فورد يشدّد على الحل السلمي وضرورة تقديم المعارضة دليل قدرة للسوريين

واشنطن: لا تدخل عسكرياً ولا تسليح للمعارضة السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد أن الخيار العسكري في سوريا غير مطروح، وأن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يريدون زيادة الضغط على النظام السوري وزيادة العمل مع المعارضة السورية في سبيل التمكن من التوصل إلى حل سياسي. وقال: إن على المعارضة أن «تطمئن السوريين إلى أن لديها وسيلة للسير قدماً تقدم سوريا جديدة لجميع الشعب السوري»، ووصف ما يجري في مدينة حمص بأنه «مروع» ولا يمكن للمجتمع الدولي السكوت عنه.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، أوضح فورد أنه لا نية لدى بلاده لتسليح المعارضة السورية، ولا لإرسال قوات أميركية، أو حتى من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن بلاده والدول الغربية الفاعلة تساند «حلاً خارج استخدام القوات» العسكرية. وقال: إن الإدارة الأميركية تعزز في الوقت الراهن العمل مع المعارضة السورية للتمكن من التوصل إلى حل سياسي يفضي إلى إنهاء العنف.

وأردف القول: إن «الشعب السوري هو من يقرر من يمثله»، معتبراً أنه من المبكر الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً للشعب السوري، لكنه رأى أن المجلس يلعب دوراً مهماً ضمن نطاق المعارضة.. وتحدث عن تحول تدريجي سياسي قد يكون للمجلس دور فاعل فيه.

الحكومة هي التي تقصف

وقال فورد، في مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن»، إن القوات النظامية السورية هي التي تقصف مدينة حمص بالدبابات وليس المجموعات المسلحة من المعارضة كما يقول النظام السوري. ووصف ما يجري في المدينة بأنه «مروع تماماً ولا يمكن للمجتمع الدولي السكوت تجاه ذلك».

واعتبر الدبلوماسي الأميركي، الذي غادر العاصمة السورية قبل أيام، أن هناك «تشابهاً» بين ما يحدث في حمص حالياً وما يعرف بمجزرة حماة إبان حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1982.

وقال فورد في المقابلة، رداً على سؤال عن سبب نشره صورة التقطت بالأقمار الصناعية على حسابه على فيسبوك تظهر مباني محترقة وحفراً نجمت عن القصف ومركبات عسكرية مدرعة مصطفة، إنه «من الخداع أن يتهم مؤيدو النظام السوري المعارضة بقصف حمص. نحن نعلم من يقصف حمص، ليست المجموعات المسلحة في المعارضة، بل الحكومة».

ونشرت صفحة فيسبوك السفارة الأميركية الصور الجمعة لتقول: إن القوات النظامية السورية هي التي تقصف المناطق السكنية في حمص. وقال فورد في هذا الصدد: «نشرنا الصور لتأكيد أن هناك مدفعية تطلق النيران، المعارضة المسلحة مزودة بأسلحة آلية وقنابل ولكن ليس بمدفعية»، مشيراً إلى أن القوات النظامية هي التي تملك المدفعية التي تقصف حمص.

وقال فورد، في ملاحظة مصاحبة لصور الأقمار الصناعية على الفيسبوك: «أسمع عن الروايات المدمرة لمواليد جدد في حمص يموتون في المستشفيات، حيث قطعت الكهرباء وعندما نرى الصور المزعجة التي تقدم أدلة على استخدام النظام للمورتر والمدفعية ضد الأحياء السكنية نصبح كلنا أكثر قلقا بشأن النتيجة المفجعة للمدنيين».

 

أسباب إغلاق السفارة

وذكر السفير الأميركي لدى دمشق أن قرار إخلاء السفارة في دمشق جاء مع عدم استجابة السلطات السورية للطلبات الأميركية بتشديد الإجراءات الأمنية حول المقر «بعد أسابيع من النقاشات غير المجدية مع السلطات السورية»، مضيفاً أن الإخلاء جاء بسبب المخاوف الأمنية على موظفيها الأميركيين والسوريين والسكان الذين يقطنون في جوارها في حال استهدفت في تفجير مشابه للتفجيرات في دمشق الشهر الماضي أو حلب الجمعة.

