إسرائيل تستعد لاحتمال الحرب واتهام نتانياهو بتصعيد التخوفات

واشنطن: الأسد طاغية يداه ملطختان بالدماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

جدد البيت الأبيض تأكيده على موقفه الداعي لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم، مؤكداً أن أيامه معدودة فيما سيسجل في التاريخ كطاغية يداه ملطختان بالكثير من الدماء السورية، فيما ذكرت تقارير بريطانية أن لندن تسعى إلى قرار أوروبي بتخفيف مستوى حظر التوريد العسكري إلى سوريا، بهدف دعم المعارضة بالمعدات العسكرية بشرط الحفاظ على حظر توريد السلاح، بينما تستعد إسرائيل لاحتمال وقوع مواجهات عسكرية كبيرة مع حزب الله أو سوريا، في حال امتلك الثوار السوريون أو حزب الله للأسلحة الكيماوية، تزامناً مع اتهامات إسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بتصعيد التخوفات لخدمة مصالحه السياسية الشخصية.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني خلال مؤتمر صحافي عقده «لا شك في اننا كنا واضحين جداً في ما يتعلق بالعنف في سوريا وفي موقفنا القوي بأن على الأسد أن يرحل، فأيامه معدودة وسيسجله التاريخ على انه طاغية تلطخت يداه بالكثير من الدماء السورية». وأضاف «أعتقد اننا رأينا المعارضة في سوريا تستمر في تحقيق التقدم، وأظن ان قبضة الأسد على الحكم تستمر في التضاؤل». وتابع ان بلاده ستواصل اتخاذ خطوات مع شركائها لتوفير المساعدات الإنسانية والمساعدات غير القاتلة للمعارضة، والمساعدة في بناء سوريا ما بعد الأسد تعكس إرادة الشعب السوري «لأن الحصيلة الأفضل هي بأن يتمكن السوريون من تحديد مستقبلهم بأنفسهم».

دعم بالمعدات

في الأثناء ذكرت صحيفة «تايمز» في عددها الصادر امس ان بريطانيا ستعرض على دول الاتحاد الأوروبي تخفيف مستوى حظر التوريد العسكري الى سوريا، بهدف دعم المعارضة بالمعدات العسكرية بشرط الحفاظ على حظر توريد السلاح.

وبحسب الصحيفة فإن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ يمكن ان يعرض اقتراح تخفيف الحظر غداً الخميس خلال لقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل. واوضحت ان هيغ يأمل في ان تؤيد كل من ألمانيا وفرنسا اقتراحه لتتمكن هذه الدول من اقناع غيرها من اعضاء الأوروبي. واشارت الصحيفة الى ان وزير الخارجية البريطانية سيثبت لنظرائه الأوروبيين خلال اللقاء المرتقب ان المعدات لن يتم توريدها للمقاتلين الاسلاميين كعناصر «جبهة النصرة»، التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة ارهابية. وتقوم بريطانيا وعدد من دول الاتحاد الأوروبي بمد المعارضة السورية بأجهزة اتصالات ومعدات لتنقية المياه ومحولات كهربائية.

استعداد للحرب

من جهة اخرى ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، امس ان الجيش الإسرائيلي نشر منظومتين من القبة الحديدية في حيفا والجليل الأعلى، خشية وقوع مواجهات عسكرية كبيرة مع حزب الله أو سوريا، في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم مسلح على سوريا في حال امتلك الثوار السوريون أو حزب الله للأسلحة الكيماوية. ونقلت الصحيفة عن رئيس بلدية «كريات شمونه» قوله «إنني أتابع الأخبار لحظة بلحظة وإننا نستعد لما هو قادم»، مشيراً إلى أنه أرسل في الآونة الأخيرة دعوات إرشاد لرؤساء السلطات المحلية يدعوهم فيها للاستعداد الجيد من أجل النزول إلى الملاجئ وقت الطوارئ. وقال ان بلديته قامت بفحص كافة الملاجئ الموجودة في المناطق الشمالية، فيما تعمل البلدية على تأهيل عدد من الملاجئ التي ما زالت بحاجة إلى أن تكون جاهزة وقت الطوارئ، ويضيف «في المقابل سنعمل على فحص الملاجئ الخاصة بالمباني المشتركة». من جهة اخرى اتهم مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه قام بحراك حثيث في الفترة الأخيرة صعّد من خلاله التخوفات من تسرب أسلحة كيميائية من سوريا إلى تنظيمات الجهاد العالمي وحزب الله وذلك لخدمة مصالحه السياسية الشخصية المتعلقة بتشكيل حكومته الجديدة. ونقلت صحيفة «معاريف» امس عن مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية قوله إن «صورة الوضع في سوريا، وخاصة في ما يتعلق بمخزون الأسلحة الكيميائية، لم تتغير خلال الأسبوعين الأخيرين، وعملياً يسود نوع من الجمود في الصراع بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة. وقال مسؤول آخر في الوزارة إن «إسرائيل تراقب عن كثب ما يحدث في سوريا، ووفقاً للمعلومات التي بحوزتنا فإنه لم يطرأ أي تدهور في ما يتعلق بحراسة السلاح الكيميائي ولم يتم تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل في هذا السياق». وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت اول من أمس عن أنه في سياق التخوفات من الوضع في سوريا نشر الجيش الإسرائيلي بطاريتي «القبة الحديدية» في شمال إسرائيل وأن نتانياهو التقى السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو ونسق معه إيفاد رئيس مجلس الأمن القومي يعقوب عميدرور إلى موسكو لمطالبة روسيا بمنع تسرب أسلحة سورية إلى تنظيمات مسلحة.

Email