في تطوّر جديد لسلسلة التسريبات عن تدخّلات إيرانية في الشأن الداخلي اليمني أماط حزب يمني معارض اللثام عن دور استخباراتي إيراني داعم لانفصال الجنوب والسيطرة على مضيق باب المندب، في الأثناء فشلت الحملة الأمنية لإنهاء مظاهر التسلّح ومصادرة الأسلحة والسيّارات غير القانونية في تحقيق أهدافها.
وكشف حزب معارض في اليمن عن نشاط مكثّف للمخابرات الإيرانية بالتعاون مع حزب الله اللبناني لاستقطاب أفراد وجماعات داخل اليمن، ودعم انفصال الجنوب أملاً في السيطرة على «باب المندب».


وأكّد الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي اليمني أحمد صالح الفقيه، أنّ إيران كانت تموّل الحزب بـ 20 ألف دولار شهرياً عبر الأمين العام للحزب سيف الوشلي الذي طلب اللجوء إلى ألمانيا، مضيفاً: «لقد ذهبت إلى بيروت للقائه قبل شهرين تقريباً».

رفض تعاون


ولفت الفقيه في تصريحات صحافية إلى زيارته بيروت ولقاءه قيادات من حزب الله وأحد عناصر الحرس الثوري الإيراني يدعى الحجي عبدالله ويدير الملف اليمني وينوبه شخص من حزب الله، مردفاً القول: «رفضت التعامل معهم وأبلغتهم أنّ الحزب ليبرالي يمني ولا يقبل التعامل مع أي أجهزة استخبارات». وأشار إلى أنّه ومن خلال الحزب استطاع الاقتراب أكثر من الحقيقة الإيرانية، التي وصفها بـ «الغبية» و«غير الصحيحة» لاعتمادها وأنّها كانت تعتمد على أناس فاشلين ومفلسين ثقافياً وليسوا سياسيين.

استراتيجية موقع


وشدّد الفقيه على أنّ أهمية اليمن بالنسبة لإيران تتمثّل في تشكيله منفذاً مهماً لهم من الحصار الذي يعانون، لاسيّما بعد فشل خياراتهم في سوريا، وأنّ بحر العرب قريب من هرمز بوابة الخليج، فضلاً عن وضع أعينهم على مضيق باب المندب وشواطئ تمتد على طول أكثر من 2000 كيلومتر.
 

دعم انفصال


وبشان دعم الانفصاليين الجنوبيين قال الفقيه إنّ اهتمام إيران بالجنوب يفوق اهتمامها بالشمال، باعتبار أنّ قيام دولة مستقلة في الجنوب سيوفّر مركزاً استراتيجياً مهماً ومباشراً من مضيق هرمز إلى بحر العرب، فيما تهتم بالشمال عبر ايجاد خلايا مرتبطة بأجهزة استخباراتهم فيه لاستغلالها ربما مستقبلاً في عمليات تخريبية ذات بعد إقليمي على حد تعبيره.

فشل


أمنياً، لم تؤت حملة وزارة الداخلية اليمنية لجمع الأسلحة والدراجات النارية والسيّارات التي لا تحمل لوحات ثمارها، إذ ظلّت مظاهر التسلّح بادية للعيان في شوارع صنعاء فيما لم تتمكّن القوات الأمنية الكبيرة المنتشرة عند مداخل ومخارج المدينة من تحقيق أهداف الحملة ومصادرة الأسلحة من المسلّحين.
وتبدّت مظاهر الفشل الحكومي في تطويق مظاهر التسلّح في الشارع من خلال مرور سيارات المسلّحين المرافقين المسلحين المرافقين لزعماء القبائل وكبار الشخصيات في الشوارع دون اعتراضها، فيما شوهدت العشرات من الدراجات النارية التي لا تحمل لوحات مرورية تمر في الشوارع، على الرغم من انتشار قوات الأمن المركزي وشرطة النجدة والأمن العام الكثيف في شوارع العاصمة وفي التقاطعات الرئيسية حيث أخضعت السيارات للتفتيش.


من جهته، أكّد مسؤول بقوات الأمن المركزي المشرفة على الحملة، أنّ «الخطوة تستهدف نزع السلاح في صنعاء وباقي المدن الكبيرة، اثر زيادة لافتة في استخدامه بين المدنيين مؤخراً وزيادة نسبة الجرائم التي تستخدم فيها الأسلحة الشخصية»، مشيراً إلى أنّ «قوات الأمن ستستمر في حملتها عدة أسابيع من أجل جعل صنعاء مدينة بلا سلاح بعد أن أصبح حمل السلاح من قبل المدنيين ظاهرة ملفتة».

نفي استقالة

نفى مصدر أمني يمني مسؤول أمس ما تردد من أنباء عن استقالة رئيس جهاز الأمن السياسي اليمني «المخابرات» اللواء غالب القمش من منصبه. ونقل موقع صحيفة «26 سبتمبر» الإلكتروني اليمين عن المصدر قوله، إنّ الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام مؤخراً والمتعلقة بتقديم رئيس جهاز الأمن السياسي استقالته من منصبه لا أساس لها من الصحة.
وأكد المصدر أن تلك الأنباء تهدف إلى الإثارة الإعلامية والترويج لشائعات كاذبة ومغرضة، داعياً وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والأمانة في النشر الصحافي وعدم التسرع في نشر أخبار مفبركة ومغلوطة.