وأكد السفير الأميركي أن إدارة واشنطن ستواصل العمل إلى جانب حلفائها لتصعيد الضغوط على النظام السوري، عبر العقوبات القائمة، وربما أخرى جديدة، وستعمل أيضاً مع المعارضة السورية لحضّها على ضرورة مواصلة العمل والقيام بعمل أفضل في التأثير على الدعم الباقي للأسد في سوريا. وقال: إن على المعارضة أن «تطمئن السوريين إلى أن لديها وسيلة للسير قدماً تقدم سوريا جديدة لجميع الشعب السوري».

على صعيد آخر، قال فورد: إن الوضع الاقتصادي في سوريا يتدهور حيث إن «المعامل تغلق أبوابها والناس يخسرون وظائفهم وأسعار الغذاء ترتفع». وأشار إلى أن عزلة النظام السوري تتزايد مع تصاعد حملة القمع التي أطلقها. وقال: إن المجتمع الدولي «يمكنه أن يرى ماذا تفعل الحكومة السورية التي بالنتيجة تغرق أكثر فأكثر في عزلتها».

وبدا أيضاً أن فورد يوجه انتقاداً غير مباشر لروسيا التي استخدمت يوم السبت الفيتو ضد مشروع قرار بمجلس الامن الدولي بشأن سوريا. وقال إنه «من الغريب بالنسبة لي ان يحاول اي شخص المساواة بين أعمال الجيش السوري وجماعات المعارضة المسلحة لأن الحكومة السورية تبادر دائما بالهجمات على المناطق المدنية وتستخدم أثقل أسلحتها».

 

 

 

 

 

موسكو تتهم الغرب بتفجير الوضع

 

 

واصلت موسكو دفاعها عن النظام السوري، حيث اتهم المندوب الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين الدول الغربية بـ«تصعيد الوضع» في سوريا عبر دعوة الرئيس بشار الأسد إلى التنحي، محملة المعارضة والنظام معاً مسؤولية ما يجري، معتبرة أن «سوريا ليست ليبيا» والأسد مختلف كلياً عن معمر القذافي.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن المعارضة والنظام يتحملان معاً مسؤولية ما يجري، مجدداً دعوة بلاده لممثلي كل الأطراف «إلى إجراء حوار في موسكو».

وقال بوغدانوف في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» إنه لا يرى المعارضة «الوحيدة المسؤولة»، مشيراً إلى أن المعارضة الجدية «لا تشارك في أعمال إرهابية أو تخريبية».

وأردف القول إن البعض يحاول تحميل المسؤولية للسلطات بهدف طعن سمعة المعارضة، ومثل هذه التصريحات بعيدة عن الحقيقة والواقع. وأشار إلى أن السلطة مهما كانت، في الوقت الراهن أو في المستقبل، تتحمل جزءاً مما يجري في البلاد.

من جانبه، اتهم المندوب الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين الدول الغربية بـ«تصعيد الوضع» عبر مطالبتها الأسد بالتنحي.

وقال تشوركين، في حديث لشبكة «سي.ن.إن» الأميركية ان هناك «مزاعم» حول قيام دول غربية بتقديم الدعم العسكري للمعارضة، معتبراً انه في حال ثبوت صحة ذلك فسيكون الوضع «خطيراً» وستتجه الأمور إلى «نزاع مسلح بالكامل».

ورداً على سؤال عن استمرار بلاده في بيع السلاح لسوريا قال: «لدينا صفقات ونحترمها»، مضيفاً انه «حتى حال وقف بيع السلاح للنظام فلا يمكننا أن نتأكد من عدم وصول أسلحة للمجموعات المسلحة التي قال: إنها تعمل في سوريا، كما حصل في ليبيا».

واعتبر تشوركين ان الحديث عن نجاح الثورة في المحافظة على سلميتها لفترة طويلة سبقت الأحداث المتصاعدة حالياً أمر «غير صحيح»، مضيفاً ان القتيل الأول من عناصر الأمن سقط منتصف مايو الماضي، مضيفاً انه «كان هناك تظاهرات سلمية» ولكنها انتهت وحلت مكانها «تحركات مسلحة تهاجم السلطة وهي مسؤولة عن العنف».

إلى ذلك، أيد تشوركين عودة المراقبين إلى سوريا، إلى جانب مراقبين من الأمم المتحدة، مشيراً إلى إمكانية العمل لوضع تفويض دولي يحدد صلاحياتهم.

 

 

Email