إسرائيل تنشر نظاماً دفاعياً صاروخياً ونتانياهو يطالب روسيا بمنع تسرب أسلحة كيميائية

أوباما يقيّم جدوى التدخل العسكري في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يعمل جاهداً على تقييم مسألة ما اذا كان تدخل الولايات المتحدة عسكرياً في الحرب الأهلية الدائرة منذ 22 شهراً في سوريا سيساعد في حل هذا الصراع الدامي أم انه سيؤدي إلى تفاقم الأمور.

فيما تقوم اسرائيل، بحراك حثيث ضد ما تصفه بتسرب أسلحة كيميائية من سوريا إلى منظمات الجهاد العالمي وحزب الله، وأوفدت مسؤولًا كبيراً إلى العاصمة الروسية موسكو لهذه الغاية، ونصبت بطاريتي قبة حديدية متطوّرتين في منطقتي خليج حيفا وشمال إسرائيل اثر أنباء عن معارك قاسية تدور بين الجيشين النظامي والحر، على مقربة من مستودعات الأسلحة الكيميائية، في وقت شددت موسكو انها لم تكن معجبة يوماً بنظام الرئيس بشار الأسد ولكنها ترفض الدعوات لإسقاطه.

ورد اوباما في مقابلتين صحافيّتيْن على منتقدين يقولون إن الولايات المتحدة لم تتدخل بما يكفي في سوريا بقوله انه يعمل جاهدا على تقييم مسألة ما اذا كان تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الحرب الأهلية هناك.

وقال في مقابلة مع مجلة «نيو ريببليك» نشرت على موقع المجلة على الانترنت «في وضع كسوريا علي ان أسأل: هل يمكن ان نحدث اختلافاً في هذا الوضع؟». وأوضح ان عليه ان يوازن بين فائدة التدخل العسكري وقدرة وزارة الدفاع على دعم القوات التي مازالت موجودة في افغانستان.

واضاف متسائلاً: «هل يمكن ان يثير التدخل اعمال عنف اسوأ او استخدام اسلحة كيميائية؟ ما هو الذي يوفر افضل احتمال لنظام مستقر بعد الأسد؟. وكيف اقيم عشرات الآلاف الذين قتلوا في سوريا مقابل عشرات الآلاف الذين يقتلون حالياً في الكونجو».

وفي مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» في شبكة تلفزيون «سي.بي.اس» رد اوباما بغضب عندما طلب منه التعليق على انتقاد بأن الولايات المتحدة أحجمت عن المشاركة في قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية مثل الأزمة السورية.

وقال ان ادارته شاركت بطائرات حربية في الجهود الدولية لإسقاط معمر القذافي في ليبيا وقادت حملة لحمل الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي. ولكنه اكد انه بالنسبة لسوريا فإن ادارته تريد التأكد من ان العمل الأميركي هناك لن يأتي بنتائج عكسية. وقال في هذا الصدد: «لن يستفيد أحد عندما نتعجل خطواتنا وعندما.. نقدم على شيء دون ان ندرس بشكل كامل كل عواقبه».

تخوف اسرائيلي

من جهة اخرى، أفادت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية بأن «تخوفاً غير مسبوق» يسود في إسرائيل من تسرب أسلحة كيميائية وأسلحة استراتيجية أخرى من سوريا إلى منظمات الجهاد العالمي النشطة في سوريا ما دفع بها إلى نشر القبة الحديدية قرب الحدود مع سوريا.

وأوضحت ان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو أوفد مستشاره لشؤون الأمن القومي يعقوب عميدرور في زيارة عاجلة إلى موسكو، حيث يلتقي نظيره الروسي نيكولاي بتروشف ووزير الخارجية سيرغي لافروف لمطالبة روسيا العمل على منع تسرب هذه الأسلحة من سوريا.

أكدت «معاريف» أن القلق الإسرائيلي لا يتعلق بالأسلحة الكيميائية فقط، وإنما أيضاً باحتمال تسرب صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ أرض ــ بحر متطورة، حصلت عليها سوريا من روسيا، إلى تنظيمات الجهاد العالمي وليس إلى حزب الله اللبناني فقط.

ونصب الجيش الإسرائيلي أمس بطاريتين متطورتين من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ القصيرة المدى في منطقة الكريوت في خليج حيفا ومنطقة الجليل الغربي. لكن الجيش الإسرائيلي أعلن أن نشر البطاريتين لا علاقة له بالأحداث في سوريا وإنما يأتي في سياق التدريبات على هذه المنظومة.

ويزداد مستوى التأهب في اسرائيل في أعقاب أنباء عن معارك قاسية تدور بين الجيش السوري النظامي، والجيش السوري الحر، على مقربة من مستودعات الأسلحة الكيميائية في جوار مدينتي: حلب ودمشق.

روسيا لم تؤيد الأسد

في الأثناء، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الأجنبية الى تأويل الموقف الروسي حول سوريا بصورة صحيحة.

واضاف لافروف، في تصريحات صحافية ادلى بها في ختام مباحثات اجراها مع نظيره البلجيكي ديديه ريندرس، أن موسكو «لم تكن معجبة في يوم من الايام بنظام الأسد ولم تؤيده او تدعمه لكنها ترفض في الوقت نفسه الدعوات للإطاحة به»، موضحاً ان روسيا حريصة على تنفيذ اتفاقية جنيف بشقها الداعي الى تشكيل هيئة انتقالية بهدف تعزيز الاستقرار في سوريا.

وحض لافروف اللاعبين الأساسيين في الموضوع السوري على عدم التحريض على الحرب حتى النهاية والعمل بدلًا من ذلك على تنفيذ اتفاقية جنيف التي تم توقيعها في 30 يونيو الماضي.

Email