زار بيروت 3 ساعات وبحث مع العاهل السعودي الملفين السوري والإيراني

هولاند يؤكد على تحصين لبنان من تداعيات الأزمة السورية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، من بيروت أمس حرص بلاده على ضمان الامن والاستقرار في لبنان والوقوف بوجه أي تهديد له في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات.. في حين تركّزت محادثاته مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدينة جدة على الملفين: السوري والإيراني.

وانحصرت زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت، والتي دامت ثلاث ساعات فقط، بمحادثات أجراها مع الرئيس ميشال سليمان، ومؤتمر صحافي مشترك ركّز على ثلاث ضرورات: حماية الاستقرار، تجنيب البلاد مرارة الفراغ الحكومي وتحصين لبنان ضد تداعيات الأزمة السورية.

وتوّج الرئيس هولاند زيارته الخاطفة، قبيل توجّهه إلى السعودية، المواقف الدولية المجمِعة على حفظ لبنان سالماً من تداعيات الأزمة السورية، والموقف الأوروبي لناحية دعم المؤسّسات والاحتكام إليها، في ظلّ الأزمة السياسية المتمثلة بإصرار المعارضة (قوى 14 آذار) على مقاطعة أعمال مجلس النواب، مما يضعف الحكومة ويمنع عليها مشاريع القوانين.

وبعد لقائه سليمان، وفي مؤتمر صحافي مشترك عقداه، أشار الرئيس الفرنسي إلى أنه أراد أن تكون زيارته إلى لبنان الأولى إلى الشرق الأوسط، معرباً عن تضامنه مع لبنان بعد اغتيال رئيس فرع المعلومات في القوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، ومشدّداً على وجوب أن «يكون لبنان قادراً على حماية وحدته واستقراره»، وعلى أن بلاده «ستعمل، بكل جهودها، للحفاظ على استقرار لبنان، وستعارض بكل قواها من يحاول اللعب باستقرار البلاد».

وإذ أكد حرص بلاده على تقديم كافة الدعم للأمن والاستقرار في لبنان، قائلاً إنّ «كل شيء يجب أن يتحقق، على الصعيد السياسي، لتحقيق الوحدة في لبنان، وهذا شأن اللبنانيين، وعلينا أن نبذل واجبنا على الصعيد الإنساني». كما لفت إلى أن وجود 100 ألف لاجئ سوري إلى لبنان «سيكون له انعكاسات صعبة على الاقتصاد»،.

كما أكد هولاند أن بلاده تعمل مع الدولة اللبنانية، ومع الرئيس سليمان، لمتابعة سياسة صون وحدة أراضي لبنان، وقال: «ليس للرئيس الفرنسي أن يقول كيف يجب أن يصوّت اللبنانيون في الانتخابات النيابية المقبلة، بل يجب على الرئيس الفرنسي أن يقول لكل الذين يمكنهم أن يساهموا في تحقيق استقرار لبنان، من خلال العمل بروح الحوار لكيلا ينجح من يريد زعزعة الاستقرار في البلاد»، مشدّداً على أنه «لا يجب أن يكون لبنان ضحية الأزمة السورية».

وأشار هولاند إلى أن ما يميّز فرنسا هو علاقاتها الجيدة مع ما أسماها «كل القوى الديمقراطية في لبنان»، وتوجّه لكافة القوى بالقول: «الوحدة ضرورية، ويمكننا أن نتكلم مع كل اللبنانيين، وهذه ورقة رابحة.. ونحن في هذه اللحظة على استعداد لاتخاذ كافة التدابير التي تسمح بتقوية العلاقات» بين البلدين، مشدّداً على أن «الحوار قادر على ضمان وحدة البلاد».

وأفاد سليمان بأنه وضع نظيره الفرنسي في أجواء المشاورات التي حصلت بعد اغتيال اللواء الحسن، وشدّد على وجوب العودة إلى لغة الحوار والالتزام من جميع الأفرقاء بروح إعلان بعبدا، مؤكداً أهمية «الالتزام المستمر بقواعد الممارسة الديمقراطية واحترام الاستحقاقات الدستورية».

