اضطر المصلون التونسيون ليلة الثلاثاء إلى قطع صلاة التراويح والهروب من مسجد الهداية في مدينة باجة (شمال غرب) بعد أن تطورت مناوشات داخل المسجد بين فصيلين من السلفيين إلى اشتباكات تم خلالها استعمال الغاز المسيل للدموع والسلاح الأبيض.
وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن الخلاف نشب بعد «إقدام مجموعة من المصلين السلفيين على الإفطار داخل الجامع قبل أذان المغرب بدقائق اقتداء بأحد المفكرين المشرقيين».
وأضافت إن هذا «ما رفضته مجموعة أخرى محسوبة على التيار السلفي الجهادي وإمام الجامع» الذين اعتبروا تصرف المجموعة الأولى «بدعة» وقالوا إنه «يستند إلى أحاديث ضعيفة».
وتابعت أن الخلاف تطور إلى أعمال عنف استعمل خلالها السلفيون الغاز المسيل للدموع والأسلحة البيضاء وتبادلوا التهم وتراشقوا بالكلام البذيء في ظل غياب كلي لمصالح الأمن دون أن تعطي تفاصيل حول سقوط جرحى أم لا.
وذكرت أن «هذا الجامع شهد في فترات سابقة عدة مشاحنات مماثلة بين هاتين المجموعتين على خلفية أنشطة فكرية وخلاف حول إمامة المصلين».
وتتجه الأوضاع في تونس إلى مزيد من التأزم بسبب فشل الحكومة في احتواء حالة الاحتقان الاجتماعي، إضافة إلى الخلاف المحتدم حول طبيعة الحكم، ويرى المراقبون أن الخريف القادم سيكون عاصفاً لأسباب عدة منها حلول الذكرى الأولى لانتخابات 23 أكتوبر 2011 دون الوصول إلى تحديد موعد للانتخابات المقبلة ودون الحسم في مضمون الدستور الجديد.
وتشهد المناطق الداخلية إشارات الفوضى والانفلات وعودة الاعتصامات والإضرابات، حيث شهدت مدينة صفاقس شللاً تاماً للحركة خلال الأيام الماضية ويهدد نقابيوها بـ«العصيان المدني».
ويرى أبناء المناطق الداخلية أن أوضاعهم تسير نحو الأسوأ بسبب ارتفاع معدلات البطالة والفقر والتضخم وغلاء الأسعار وتراجع مستوى الخدمات من ماء وكهرباء ونظافة المحيط إلى مستوى لم تعرفه البلاد منذ عقود.
كما تتجه علاقة الحكومة بالنقابات إلى مزيد من التأزيم بعد اعتقال عدد من النقابيين في مدينة صفاقس، ثاني أكبر المدن التونسية، واتساع دائرة الإضرابات، وقرار الحكومة بخصم أجور أيام الإضرابات من رواتب موظفي الدولة في حالة غير مسبوقة.