استبعدت وزارة الموارد المائية في العراق، غرق أجزاء من محافظة بغداد بالمياه بسبب غلق سدة الفلوجة، ولفتت إلى أنها ستوجه المياه التي غمرت قضاء منطقة أبو غريب غربي العاصمة إلى المصب العام، فيما دعت الحكومة إلى إعادة السيطرة على سدة الفلوجة.

وقال مستشار وزارة الموارد المائية عون عبد ذياب في تصريح صحافي، إن «وصول المياه التي غمرت مساحات واسعة من قضاء أبو غريب إلى بغداد أمر مستبعد»، مبيناً أن «المياه سيتم توجيهها إلى المصب العام الذي يقع شمال أبو غريب والذي يصل إلى مدينة الناصرية ويمنع وصول المياه إلى العاصمة».

وكان المصب العام يحمل اسم «نهر صدام»، و«النهر الثالث»، كونه يقع بين نهري دجلة والفرات، وكون الرئيس الراحل صدام حسين شرع بإعادة تنفيذه في تسعينات القرن الماضي وسمي باسمه.

وينبع هذا النهر الذي يبلغ طوله أكثر من 565 كيلومتراً من شمال بغداد، ليصب في شط العرب بالبصرة، وهو مشروع قديم جديد، بدأ العمل في تنفيذه خلال خمسينات القرن الماضي من خلال شركات أجنبية، بينها شركات أميركية، لكن الأعمال توقفت في ثمانينات القرن العشرين.

وشرع صدام حسين في تسعينات القرن الماضي بإعادة تنفيذ هذا المشروع بالاستعانة بقدرات الشركات الحكومية والقطاع الخاص، وأطلق عليه فيما بعد اسم «نهر صدام».

وتشير تقارير وزارة الموارد المائية العراقية إلى أن هذا المشروع يقوم بنقل مياه صرف الأراضي الزراعية بمساحة تصل إلى ستة ملايين دونم بين نهري دجلة والفرات، ويعمل على تحسين نوعية الأراضي الزراعية، فيما تعمل محطة الناصرية التابعة له بطاقة تصريف تصل إلى 220 متراً مكعباً في الثانية، وهي حلقة مركزية لتشغيل المصب العام.

توجيه المياه

وأوضح مستشار وزارة الموارد المائية، أن «الوزارة تعمل حالياً على توجيه مياه سدة الفلوجة إلى المصب» ، داعياً «الحكومة إلى معالجة هذا الأمر من خلال إعادة السيطرة على سدة الفلوجة لحل المشكلة».

وكان محافظ بغداد، أعلن عن «فتح العقدة الواقعة قرب جسر الزيدان» في قضاء أبو غريب، وبين أن فتحها سيسهم «بتسهيل تصريف المياه للمصب العام ويحد من مخاطر غرق مناطق أخرى»، وفيما أشار إلى أن طول العقدة يبلغ 50 متراً وارتفاعها متر واحد، أكد أن الأمانة ستقوم بإيصال الماء إلى مناطق العاصمة التي تعاني من انقطاع ماء الإسالة.

تدخل فوري

وكان مجلس محافظة بغداد طالب الحكومة العراقية «بالتدخل الفوري لمنع وصول الفيضانات» إلى بقية مناطق قضاء أبو غريب ومنطقة الشعلة، وفيما بين أنه «شكل لجاناً وغرفة عمليات لمتابعة الأحداث بدقة»، أكد أن خطر الفيضانات يتزايد رغم جهود الأجهزة البلدية والأمنية.

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، الشهر الماضي أن عدد العوائل النازحة من قضاء أبو غريب غرب العاصمة بغداد جراء الفيضانات بلغ 715 عائلة مسجلة، فيما أعلنت وزارة الهجرة أن أكثر من 22 ألف أسرة نزحت من محافظة الأنبار وقضاء أبو غريب منذ نهاية العام 2013، مؤكدة أن أسر أبو غريب نزحت بسبب الفيضانات التي غمرت القضاء بعد إغلاق سدة الفلوجة.

 

تحذير

حذر مجلس محافظة بغداد، أمس، من وصول مياه الفيضانات إلى منطقتي الشعلة والكاظمية شمالي العاصمة، وفيما دعا أمانة بغداد إلى تحويل القناة الموجودة في الشعلة من قناة صرف صحي إلى تصريف مياه، كشف عن أن الفيضانات غمرت حتى الآن 60 ألف دونم من الأراضي الزراعية، وأغرقت 60 مدرسة في قضاء أبو غريب.