فيون: صمت مجلس الأمن لا يحتمل.. والأسد تجاوز كل الحدود

فرنسا تسعى لشكوى سوريا أمام الأمم المتحدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فتح هجوم موالين للرئيس السوري بشار الأسد على السفارتين الأميركية والفرنسية في دمشق باباً جديداً للضغوط الدبلوماسية على النظام، حيث أعلنت باريس عزمها شكوى سوريا امام مجلس الامن على لسان رئيس وزراءها فرانسوا فيون الذي قال ان «صمت الاخير «لم يعد محتملا»، مضيفا ان الاسد «تجاوز كل الحدود»، فيما نددت دمشق بتصريحات رئيسة الدبلوماسية الاميركية هيلاري كلينتون بشأن فقدان شرعية الاسد، واصفة اياها بـ«التدخل السافر».

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه امس ان باريس تدرس إمكانية رفع شكوى أمام مجلس الأمن الدولي غداة تعرض سفارتها وسفارة الولايات المتحدة في دمشق الى هجوم من قبل موالين للاسد. وصرح امس «نحن بصدد النظر في الأمم المتحدة فيما إذا كان بإمكان مجلس الأمن الدولي النظر في هذا الموضوع».

وأضاف: «ندعو مجددا السلطات السورية للقيام بواجبها، على كل حكومة ان تضمن امن السفارات والبعثات الدبلوماسية، إننا ندعو بإلحاح السلطات السورية الى ذلك». غير ان الوضع في مجلس الأمن الدولي معقد جدا حيث تعترض روسيا والصين منذ عدة أسابيع مشروع قرار اقترحته الدول الأوروبية يدين عنف السلطات ضد المتظاهرين.

وقال جوبيه: «نحاول إقناع الروس خصوصا بأنه غير مقبول ان يتجاهل مجلس الأمن الدولي ما يجري حاليا في سوريا».

 

صمت لا يحتمل

بدوره ، اعتبر فيون ان «صمت» مجلس الأمن حول أعمال العنف في سوريا، بات «لا يحتمل» وان الرئيس السوري «تجاوز كل الحدود». وقال فيون في تصريح لإذاعة «اوروبا1» الخاصة ان «فرنسا قدمت مع دول أوروبية أخرى قرارا الى مجلس الأمن الدولي اعترضته روسيا والصين»، مؤكدا ان النظام السوري يمارس سياسة «الهروب الى الأمام».

واعتبر فرنسوا فيون ان «الاعتداءات العنيفة جدا» التي استهدفت سفارتي فرنسا والولايات المتحدة «تدل على ان النظام يمارس الهروب الى الأمام». وفي السياق ذاته، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» ان أي عمل جوي ضد سوريا «لن يحل شيئا على الإطلاق»، مذكرا بانه على الصعيد الدبلوماسي «لا يمكن ان يبقى مجلس الأمن صامتا».

وردا على سؤال حول فرضية تدخل غربي في سوريا، قال لونغيه ان «الوضع السوري ليس شبيها إطلاقا بالوضع في ليبيا».

 

استنكار سوري

الى ذلك، استنكرت وزارة الخارجية السورية «بشدة» في بيان تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان الاسد «فقد شرعيته»، معتبرة انها «دليل على تدخل الولايات المتحدة السافر» في الشؤون السورية.

وقال البيان ان سوريا «تستنكر بقوة التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الأميركية وتؤكد ان هذه التصريحات إنما تشكل دليلا إضافيا على تدخل الولايات المتحدة السافر في الشؤون الداخلية السورية»وأضاف ان تلك التصريحات «فعل تحريضي هادف لاستمرار التأزم الداخلي لأهداف لا تخدم مصلحة الشعب السوري ولا طموحاته المشروعة».

وتابع ان دمشق «تؤكد ان شرعية قيادتها السياسية لا تستند الى الولايات المتحدة او غيرها وتنطلق حصرا من ارادة الشعب السوري الذي يعبر وبشكل يومي عن دعمه وتأييده لقيادته السياسية وللإصلاحات الجذرية التي طرحتها على الحوار».

وكانت كلينتون اعتبرت اول من امس لأول مرة بعد أربعة أشهر من اندلاع أعمال العنف في سوريا، ان الأسد «فقد شرعيته». وأدلت كلينتون بهذه التصريحات بعد بضع ساعات من مهاجمة متظاهرين موالين للنظام السوري الاثنين سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق منددين بزيارة سفيري هذين البلدين الى مدينة حماة . وتزايدت التوترات الدبلوماسية بين البلدين بعد أن زار السفير الأميركي روبرت فورد حماة المضطربة التي يواجه فيها الأسد مظاهرات متصاعدة ضد حكمه.

وقالت سوريا ان فورد سعى لتحريض المتظاهرين. ونفت وزارة الخارجية الاميركية ذلك وقالت ان فورد تفقد حماة لإظهار تضامنه مع السكان الذين يواجهون قمعا من القوات الأمنية.

Email