فرنسا تكشف عن معارضة جد الأسد استقلال سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تداولت العديد من المواقع الالكترونية السجال السياسي الحاد الذي دار بين مندوب باريس لدى الأمم المتحدة جيرارد ارو ومندوب دمشق بشار الجعفري والذي كشف من خلاله ارو عن وثيقة موقعة من قبل وجهاء الطائفة العلوية في سوريا قبل عقود تطالب فرنسا بعدم إلحاق الدولة العلوية التي أنشأتها بسوريا المستقلة وعدم الانسحاب من سوريا خشية «اضطهاد» الأغلبية السنية لهم.

وقال ارو إن حكومته تحتفظ بوثيقة وقعها والد جد بشار الأسد، سليمان الأسد (الوحش)، تطلب من فرنسا التي تحتل سوريا بعدم منحها الاستقلال.

ورداً على هجوم مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن الخميس الماضي، قال ارو: «بما أنك تحدثت عن فترة الاحتلال الفرنسي، فمن واجبي أن أذكرك بأن جد رئيسكم الأسد طالب فرنسا بعدم الرحيل عن سوريا وعدم منحها الاستقلال... بموجب وثيقة رسمية وقع عليها ومحفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية». واستطرد موجهاً كلامه إلى الجعفري: «لو أحببت، سأعطيك نسخة عنها».

وثيقة ورسالة

والوثيقة التي يشير إليها المندوب الفرنسي يعود تاريخها إلى العام 1936، وهي محفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية تحت الرقم 3547 بتاريخ 25 يونيو 1936 وسجلات الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي كان حاكماً آنذاك في باريس. وهي عبارة عن رسالة موجهة إلى رئيس الحكومة الفرنسية حينها ليون بلوم بمناسبة المفاوضات التي كانت قائمة بشأن استقلال سوريا ويطلب فيها زعماء الطائفة العلوية من الفرنسيين عدم منح الاستقلال خشية «سيطرة العائلات المسلمة على العلويين في كيليكا واسكندورن وجبل النصيريين».

والنصيريون هم من يسمون اليوم «العلويين». ووقع الرسالة باسم «زعماء ووجهاء الطائفة العلوية في سوريا» إضافة إلى سليمان الأسد، كل من: عزيز آغا الهواش، محمد بك جنيد، محمود آغا جديد، محمد سليمان الأحمد، وسليمان المرشد الذي يعتبر مؤسس الطائفة المرشدية المقربة من العلويين في سوريا ويسكن أتباعها في مناطق سهل الغاب والساحل، تماماً كما العلويون.

 

خلفية تاريخية

 

يشار إلى فرنسا اشترطت على الوفد السوري الذي كان يتفاوض من أجل استقلال سوريا، برئاسة هاشم الأتاسي، عدم المطالبة بضم لبنان إلى سوريا المستقلة مقابل ضم الدولتين العلوية والدرزية إلى دولتي حلب ودمشق.

وعاشت الدولة العلوية حوالي عقد ونصف في ظل مزايا من الانتداب الفرنسي وانتساب أبناء الطائفة إلى الجيش الفرنسي رغم أن أحد أكبر الرموز العلوية، وهو صالح العلي، كان من قادة الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال.

Email