كشف الكاتب والباحث السياسي الكويتي مشعل النامي لـ «البيان» أنّ الإخوان المسلمين هم المحرّك والمؤجّج لما يجري في الكويت، وأكّد أنّ لـ «الإخوان» مخططاً عالمياً خطيراً لهدم مؤسسات الدولة وزعزعة الاستقرار في دول الخليج عبر تخطيط طويل المدى بمساعدة بعض مؤسسات المجتمع المدني ودول في المنطقة على إحداث الفوضى المنظمة.
وشنّ النامي في حوار مع «البيان» هجوماً عنيفاً على تنظيم الإخوان المسلمين، محذراً من وجود مؤامرة من قبل الإخوان لإقحام كل دول الخليج في ما يعرف بـ«الربيع العربي» ولحرق الكويت، خطط لها في دول غربية، وأخرى بالمنطقة. وقال إنّ الدعم والتمويل يأتي من قطر فيما التدريب يتم في تركيا. وأوضح أن التدريب في الكويت يتم عبر طارق سويدان بينما يشرف على الفرق في السعودية سلمان العودة ضمن برنامج ملتقى النهضة وفي مصر وغيرها من مناطق العالم العربي ضمن برنامج صنّاع الحياة الذي يديره عمرو خالد.
وأكد النامي أن «الإخوان» يستخدمون أدوات اجتماعية واقتصادية وسياسية لتنفيذ مخططهم بممارسة الضغط وفرض عقوبات على النظام تنفيذاً لأفكار «أكاديمية التغيير» الغربية، التي وضعها الفيلسوف اليهودي الأميركي جين شارب، فيما يسمى بحرب اللاعنف التي تهدف إلى إسقاط الأنظمة، وعزلها عن العالم، من خلال التشكيك في طاعة ولي الأمر، ووصفها بأنها غير ملزمة والهدف فصل الراعي عن الرعية. وشدّد في حواره مع «البيان» على انّ المخطط قديم ووضع في تسعينات القرن الماضي وتنامى مع تحالف قطر مع الإخوان المسلمين.
ذرائع وقلاقل
وسلّط النامي الضوء على مساعي هذه العناصر على تأجيج «الربيع العربي» وتأجيج الشعوب على أنظمتها لإسقاطها لهدف بعيد المدى هو تقسيم المنطقة، ولفت إلى أنّ استخدام فروع التنظيم خطاب متناغم متناسق عبر ذرائع لإثارة ثورات وقلاقل. وقال إنّ الإخوان حاولوا استغلال تململ القبائل في الكويت لركوب موجة الغضب الشعبي وخلق ربيع عربي «لكن السلطة كانت حازمة» في التعامل مع هذا التحرّك. ورأى أنّ المقاطعة كانت وسيلة للي يد الحكومة ولكن لم يكن هناك «خط عودة» ورفعوا شعارات واهية غلافها الإصلاح وهي بعيدة عنه.. وكان التنسيق والدفع نحو صدام شعبي مع السلطة.
وقال إنّ الإخوان تحركوا في هذا السياق عبر أكثر من مجموعة وتصويرها غير مرتبطة ببعضها عبر تنسيق ممنهج وتدريب في أكاديمية التغيير التي يرأسها هشام مرسي زوج ابنة يوسف القرضاوي. وأشار إلى إقحام شؤون خاصة بالشأن السياسي مع اللعب بورقة الشارع «التي لا تمتلك غيرها» لخلق ربيع عربي في الكويت.
نشر الشائعات
وحذر النامي من أنه في حال تحول الكويت إلى إمارة دستورية، لأنّ ذلك، في نظره، سيأتي رئيس من «الإخوان» إلى سدة الحكومة، لأنهم الجماعة الأكثر تنظيماً على الأرض، ورأى أنّ الكويت ستتحوّل حينذاك إلى بيت تمويل كبير أو بيت زكاة، منوهاً إلى أنّ برامجهم تركّز على نشر الشائعات، وتناول الحاكم بالنقد المباشر، واستخدام لغة التشكيك والتخوين في مؤسسات الدولة الأمنية والدينية، مؤكداً أنهم لا يريدون تطبيق الشريعة، إنّما «الوصول إلى الحكم بشتى السبل»، موجهاً إلى أنهم يمارسون إرهاباً فكرياً منظماً لتحقيق أهدافهم تلك، وأجندتهم الخاصة، وبعد أن كانوا ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية أصبحوا الآن ينادون بالديمقراطية للوصول إلى كرسي الرئاسة.
