قالت المدونة التونسية لينا بن مهني إنها «فوجئت» بتداول اسمها كمرشحة للفوز بجائزة نوبل للسلام التي سيتم الاعلان عن الفائز بها الجمعة المقبلة. وأضافت أن اختيارها الى جانب المدونة المصرية اسراء عبد الفتاح والناشط وائل غنيم «يمثل تكريما لجيل عربي شاب استطاع مواجهة الديكتاتورية والاستبداد وتكميم الأفواه والمساهمة الفاعلة في التأسيس للربيع العربي عبر التدوين واستعمال الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي كإعلام بديل نجح في التعبير عن معاناة الملايين وعن صرخة الشعوب الثائرة في وجه الجور والظلم».
وكانت وسائل الاعلام العالمية نقلت عن مصادر في أوسلو بأنه «تم ترشيح التونسية لينا بن مهني والمصرية إسراء عبد الفتاح للفوز بجائزة نوبل للسلام للعام 2011».
وقالت ابن مهني إنها استطاعت «اختراق الصمت والانتقال الى مواقع الحدث إبان التحركات الاحتجاجية التي انطلقت في 17 ديسمبر الماضي في مدينة سيدي بوزيد ثم اتسعت لتشمل مواقع أخرى، بغية تصوير الوقائع ودماء الضحايا القتلى والجرحى، ودخول بيوت الثوار، وإيصال اصواتهم الى العالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر».
جوائز دولية
وفي 20 يونيو الماضي، حصلت لينا على جائزة «البوبز» التي تمنحها مؤسسة «دويتشه فيله» الالمانية سنوياً على هامش منتداها الإعلامي الدولي. وخلال تسلمها الجائزة قالت: «حينما رأيت كم من الناس قد قُتلوا، اتضح لي أنه لم يعد هناك من طريق للعودة»، وأضافت: «كان يجب علي إسماع أصوات هؤلاء الأشخاص وعائلاتهم، حتى لا تذهب دماؤهم هدراً»، وأردفت إن «دموية النظام التونسي كانت بالنسبة لي سبباً مهماً لدعم الثورة من خلال الإنترنت.. الثورة التي صنعها أولئك الأشخاص الذين نزلوا إلى الشارع مخاطرين بحياتهم».
بيت سياسي
وكانت لينا في الرابعة من عمرها عندما تولى الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الحكم بعد أن استغل أحد فصول الدستور التونسي وأزاح من موقعه كوزير أول، رئيس الدولة آنذاك الحبيب بورقيبة بسبب «عجزه صحيا عن مواصلة تسيير شؤون البلاد». وترعرت لينا في بيت سياسي حقوقي حيث ان والدها رجل الأعمال الصادق بن مهني من زعماء التيار اليساري التونسي الذي واجه نظام بورقية خلال الستينات.
مدونة إلكترونية
تعتبر لينا بن مهني، 27 عاما، والتي تعمل معيدة لغة انجليزية بكلية الآداب في تونس العاصمة، أحد أهم أبرز وجوه الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في 14 يناير الماضي، من خلال المواد المكتوبة والمصورة التي كانت تنشرها في مدونتها الإلكترونية «بنية تونسية» باللغات العربية والفرنسية والانجليزية، والتي بدأت في 2006، وتحولت الى نموذج متقدم لقدرة المدونات وصفحات التواصل الاجتماعي على التحول الى وسائل إعلامية بديلة تنشر صورة الأحداث كما هي على أرض الواقع في ظل ما كانت تعرفه تونس من انغلاق تام في وجه وسائل الاعلام الاجنبية.