واشنطن تتعهد تجفيف مصادر التمويل وواردات الأسلحة

فرنسا تعمل على تأسيس «مجموعة اتصال» لسوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن أن بلاده تعمل على تشكيل مجموعة اتصال لأصدقاء الشعب السوري، على غرار ما تم اتخاذه في معالجة الملف الليبي قبل نحو عام، من أجل حشد الدعم لتنفيذ الخطة العربية بعد الفيتو الروسي الصيني على مشروع القرار العربي الغربي في مجلس الأمن، ما لقي تأييداً من ألمانيا التي دعت إلى دور عربي وتركي رئيس.

فيما توعدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس بتجفيف مصادر التمويل وواردات الأسلحة لسوريا، تزامناً مع تحميل روسيا الدول الغربية مسؤولية فشل التصويت على القرار في المجلس بسبب عدم بذلها الجهد الكافي للتوافق حوله، مؤكدةً أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف سيقنع دمشق بتطبيق إصلاحات سريعة.

وقال ساركوزي في بيان: إن «فرنسا لن تيأس» وإنها على اتصال بشركائها العرب والأوروبيين لإنشاء «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية.

وقال ساركوزي: إن فرنسا تتشاور مع دول عربية وأوروبية من أجل تشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا، من أجل التوصل إلى حل للأزمة، بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض لإعاقة قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو الرئيس السوري للتنحي. واتهم ساركوزي موسكو وبكين بأنهما «تشجعان النظام السوري على مواصلة سياساته الوحشية بلا نهاية».

 

دور عربي تركي

من جهتها، أيدت ألمانيا دعوة فرنسا بشأن مجموعة الاتصال الدولية للمساعدة في وقف إراقة الدماء في سوريا. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله للصحافيين: إنه ينبغي على تركيا وجامعة الدول العربية الاضطلاع بدور رئيس في تشكيل مثل تلك الهيئة.

 

تجفيف المنابع

من جانبها، توعدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس بتشديد العقوبات الحالية المفروضة على النظام السوري والسعي لفرض عقوبات أخرى تجفف مصادر التمويل وواردات الأسلحة لسوريا.

وصرحت كلينتون التي وصفت استخدام الفيتو بالأمر «الفظيع» للصحافيين في صوفيا: «سنعمل على فرض عقوبات إقليمية وقومية ضد سوريا وعلى تشديد العقوبات المفروضة حالياً، وستطبق هذه العقوبات بشكل تام من أجل تجفيف مصادر التمويل وشحنات الأسلحة التي تبقي على استمرار آلة حرب النظام»، مؤكدةً أن الولايات المتحدة الأميركية ستعمل مع «أصدقاء سوريا الديمقراطية في شتى أنحاء العالم لدعم خطط المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير».

 

دفاع روسي صيني

في غضون ذلك، دافعت روسيا عن قرارها معارضة مشروع القرار الذي كان مجلس الأمن الدولي يعتزم إصداره بشأن سوريا، مؤكدةً أن وزير خارجيتها سيقنع السوريين بالبدء بتطبيق إصلاحات ديمقراطية سريعة تلافياً للتدخل الدولي. وحمل نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الدول الغربية مسؤولية فشل التصويت في مجلس الأمن الدولي على القرار «لأنها لم تبذل الجهد الكافي للتوصل إلى توافق حوله»، مضيفاً القول:

«نأسف في موسكو لأن معدي مشروع القرار حول سوريا لم يرغبوا في بذل المزيد من الجهد للتوصل إلى توافق». وفي السياق نفسه، ذكر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في لقاء مع التلفزيون الروسي أن مشروع القرار كان يحتوي في مقدمته على صياغة تتيح استخدام القوة.

وفي ذات السياق، أكدت وكالة الأنباء الصينية الرسمية أن بكين وموسكو استخدمتا حق النقض لمنع حدوث مزيد من «الاضطرابات والخسائر». وقالت الوكالة في تعليق على ما جرى في مجلس الأمن: إن الهدف هو «بذل مزيد من الجهود لتسوية سلمية للأزمة السورية المزمنة»، مضيفةً: إن «روسيا والصين تعتقدان أنه يجب إعطاء مزيد من الوقت والصبر للحل السياسي».

