قتل 999 عنصراً من قوات البيشمركة الكردية العراقية خلال المواجهات ضد تنظيم داعش، منذ أن شن التنظيم هجومه الواسع في التاسع من يونيو الماضي، في وقتٍ أفيد بأن المتطرفين أعدموا 50 أسيراً في سوريا خلال 2014.
وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان العراق جبار ياور خلال مؤتمر صحافي حول المواجهات بين البيشمركة وتنظيم داعش: «استشهد 999 من قوات البيشمركة منذ العاشر من يونيو العام الماضي لغاية الثالث من فبراير الجاري». كما أصيب 4568 من عناصر البيشمركة بجروح مختلفة وفقد ثلاثون آخرون خلال الفترة ذاتها.
وأشار إلى أن «اصابات الجرحى مختلفة بينها خفيفة وأخرى بليغة وتجري معالجتهم حالياً في مستشفيات الاقليم وتم إرسال بعض منهم إلى الخارج». وحول استعداد الاقليم للتفاوض مع «داعش» للافراج عن المفقودين، قال ياور ان «عناصر داعش لا يلتزمون بمبادئ حقوق الانسان ولهذا نحن نعدهم مفقودين ونتحرى عن مصيرهم».
وتصدت قوات البيشمركة الكردية للتنظيم في مواجهات شملت مناطق واسعة في شمالي العراق بعد انسحاب مفاجئ للقوات العراقية، وهي تلعب دوراً أساسياً في الهجوم المضاد على التنظيم.
50 أسيراً
وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن التنظيم قتل 50 أسيراً في سوريا هذا العام اتهمهم بـ«إهانة الذات الالهية أو التجسس أو بأنهم من مقاتلي الأعداء». وأضاف المرصد أن الجماعة المتشددة «قتلت معظمهم بقطع الرقاب أو بإطلاق النار».
وقتلت الجماعات المتطرفة الأخرى في سوريا أسرى أيضاً. وأوضح المرصد أن جبهة النصرة «قتلت ستة أشخاص بينما قتلت جماعات مسلحة معارضة أخرى أو جماعات موالية للحكومة نحو 20 شخصاً. وأربعة من هؤلاء القتلى نساء».
غارات التحالف
وبالتوازي، أفادت قوة المهام المشتركة بأن الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها نفذت 11 ضربة جوية استهدفت التنظيم قرب مدينة عين العرب السورية وست ضربات في العراق.
وأوضحت قوة المهام المشتركة في بيان أن الضربات التي وقعت قرب عين العرب أصابت عشر وحدات تكتيكية تابعة للدولة الإسلامية ودمرت ثلاثة مواقع إطلاق وموقعاً قتالياً. وفي العراق، أصيبت وحدات تكتيكية ومنشأة لتصنيع العبوات الناسفة ونقاط تفتيش قرب مدن بيجي وتلعفر والأسد وراوة والحويجة والموصل.
منشأة المثنى
ميدانياً، أكّدت وزارة الدفاع العراقية تمكّن قيادة عمليات سامراء، بتشكيلاتها من الجيش والشرطة الاتحادية، وبإشراف مباشر من قائد القوات البرية، من تطهير منشأة المثنى التي كانت تختص بصناعة الأسلحة الكيماوية وكذلك منطقة ناظم التقسيم، والجسر الياباني في شمالي سامراء. وأشار البيان إلى قتل أعداد كبيرة من إرهابيي تنظيم داعش وتدمير أسلحة ومعدات مختلفة.
40
أفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين العراقية أمس، بأن تنظيم داعش خطف نحو 40 مدنياً وسط قضاء الشرقاط شمالي تكريت بتهمة الترويج للتطوع في صفوف الحشد الشعبي، مبيناً أن من بين المختطفين أقرباء عدد من المسؤولين الحكوميين. وقال المصدر إن «عناصر من تنظيم داعش اختطفوا نحو 40 مدنياً من أهالي الشرقاط»..
مبيناً أن «عناصر التنظيم اتهموا المختطفين بالترويج للتطوع في صفوف الحشد الشعبي واقتادوهم إلى جهة مجهولة». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «من بين المختطفين أقرباء عدد من المسؤولين الحكوميين الذي يمثلون محافظة صلاح الدين في الحكومة الاتحادية».
تقهقر الإرهابيين يكشف فظائعهم في العراق
جماجم يغطيها التراب، وعظام اختلطت بملابس خشنة متناثرة داخل حفرة في قضاء سنجار، شمال العراق، هي كل ما تبقى من 25 ايزيدياً قتلهم تنظيم داعش. وعثرت قوات البيشمركة الاثنين الماضي على مقبرة جماعية في منطقة سنوني تحوي رفات 25 شخصاً بينهم نساء وأطفال من الطائفية الايزيدية. وخضعت سنوني لسيطرة المتطرفين منذ مطلع أغسطس حتى نهاية ديسمبر الماضي.
وما زالت آثار الدم تلطخ أحد جوانب الخندق الذي انتشرت حوله أغلفة الرصاص التي تروي مأساة مقتل هؤلاء الضحايا وإلقائهم في هذا المكان وترك الجثث في العراء.
كما عثر مؤخراً على مقبرة أخرى في منطقة حردان، الواقعة في سنجار، وأخرى ثالثة وسط القضاء الذي ما يزال قسم منه تحت سيطرة المتطرفين.
وقال مسؤول إعلام وزارة شؤون الشهداء في إقليم كردستان فؤاد عثمان: «قمنا بجمع عظام ضحايا مقبرة سنوني ونقلها إلى الطب العدلي لإجراء فحص الحمض النووي».
وأشار إلى «العثور على جثتين متحللتين بشكل كبير تم نقلهما كذلك لإجراء الفحص في الطب العدلي، لصعوبة التعرف إليهما». وتبدو المقبرة في سنوني، للوهلة الأولى، كأنها مكان للقمامة، لكن عند الاقتراب تبدو عظام متناثرة داخل الحفرة. وبدت بعض الجماجم مكسورة فيما لا زالت أخرى سليمة، واختلطت عظام واضلع مع ملابس وأحذية الضحايا.
وما يزال أهالي عدد كبير من المخطوفين غير متأكدين من كونهم على قيد الحياة أو مقتلهم. وهناك الكثير من العراقيين ممن تستمر معاناتهم لعدم معرفة مصير مفقودين من ذويهم. ومن بين هؤلاء علي بازو، أحد الايزيديين الذي يعيش الآن في مخيم للنازحين في دهوك شمال العراق، حيث وصل للبحث في هذه المقبرة عن والده الذي اختطف على يد المتطرفين في أغسطس العام الماضي.
وطالب بازو بالاستعانة بخبراء لفحص الرفات في المكان للتعرف إلى والده ليتمكن من إقامة مراسم دفنه ونقله إلى مثواه الأخير.