بعد معارك عنيفة نجحت المقاومة الشعبية في عدن بالسيطرة على منطقة دار سعد، التي استهدفتها مليشيات بقذائف الدبابات، ما أدى إلى سقوط عدد من المنازل على ساكنيها، وسقوط قتلى وجرحى، وسط قلق أممي من التصعيد الحوثي ضد المدنيين، كما سيطرت المقاومة على موقع استراتيجي في مدينة تعز، في حين أقال الرئيس عبد ربه منصور هادي مسؤولين أمنيين بارزين، بتهمة التقصير.

وتصدت المقاومة الجنوبية أمس لمحاولة تقدم الحوثيين في دار سعد. وقال مصدر «إن أفراد المقاومة تصدوا للقوات الحوثية وقتلوا عدداً منهم». وأكد أن المقاومة تسيطر بشكل كامل على دار سعد، وذلك بعد أن قالت مصادر إن قوات موالية للحوثيين قصفت مساكن أهلية بدار سعد أمس، وإن القصف دمر ثلاثة مساكن بشارع الصفاء خلف المحكمة. وأفاد مسعفون أن المنازل سقطت فوق رؤوس ساكنيها، وأنهم يواجهون صعوبة في إخراج الضحايا.

وكان المتمردون الحوثيون قتلوا عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال في قصف لقارب يقل فارين من القتال الدائر في عدن.

جرائم حرب

في السياق، قال الناطق الرسمي للمقاومة الجنوبية عبد العزيز الشيخ إن ميليشيا الحوثيين وقوات صالح ترتكب وتمارس جرائم حرب ضد المدنيين، مستدلاً بذلك بما قامت به ميليشيا الانقلاب من استهداف للنازحين في ساحل رامبو بعدن من جرائم ضد الإنسانية.

وأكد الشيخ أن استهداف الميليشيات وقوات صالح للمدنيين والنازحين في عرض البحر بقذائف الهاون تعد جرائم حرب ضد المدنيين، داعياً المنظمات الحقوقية إلى تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية حيال تلك الممارسات والانتهاكات الإجرامية، التي تدينها كل المواثيق والمعاهدات الدولية.

وطالب المجتمع الدولي وقوات التحالف العربي والمنظمات الدولية والرأي العالمي الحر إلى التدخل العاجل والسريع لحماية المدنيين من مجازر القتل اليومي على أيدي ميليشيا القتل والإجرام.

قلق أممي

كما أعرب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان دير كلاو عن القلق البالغ إزاء التقارير الواردة من عدن مؤخراً، التي تفيد بمقتل وإصابة عشرات الأشخاص، كثير منهم مدنيون.

وقال دير كلاو «إن التقارير تفيد باستهداف المدنيين أثناء محاولتهم الفرار إلى مناطق أكثر أمناً وأنهم محاصرون في عدن من دون توفر المياه والغذاء والرعاية الصحية، منذ أسابيع». وأضاف أن سكان عدن عانوا الكثير بسبب الصراع خلال الأسابيع الستة الأخيرة، مشدداً على أهمية السماح لهم بالانتقال إلى أماكن أكثر أمناً، مؤكداً ضرورة توقف العنف ضد المدنيين وعمال الإغاثة والهجمات ضد المستشفيات والبنية التحتية.

ونوه بأنه منذ تصاعد الصراع في اليمن قبل ستة أسابيع قتل أكثر من 1400 شخص، وأصيب نحو ستة آلاف.

تقدم للمعارضة

ويأتي هذا التصعيد في عدن امتداداً للتصعيد في محافظات مختلفة تقاتل في الجماعة الحوثية اليمنيين، كما هو حاصل في تعز والضالع وأبين، وأسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين، وجرح العشرات وتضرر المنازل والمنشآت العامة.

وسيطرت قوات من اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، على موقع استراتيجي في مدينة تعز، وذلك بعد مواجهات مع ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح.