وفي انتظار مفاعيل زيارة هولاند لبيروت، والتي اكتسبت الكثير من الدلالات، لجهة التوقيت والعناوين التي اتفق عليها بين المتتبّعين، رأى مصدر لبناني خبير في الدبلوماسيةِ الدولية، والذي رفض الكشف عن اسمه، في الزيارة الخاطفة للرئيس الفرنسي لبيروت «تكملة» لزيارة مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية العاصمة اللبنانية، لجهة مضامينِها السياسية ورمزيتها.

لافتاً الى أن التكامل بين الزيارتين يكمن في أن المسؤولة الأميركية دعت الرئيس نجيب ميقاتي إلى الاستقالة تعزيزاً للاستقرار، بينما ألغى الرئيس هولاند عملياً الزيارة التي كانت مقرّرة لميقاتي إلى فرنسا في 19 من الجاري. وتطيير الزيارة، بحسب المصدر نفسه، يشكّل موقفاً فرنسياً دولياً متقدّماً من حكومة ميقاتي، إذ هي في نظر العالم ليست عامل استقرار.

ومن بوّابة الطابع الرئاسي المباشر للزيارة، كقمّة بين الرئيسين اللبناني والفرنسي، أشارت المصادر نفسها الى كون الزيارة لبيروت سبقت المحطة الرئيسية لهولاند في المنطقة، وهي السعودية، ما يعني أن ثمة خطاً موصولاً أكيداً بين المحادثات التي أجراها هولاند في قصر بعبدا والرياض حيال الوضع اللبناني والأخطار المحدقة به، والمعالجات التي يمكن المساهمة فيها، أوروبياً وخليجياً، لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته.

لا إفلات للقتلة

ورداً على أسئلة الصحافيين قال هولاند: «لن يكون هناك إفلات من العقاب لقتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ولا لقتلة رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن وستقدم فرنسا مساعدة كاملة لكشف مرتكبي جريمة الحسن».

ودعا القيادات اللبنانية إلى العمل بروح الحوار للحؤول دون إنجاح مساعي الساعين الى زعزعة الاستقرار في لبنان قائلاً إنه «يجب ألا يكون لبنان ضحية الازمة السورية وعلى المعنيين فيه ان يحموا لبنان من ذلك».

قمة مع الملك عبدالله

وعصر أمس وصل هولاند إلى جدة وأجرى فيها محادثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذكرت وكالة الانباء السعودية ان المحادثات تركزت على الملفين السوري والإيراني والقضية الفلسطينية فضلا عن العلاقات الثنائية بين الدولتين .

وقال هولاند للصحافيين الذين رافقوه على متن الطائرة التي أقلته من بيروت الى جدة ان زيارة السعودية «طابعها سياسي قبل كل شيء» مؤكدا أنه سيبحث مسائل لبنان وسوريا وعملية السلام وإيران.

وأضاف ان «فرنسا تلعب دورا نشطا في منطقة الشرق الأوسط، نحن البلد الاكثر نشاطا في الملفات المتعلقة بسوريا ولبنان وعملية السلام» في الشرق الاوسط.

وفي السياق، قال وزير فرنسي، رفض ذكر اسمه، ان الزيارة هدفها تحسين العلاقات مع المملكة بعد الشوائب التي اعترتها إبان ولاية الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.

على صعيد العلاقات الثنائية، ركزت المحادثات بين هولاند والملك عبدالله، وأيضاً بين هولاند وولي العهد وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، على قطاع الطاقة والنقل.

إلى ذلك، أكدت مصادر الرئاسة الفرنسية أنّ الزيارة «ليس هدفها توقيع عقود» عسكرية لكن محادثات القمة، وبخاصة محادثات هولاند مع الأمير سلمان تطرقت إلى مسألة الفرقاطات وحول ما يتوقعه السعوديون.

Email