في واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها قوات النظام السوري منذ بدء الثورة قبل عام، عثر أمس على جثث ما لا يقل عن 47 امرأة وطفلا في حي كرم الزيتون في مدينة حمص قتلوا ذبحاً وطعناً ومثل بجثثهم، فيما اغتصبت نساء قبل قتلهن، فيما اعتبره ناشطون «حملة تطهير طائفي»، حيث نجم عن المذبحة فرار مئات العائلات خوفاً.

واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن في تصريحات لوكالة «فرانس برس» امس ان «مجزرة ارتكبت على ايدي الشبيحة راح ضحيتها نساء واطفال في حي كرم الزيتون بحمص». وافاد عبدالرحمن بأن مئات العائلات نزحت من بعض احياء حمص بعد المعلومات عن المجزرة. وقال إن مئات العائلات «هربت من مدينة حمص خوفا من مجازر جديدة على ايدي قوات النظام»، لافتا الى ان النزوح حصل من احياء كرم الزيتون خصوصا وباب الدريب والنازحين، مضيفا ان بعض هذه العائلات «نام افرادها في العراء داخل سياراتهم لانهم لم يكونوا يعرفون الى اين يذهبون».

ودعا عبدالرحمن الأمم المتحدة إلى «تشكيل لجنة تحقيق مستقلة عاجلة من قضاة مشهود لهم بالنزاهة للكشف عن مرتكبي هذه المجازر وتقديهم للعدالة».

 

أطفال ونساء

بدوره، افاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» من حمص: «عثر على جثث ما لا يقل عن 26 طفلا و21 امراة في حيي كرم الزيتون والعدوية، بعضهم ذبحوا وآخرون طعنهم الشبيحة». وذكر العبدالله ان «عناصر من الجيش السوري الحر تمكنوا من نقل الجثث الى حي باب السباع الاكثر امانا، ما مكن الناشطين من تصوير الجثث». واردف: «تعرض بعض الضحايا للذبح بالسكاكين وآخرون للطعن. وغيرهم، خصوصا الاطفال، ضربوا على الرأس بأدوات حادة. وتعرضت فتاة للتشويه، بينما تم اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن».

وتابع العبدالله القول إنه «اذا ظلت الاسرة الدولية على صمتها فمن الممكن ارتكاب مجازر جديدة في المستقبل»، داعيا الى «تدخل عسكري اجنبي وشن ضربات ضد النظام وتسليح الجيش السوري الحر». واردف: «لا نريد المزيد من الاقوال، حيث مضت شهور والولايات المتحدة والدول الاخرى تدعو الى وقف اعمال العنف، لكن النظام يواصل قتل الناس. هذا يكفي، واذا لم يكن لديهم ما يقولونه فليلتزموا الصمت».

 

اغتصاب وذبح

واكد عنصر في الجيش السوري الحر فر ليلا من مدينة حمص الى لبنان، حصول المجزرة.

وقال ابومحمد، 38 عاما، لوكالة «فرانس برس»: «حصلت عمليات اغتصاب لعدد كبير من الفتيات لا تتجاوز اعمارهن 17 عاما. تم اقتيادهن الى الملاجىء حيث تم اغتصابهن، ثم ذبحن بالسكاكين». واشار الى ان عددا من الاشخاص الذين هربوا من حيي العدوية وكرم الزيتون رووا ما حصل، قائلين ان «معظم الذين نفذوا المجزرة هم من الشبيحة بينما الجيش يحميهم». وقال ابومحمد انه كان يقاتل الى جانب الجيش الحر في حي بعلبة في حمص، مستطردا: «قررت المغادرة بعد احتدام حدة المواجهات وصعوبة البقاء».

واضاف انه ترك عائلته المؤلفة من زوجة وخمسة اولاد كبيرهم في السابعة واصغرهم فتاة عمرها عام «عند اقارب في منطقة آمنة في حمص يسيطر عليها الجيش السوري، لكنني لم أنم طيلة الليل خوفا على مصيرهم بعد مجزرة كرم الزيتون والعدوية». وبث ناشطون اشرطة فيديو وصورا مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس اطفال مدممة ومشوهة وجثث متفحمة. وقال الناشط عمر الحمصي إن معظم الجثث عليها آثار تعذيب، وبعضها أحرق أصحابها وهم أحياء بينما ذبحت أخرى بالسكين.

 

مناطق متفرقة

وفي سياق متصل، أفاد المركز الإعلامي السوري أن قوات الأمن طوّقت بالكامل حي صلاح الدين في مدينة حلب ونفذت حملة اعتقالات عشوائية؛ بحثاً عن الجرحى الذين أصيبوا في تظاهرات الليلة قبل الماضية الضخمة.

وكان قوات الأمن والشبيحة استخدموا النار بغزارة لتفريق تظاهرات كبرى انطلقت الليلة قبل الماضية في المدينة، بحسب ما أعلن ناطق باسم الهيئة العامة للثورة في حلب.

وقال الناطق إن التظاهرات التي شارك فيها أكثر من خمسة آلاف شخص انطلقت من ثلاثة مساجد هي: التقوى والخضر والسعد، والتقت عند دوار صلاح الدين قبل أن تواجهها قوات الأمن و«الشبيحة» بإطلاق النار. وفي ادلب، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتقال 35 مدنيا في المحافظة. وقال في بيان: «اعتقلت القوات النظامية السورية 35 من قرية عين لاروز بجبل الزاوية التابع لمحافظة ادلب، وهددت الأهالي ان لم يسلموا المنشقين سوف يتم استهداف القرية مجددا». أما في درعا، فقال ناشط إن سيارة ملغومة انفجرت وقتلت تلميذة وأصابت 25 في مدرسة بالمدينة.