تنظيم عالمي
وركّز الباحث الكويتي على أنّ الإخوان المسلمين ليسوا مكوناً محلياً، إنّما هم تنظيم عالمي مقره مصر، ويحركون أطرافاً كثيرة لهم في الكويت ودول الخليج. وتابع النامي القول إنّ أكاديمية التغيير عرّبت مناهج جين شارب، الذي أكّد أنّ بعض مفاهيمه وأفكاره تم تطبيقها في الكويت، تطبيقاً عملياً، وخاصة حرب اللاعنف التي تسقط الأنظمة، وطبقت في مصر ودول الربيع العربي. واستطرد القول إنّ تخطيطهم يقوم على فصل الراعي عن الرعية. وأردف النامي القول لـ «البيان» إنّ هذا التنظيم استخدم مواقع التواصل الاجتماعي لبث تسجيلات عن كيفية التعامل مع رجال الأمن، مؤكداً أنّ هناك كويتيين درسوا في «أكاديمية التغيير، ومؤتمر النهضة». وركّز على أنّ هناك الكثير من الدلائل التي تؤكد أنّ هناك اتفاقاً من كل «الإخوان» في جميع الدول العربية على «ساعة الصفر».
ازدواجية التعامل
وفي الشأن العربي لفت النامي إلى «إزدواجية» في التعامل مع الأحداث حيث استغلال حادثة مقتل خالد سعيد في مصر وانتحار محمد البوعزيزي في تونس.. بينما قمعت المظاهرات التي خرجت في مصر ضد العنف ضد المتظاهرين ومقتل نحو عشرة أمام قصر الرئاسة (الاتحادية) ومقتل آخرين في تونس.
وأضاف: «صارت البارات في مصر حلالاً» بينما يعتبرون وفي دول خليجية حرام، بحجة أنّ الإسلام دين التدرج. ولفت إلى قول زعيم الإخوان المسلمين في تونس راشد الغنوشي قبل نحو عام: «لن نغلق الخمارات ولن نمنع البكيني» وصفق له الجميع.
وأضاف: «في ثورة مصر تبرأ «الإخوان المسلمين» في البداية من الثورة، ونسبوها للشعب، وبعد ذلك تبين لهم انهم المحرك الرئيسي لها، وقطفوا ثمارها من خلال قفزهم على السلطة التشريعية، ثم الرئاسة، ثم تركيب وتنصيب القيادات المحلية في المحافظات والأقاليم، يليها رؤساء تحرير الصحف القومية.
مرسوم الضرورة
عن رأيه في مرسوم الضرورة في الكويت بتعديل آلية التصويت من أربعة أصوات للناخب إلى واحد، قال الباحث مشعل النامي: «هناك صلاحيات لكل شخص مفوض أنّ يمارس صلاحياته بحكم منصبه، و(الأمير صباح الأحمد الصباح) له الحق في أنّ يمارس صلاحياته. ولفت إلى أنّ «المعارضة ورموزها كانوا يطالبون بالصوت الواحد» وتساءل: «إذن لماذا كان أمس حلالاً واليوم حراماً؟!». واعتبر أن المعارضة في الكويت، وفي المقدمة الإخوان المسلمين، يمارسون «إرهاباً فكرياً» على من يقف ضد تحقيق أهدافهم وأجندتهم.
وأكّد أنّ إصدار مرسوم ضرورة بتقليص عدد الأصوات إلى صوت واحد من حق أمير البلاد، طبقاً للدستور ومن يعترض عنده المجلس، موضحاً أنّه مع تطبيق الشريعة، ولكن لا تأمر الشريعة بخروج المظاهرات وهؤلاء لم يطالبوا بتطبيق الشريعة. وشدد على أن هناك محاولة لهدم الدولة وتخوين أجهزتها الأمنية والقضائية.