انان يصل الى دمشق في محاولة لانقاذ نقاطه الست

كلينتون تحذر الاسد من نفاد الوقت

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خطوة مفاجئة تأتي بعد يوم من إعلانه فشل خطته، وصل المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان إلى دمشق أمس للقاء الرئيس السوري بشار الأسد في مسعى لإنقاذ خطته، في وقت أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أن الوقت أصبح ضيقاً بالنسبة للنظام السوري وأنه يجب أن يشرع في انتقال سياسي لتجنيب سوريا «هجوماً كارثياً»، متحدثة عن «ساعة رملية»، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتخاذ العنف طابعاً طائفياً.

وأعلن الناطق باسم أنان، احمد فوزي، في بيان أن المبعوث الأممي العربي المشترك وصل الى دمشق مساء أمس لاجراء محادثات مع الرئيس بشار الاسد، من دون تفاصيل اضافية.وهذه الزيارة الثالثة لأنان في إطار مهمته كمبعوث خاص إلى سوريا. وتعود الزيارة الأخيرة إلى 29 مايو الماضي.

وكان من المفترض أن تكون زيارة أنان اليوم بحسب الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الذي قال إن «الزيارة تأتي في إطار مهمته والنقاش مع القيادة السورية للبحث في موضوع خطة النقاط الست» التي وضعها أنان بهدف وضع حد للعنف في سوريا ووافقت عليها السلطات السورية وأعلنت الأمم المتحدة دعمها لها.

وأقر المبعوث المشترك، أول من أمس، بفشل مهمته. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية: إن «هذه الأزمة مستمرة منذ 16 شهراً، وتدخلي بدأ قبل ثلاثة أشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة إيجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح أننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك أي ضمانة بأننا سوف ننجح».

هجوم كارثي

في هذه الأثناء، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، من أن الوقت أصبح ضيقاً بالنسبة للنظام السوري، وأنه يجب أن يشرع في انتقال سياسي لتجنيب سوريا «هجوماً كارثياً».

وقالت كلينتون للصحافيين على هامش مؤتمر دولي حول أفغانستان بطوكيو: «يجب أن يكون واضحاً أن الأيام أصبحت معدودة بالنسبة للذين يساندون نظام» الرئيس السوري بشار الأسد. لكنها اعترفت بأن ثمة صعوبات تواجه أنان. وأشارت كلينتون إلى أن «ما قاله أنان يجب أن يجعل الجميع يصحون لأنه يعترف بأنه لم يتم أي تحرك من قبل النظام السوري لاحترام اتفاق الست نقاط». وأضافت: «ما إن يتم وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، لن يكون عدد أقل من القتلى فحسب، بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الأمة السورية هجوماً كارثياً يكون خطراً على البلد والمنطقة أيضاً».

وبدا واضحاً أن كلينتون تقصد احتمال قيام المعارضة المسلحة في سوريا بشن مثل هذا الهجوم على مؤسسات الدولة وليس حدوث أي تدخل خارجي. ومضت تقول: «ما من شك في أن المعارضة باتت أكثر فاعلية في دفاعها عن نفسها وفي مواصلة الهجوم على الجيش السوري وميليشيات الحكومة السورية. لذا يتعين أن يكون المستقبل شديد الوضوح بالنسبة لمن يؤيدون نظام الأسد». كما ذكرت بالانشقاقات في أعلى مستوى بالنظام السوري، محذرة الرئيس الأسد من أن «الرمل يتناقص في الساعة الرملية».

طابع طائفي

من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من أن العنف الذي يجتاح سوريا اتخذ منحى أسوأ ويتجه إلى اكتساب طابع طائفي. وقال كي مون للصحافيين على هامش مؤتمر دولي للمساعدات لأفغانستان في طوكيو: «تدهور الوضع بدرجة كبيرة واكتسب طابعاً عسكرياً متزايداً. لاتزال انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان تحدث. القتل والعنف اكتسبا طابعاً طائفياً مثيراً إلى القلق الشديد». وأشار إلى أن من الممكن أن تقوم الأمم المتحدة بتحرك آخر إذا استمرت أعمال العنف.

 

موقف فرنسي

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن استمرار الحكومة السورية يعتمد على دعم كل من روسيا والصين، ورأى أنه يجب إقناع هاتين الدولتين بالوقوف وراء قرار دولي جديد صادر عن الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة.

وقال فابيوس في حديث لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية: إن على بلاده والدول الأخرى أن تكسب دعم الصين وروسيا لإنهاء الأزمة السورية. وأضاف أن الزعيم الذي قتل 16 ألف شخص من شعبه (في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد)، لا يمكنه أن يبقى في الحكم، وذلك من أجل استقرار المنطقة. ورأى وزير الخارجية الفرنسي أن انتقال السلطة في سوريا ممكن عبر إقناع روسيا والصين بالوقوف وراء قرار دولي جديد صادر عن الأمم المتحدة.

Email