دول الخليج تغلق سفاراتها وفرنسا تدعو إلى التيقظ من تكتيكات النظام «المماطلة»

تركيا تدرس «المنطقة العازلة» وأنان محبط من رد دمشق

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصف المبعوث الأممي- العربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان، أمس، ردود دمشق على مقترحاته بشأن حل الأزمة السورية بأنها «مخيبة للآمال»، داعياً مجلس الأمن إلى «الوحدة للضغط» على النظام، ومشيراً إلى أنه سيوفد بعثة فنية خلال أيام لبحث نشر مراقبين دوليين في المدن الساخنة، وسط دعوات فرنسية إلى «التيقظ من تكتيكات النظام المماطلة»، في وقت أغلقت دول الخليج العربي سفاراتها في دمشق احتجاجاً على القمع.

وقال أنان متوجهاً إلى أعضاء مجلس الأمن عبر الدائرة المغلقة من جنيف، أمس، إنه «يواصل النقاش على الرغم من الردود المخيبة للآمال حتى الآن»، وإن مقترحاته الواردة في ست نقاط «تبقى مطروحة على البحث». وأعلن أنان أنه سيرسل خلال أيام إلى دمشق «خبراء لبحث احتمال إرسال مهمة مراقبة دولية إلى سوريا»، دون أن يتم إعطاء تفاصيل حول هذه المهمة. وأفاد أنه «لا يتوهم بشأن حجم المهمة التي تنتظره»، مُقرّاً بأن هناك «إمكانات لحصول مراوغة من جانب النظام السوري». لكنه أشار إلى أن «لديه عملاً يقوم به ومسؤولية ليحاول وليظهر أنه مبدع ومرن».

ووجه أنان نداءً للدول الخمس عشرة في مجلس الأمن إلى «الوحدة» للضغط على الرئيس بشار الأسد، مضيفاً: «كلما كان موقفكم قوياً وموحداً، كانت الفرص كبيرة لتغيير دينامية النزاع». بدوره، قال الناطق باسم المبعوث الأممي- العربي المشترك أحمد فوزي إن أنان «يرغب في إرسال بعثة إلى دمشق لبحث تفاصيل آلية مراقبة ومراحل أخرى عملية لتنفيذ بعض اقتراحاته، بما يشمل وقفاً فورياً للعنف والمجازر».

 

مماطلة وترحيب

وفي رد فعل على بيان أنان، أشارت البعثة الفرنسية في الأمم المتحدة إلى ضرورة «البقاء متيقظين حيال تكتيكات مماطلة تنتهجها دمشق». وقالت البعثة على موقعها على «تويتر»: «سنعرف سريعاً ما إذا كان النظام يرغب في التحاور جدياً أو استغلال ملامح حوار لمواصلة قتل مدنيين». بدورها، رحبت دمشق بزيارة البعثة التي شكّلها أنان لـ«مناقشة القضايا المتعلقة بمهمته».

منطقة عازلة

من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تبحث إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا للتصدي لتدفق اللاجئين بأعداد متزايدة هرباً من القمع. وقال أردوغان للصحافيين: «فيما يتعلق بسوريا، يجري بحث منطقة عازلة.. منطقة آمنة»، لكنه أضاف أن «هناك أفكاراً أخرى قيد البحث». وأوضح: «من الخطأ النظر في الأمر من منظور واحد»، مؤكداً أن أنقرة «تبحث سحب السفير التركي من دمشق بعد عودة الرعايا الأتراك إلى أرض الوطن، وقد حضتهم وزارة الخارجية التركية على مغادرة سوريا في أسرع وقت ممكن». وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» المزمع عقده في الثاني من أبريل في إسطنبول سيخرج بـ«نتائج مختلفة للغاية» عن ذاك الذي عقد في تونس، لكنه لم يذكر تفاصيل.

 

سحب سفراء

في هذه الأثناء، أغلقت دول الخليج العربي سفاراتها في دمشق احتجاجاً على القمع. وصرح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني بأن دول مجلس التعاون قررت إغلاق سفاراتها في دمشق «تأكيداً لموقفها الرافض لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري، وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق». وطالب الزياني في بيان المجتمع الدولي بـ«اتخاذ مواقف حازمة وعاجلة لوقف ما يجري في سوريا من قتل وتعذيب وانتهاك صارخ لكرامة الإنسان السوري وحقوقه المشروعة».

 

موقف جوبيه

على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن أي قرار يصدر عن مجلس الأمن يجب أن يتجاوز الدعوة إلى وقف إطلاق النار ليحض على الانتقال السياسي على أن يتخذ الرئيس بشار الأسد إجراءات من جانب واحد لوقف العنف. وقال جوبيه في مقابلة مع صحيفة «لوموند» إن هذه «خطوط حمراء» لفرنسا، مضيفاً أنه رأى «تطوراً طفيفاً» في موقف روسيا. واستطرد: «لديّ خطان أحمران. لا أستطيع أن أقبل وضع الجلاد والضحايا في نفس الزورق. يجب أن يبدأ النظام وقف القتال»، مضيفاً أن «الخط الأحمر الثاني هو أننا لا نستطيع أن نرضى بمجرد قرار إنساني ووقف إطلاق النار. يجب أن تكون هناك إشارة إلى تسوية سياسية قائمة على اقتراح جامعة الدول العربية».

 

 

Email