بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بناء متحف يهودي ومقهى في مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس.. فيما دمّر الجيش الإسرائيلي قرية باب الكرامة، التي أقامها ناشطون فلسطينيون على أراض مهددة بالمصادرة قرب قرية بيت إكسا شمال غربي القدس، وشنّ حملة مداهمات واعتقالات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
وأعلنت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، أمس، أن جرافات الاحتلال تجري أعمال حفر وتجريف مساحات واسعة من أرض مقبرة «مأمن الله» الإسلامية، بعمق نحو 15 متراً، لبناء متحف يهودي ومقهى ومخزن، على مساحة 25 دونما من أراض المقبرة.
وأوضحت المؤسسة، في بيان صحافي، أن جرافات الاحتلال تعمل على تجريف تلك المساحات، تمهيداً لبناء ما يسمى بـ«متحف التسامح»، بمبادرة من المؤسسة الإسرائيلية بالتعاون مع منظمة «سيمون فيزنطال»، ومقرها الولايات المتحدة.
وأضافت أن شركة إسرائيلية أخرى تقوم في الوقت ذاته ببناء مقهى على قطعة أخرى من المقبرة، كما قامت الشركة بتحويل جزء آخر من المقبرة إلى مخزن للمعدات والمواد الإنشائية، يصاحبها أعمال عبث في مدافن جماعية موجودة في أرض المقبرة، تزامناً مع تدمير عدد من شواهد القبور في الأجزاء المتبقية من المقبرة.
تحرك عاجل
ودعا رئيس مؤسسة الأقصى زكي إغبارية، إلى «التحرك العاجل لإنقاذ المقبرة، والوقوف ضد انتهاك حرمة المقبرة، التي دفن فيها عدد من صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعدد كبير من العلماء والفقهاء والمجاهدين والسكان على مدار نحو 1400 عام».
يذكر أن الاحتلال قام بتدمير أغلب القبور في المقبرة، والتي كانت تبلغ مساحتها 200 دونما، وحوّلها إلى حديقة يهودية عامة.
تدمير «باب الكرامة»
في موازاة ذلك، دمرت قوات الجيش الإسرائيلي قرية باب الكرامة، التي أقامها ناشطون فلسطينيون على أراض قرب قرية بيت إكسا شمال غربي القدس.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن قوة إسرائيلية اقتحمت القرية، أمس، بجرافة وشاحنة و23 دورية عسكرية، بالإضافة إلى حافلتين لنقل الجنود، بعد فرض حظر التجوال على القرية المجاورة.
وأضافت أن الجنود احتجزوا النشطاء قرب الخيام لمدة ساعتين، وقاموا بتدميرها ومصادرتها، كما قامت الجرافة بهدم المسجد الذي جرى تشييده في القرية.
وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار نبيل حبابة: إن «هدم باب الكرامة لا يعني نهاية المطاف، بل إن النشطاء سيواصلون الحضور في الموقع الذي بنيت عليه القرية، وسيعيدون تشييد الخيام من جديد لدى توافر الفرصة لذلك».
مداهمات واعتقالات
في الأثناء، واصل الاحتلال شن حملات المداهمات والاعتقالات التي ينفذها بشكل يومي في مدن وقرى الضفة، واعتقل فجر أمس 12 فلسطينياً.
وقال مصدر أمني فلسطيني: إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 7 فلسطينيين بمخيم العروب في الخليل، وثامناً في قرية الكومي بالمدينة.
وأضاف: إن قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت 4 فلسطينيين آخرين خلال عمليات دهم في خلال حملة دهم واسعة للمنازل في بلدات رمانة وقباطية والعرقة بجنين وعقابا.
باراك يغيّر مسار جدار الفصل لتوسيع الاستيطان
قرر وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك تغيير مسار جدار الفصل الذي يمر في القدس بهدف عزل الفلسطينيين عن المنطقة المسماة «إي1»، الواقعة بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم، وقطع التواصل الجغرافي بين هذه المنطقة والضفة الغربية.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن باراك قرر إغلاق الطريق الوحيدة المؤدية إلى «إي1»، عبر قرية الزعيم الفلسطينية، وبناء مقطع من الجدار الفاصل يعزل هذه القرية عن تلك المنطقة.
وأضافت إن هذا المخطط يعني إبقاء مستوطنة معاليه أدوميم خارج الجدار الفاصل الذي يبعد الفلسطينيين عن المنطقة «إي1»، وسيتم تقديم هذا المخطط إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأسبوع المقبل لكي يصادق عليه.
وأفادت هآرتس بأن باراك بحث مؤخرا في بدائل تتعلق بالمنطقة «إي1»، وقرر رفض ضم مستوطنة معاليه أدوميم داخل الجدار الفاصل بسبب التكاليف الكبيرة لمشروع كهذا، وقرر ضم قرية الزعيم الى داخل الجدار.
وأضافت إنه في حال ضم قرية الزعيم داخل الجدار، فإن هذه الخطوة ستعزل المنطقة «إي1» عن التواصل الجغرافي الفلسطيني بشكل نهائي.
وتابعت إن هذا المخطط يواجه عدة إشكاليات قانونية، من بينها تحويل الجدار إلى جدار سياسي وليس أمنيا، كما أن المخطط سيحاصر قرية الزعيم من الجهتين الغربية والشرقية، الأمر الذي سيدفع سكان القرية الفلسطينيين إلى الالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد المخطط الجديد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الحرب الإسرائيلية قولهم إن الاعتبارات الأمنية لهذا المخطط «ليست صلبة».
وقالت إن وزارة الحرب قررت دفع إجراءات لفتح شارع يوصل بين قريتي حزمة وعناتا شمال القدس، ويمر بالقرب من قرية الزعيم، ومن شأنه أن يمكن الفلسطينيين من الوصول من شمال الضفة، أي من مناطق جنين ونابلس ورام الله، إلى جنوب الضفة، وبينها مدينتا بيت لحم والخليل.