 

إقناع!

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية: إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسعى خلال زيارته المقبلة إلى دمشق غداً إلى الدفع من أجل تطبيق إصلاحات ديموقراطية سريعة.

وجاء في بيان للوزارة: إن روسيا «تسعى بقوة إلى تحقيق استقرار سريع في الوضع في سوريا من خلال التطبيق السريع للإصلاحات الديمقراطية الملحة»، مضيفاً: إن «هذا هو الهدف من وراء زيارة سيرغي لافروف دمشق في السابع من فبراير».

 

«الجامعة»: سنعود إلى مجلس الأمن مرة أخرى

 

حذرت تركيا من عودة الحرب الباردة بسبب ظهور فكر التكتلات بين الغرب والمعسكر الشيوعي السابق بعد الفيتو المزدوج لموسكو وبكين من مشروع قرار حول سوريا في مجلس الأمن، فيما ألمحت جامعة الدول العربية إلى إمكانية عرض ملف الأزمة السورية مرة أخرى على مجلس الأمن الدولي، في حين عبرت دولة قطر عن خشيتها من أن يعطي الفيتو إشارة للأسد أن هناك رخصة للقتل.

وألمح الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي إلى إمكانية عرض الدول العربية لملف الأزمة السورية مرة أخرى على مجلس الأمن الدولي.

وأشار في بيان صحافي أمس، حصلت «البيان» على نسخة منه، إلى «أن مجلس الجامعة المقرر انعقاده على المستوى الوزاري في 11 من الشهر الحالي سيتناول مختلف جوانب تطورات الأزمة السورية في ضوء العرض الذي سيقدمه رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا وتقرير الأمين العام؛ لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذه التطورات بما في ذلك إمكانية إعادة عرض الموضوع مرة أخرى على مجلس الأمن»، معربا عن أمله في استجابة الحكومة السورية لمطالب شعبها وإنهاء حالة العنف ووقف نزيف الدماء وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.

 

الحرب الباردة

وأشار داود أوغلو لدى مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن إلى إن «العالم العربي يشهد حالياً فكراً يشبه فكر التكتلات الذي كان سائدا زمن الحرب الباردة بين الغرب والمعسكر الشيوعي»، موضحاً أن هذا هو السبب في وقوف روسيا إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال الوزير التركي: «نريد أن ننهي الحرب الباردة في منطقتنا»، مشيرا إلى أن بداية ذلك تمثلت في حركة الديمقراطية التي افتتحتها ثورات الربيع العربي، مضيفاً القول: «يمكننا أن نكون متفائلين للغاية إذا وجهنا نظرنا إلى شمال أفريقيا».

 

استنكار

وكانت وزارة الخارجية التركية استنكرت الفيتو الصيني الروسي ضد قرار مجلس الأمن حول سوريا، مشددة على ضرورة ألاّ يشكّل رفض القرار ذريعة للنظام السوري لارتكاب المزيد من الأخطاء.

وقالت الخارجية التركية في بيان انه «إزاء بلوغ العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد المدنيين، مستوى جديدا من القتل الجماعي وارتفاع عدد القتلى على يد النظام يومياً إلى المئات، نستنكر رفض مشروع القرار بشأن سوريا على أجندة مجلس الأمن للمرة الثانية من قبل صوتين معارضين مقابل 13 صوتاً مؤيداً»، مؤكدة أن «صلاحية الفيتو التي يملكها الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن تترتّب عليها مسؤولية جدية».

 

رخصة للقتل

وفي سياق متصل أكد مسؤول قطري أمس إن عجز مجلس الأمن الدولي على تمرير قرار لإنهاء العنف في سوريا يعطي حكومة الرئيس بشار الأسد رخصة لقتل المتظاهرين.

وقال خالد العطية، وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، في مؤتمر ميونيخ للأمن إن «هذا تحديدا ما كنا نخشاه... إعطاء إشارة للأسد أن هناك رخصة للقتل».

 

Email