النعمان لإفزاع السكان الأمر الذي جعل المزيد من الناس يهربون خلال الليل».

ودعا المحتجون إلى تظاهرات كبيرة اليوم تحت اسم "جمعة الشيخ صالح العلي" الذي قاد ثورة مسلحة ضد الفرنسيين من الجبال التي تقطنها عائلة الرئيس الأسد.

تظاهرات ليلية

وقال عبد الرحمن ان «عدة مدن سورية شهدت مساء الاربعاء تظاهرات ليلية ابرزها في حماة حيث تظاهر عشرات الالاف». وأشار إلى أن «نحو 150 شخصا تظاهروا في حي الشيخ سعد في المزة وسط دمشق» , وهي منطقة حساسة لقربها من العديد من المراكز الأمنية ومجاورتها لحي المزة الراقي الذي يضم عددا من السفارات الأجنبية.

وأضاف أن تظاهرات جرت «في حرستا والزبداني وجسرين وسقبا (ريف دمشق) وفي حمص (وسط) وفي ادلب وكفر نبل (ريف ادلب) وفي اللاذقية (غرب) وفي دير الزور (شرق) والميادين (ريف دير الزور) وفي الحراك والصنمين (ريف درعا)».

 

انشقاق جديد

إلى ذلك, ذكرت وكالة أنباء الأناضول أمس أن عدداً من العسكريين السوريين بينهم ضابط ورجال شرطة لجأوا إلى تركيا في ظل استمرار المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية والمحتجين المعارضين للنظام السوري. وذكرت الوكالة أن ضابطا برتبة مقدم و4 جنود استقالوا من الجيش السوري وعبروا إلى تركيا مساء الأربعاء. ولم تذكر الوكالة أسماء المقدم أو الجنود.

من جهة أخرى ذكرت الوكالة ان عدد السوريين الذين فروا إلى تركيا تخطى الـ9 آلاف، غالبيتهم نساء وأطفال.

 

مساعدات تركية

واعلن وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو أن بلاده قررت تقديم مساعدة إنسانية لالاف السوريين المحتشدين على خط الحدود السورية التركية بينما لم ترد تقارير عن نتائج لقائه بالمبعوث السوري في أنقرة.

وقال داود اوغلو للصحافيين في انقرة :«هناك حاليا أكثر من 10 الاف شخص قبالة حدودنا خلف الأسلاك الشائكة قررنا مساعدة اشقائنا السوريين لتأمين حاجاتهم الغذائية العاجلة».

وأضاف انه «سيتم تقديم مساعدة إنسانيه لهم». وأشار الوزير التركي إلى ان انقرة أبلغت سوريا بهذا القرار.

والتقى أوغلو أمس مبعوث الرئيس السوري الخاص اللواء حسن تركماني في العاصمة التركية أنقرة. وأفادت وكالة أنباء الأناضول ان داوود أوغلو وتركماني اجتمعا لمدة أربع ساعات، لكن لم تصدر أية تصريحات بعد اللقاء.

 

الفرصة الأخيرة

من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نابي أوجي ان تركيا مستاءة من رد سوريا على طلبها التوقف عن استخدام العنف ضد المدنيين والبدء في تنفيذ إصلاحات. وقال أوجي , الذي فاز مؤخرا بمقعد في البرلمان التركي مرشحا عن حزب العدالة والتنمية :«ستستمر جهود تركيا لتحقيق تغيير سلمي في سوريا». وأضاف :«رد النظام السوري حتى الان مؤسف وغير مفيد ومحبط». وأضاف :«اننا نبذل قصارى جهدنا في الفرصة الأخيرة أمام النظام السوري». و قال ان تركيا ذكرت الحكومة السورية دوما بأن التدخل قد يصبح جزءا من أجندة للمجتمع الدولي وحضت دمشق على اتخاذ خيارات عقلانية.

عقوبات

 

بدأ الاتحاد الأوروبي التحضير لتشديد عقوباته على سوريا التي قد تستهدف هذه المرة شركات مرتبطة بنظام بشار الأسد وأشخاص جدد من محيطه، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.

وقال دبلوماسي أوروبي ان مجموعة خبراء من الدول الـ27 اعضاء الاتحاد الأوروبي باشرت الخميس في بروكسل الاشغال «استعدادا لتوسيع نطاق العقوبات على سوريا». وأوضح الدبلوماسي ان الهدف هو الانتقال الى «درجة جديدة» بعد مجموعتي عقوبات استهدفت عددا من أركان النظام ثم الرئيس السوري نفسه. وقال دبلوماسي أوروبي آخر ان الخبراء «يبحثون في أسماء وشركات» يمكن أدراجها على قائمة جديدة من العقوبات.

Email