وقالت مصادر عسكرية إن المقاومة الشعبية أحكمت سيطرتها على موقع العروس العسكري في جبل صبر، إثر معارك أسفرت عن مقتل خمسة متمردين وأسر آخرين، إضافة إلى اثنين من اللجان.

وقتل أكثر من 40 شخصاً في اشتباكات شهدتها مدن أخرى بجنوب اليمن بين المسلحين الحوثيين وحلفائهم من جهة، والقوات الموالية لهادي من جهة أخرى.

في الأثناء، شهدت الضواحي القريبة من عاصمة محافظة شبوة عتق معارك عنيفة خاضتها المقاومة الجنوبية ضد تجمعات لميلشيات الحوثي المتمردة والقوات الموالية لها التابعة للمخلوع صالح. وأفادت مصادر بأن المقاومة الجنوبية سيطرت على نقطة الجلفوز، بعد شن عدد من الهجمات النوعية عليها باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف الهاون.

هادي يقيل

وفي هذه الأجواء، أقال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، قادة أمنيين، بسبب إخلالهم بأداء واجبهم الأمني والوطني.

وشمل قرار هادي قائد القوات الخاصة في تعز العميد حمود حسان الحارثي، ومدير عام شرطة إب العميد محمد عبد الجليل الشامي، والعميد عادل حميد عنتر، المسؤول الأمني في المدينة ذاتها. وأضافت مصادر أن هادي أحال المسؤولين الثلاثة إلى القضاء العسكري للمحاكمة.

10

قال سكان محليون إن طيران التحالف شن نحو 10 غارات جوية على مواقع تسيطر عليها جماعة الحوثيين. وأشارت إلى أن الغارات استهدفت مواقع للدفاع الجوي والطيران الحربي، ومطار الحديدة، وكتيبة اللواء 65 دفاع جوي، والمطار المدني.

عسيري: التدخل البري وارد لوقف الجرائم

حذر الناطق باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد ركن أحمد عسيري، الميليشيات الحوثية بأن «عاصفة الحزم» قد تُعاود إذا استمروا في استهداف المدنيين والحدود السعودية، ولم يستبعد التدخل البري لوقف جرائم الميليشيات في عدن، في حين سقطت قذائف جديدة على منطقة نجران دون اي خسائر، تزامناً مع اجراء مروحية عسكرية سعودية هبوطا اضطراريا بالقرب من الحدود اليمنية.

وأعلن عسيري، بحسب ما نقل موقع «العربية نت»، أن القوات المسلحة السعودية دمرت مصادر النيران التي استهدفت مدينة نجران. واتهم الميليشيات الحوثية باستهداف نجران لإيذاء المواطنين السعوديين ولإجهاض العمل الإنساني الذي تقوم به الحكومة اليمنية وقوات التحالف لرفع المعاناة عن اليمنيين.

كما حذر الميليشيات الحوثية بأن العمليات العسكرية لعملية «عاصفة الحزم» قد تُعاود إذا استمروا في استهداف المدنيين والحدود السعودية، ولم يستبعد التدخل البري لوقف جرائم الميليشيات في عدن، وقال إن كل الخيارات مطروحة.

قذائف جديدة

في الأثناء، أفاد التلفزيون السعودي أن قذائف جديدة سقطت امس على نجران. وذكر ان القذائف التي أطلقت من الجانب اليمني للحدود سقطت على مناطق «غير مأهولة» ولم تسفر عن أضرار بالأرواح أو عن أضرار مادية. وأكدت مصادر أمنية، سقوط أربع قذائف.

هبوط اضطراري

من جهة أخرى قال مسؤول سعودي رسمي طلب عدم الكشف عن اسمه إن مروحية عسكرية سعودية من طراز «أباتشي» هبطت هبوطا اضطراريا في منطقة نجران بالقرب من الحدود اليمنية وان الطيارين لم يصابا بأذى إلا إن هناك بعض الأضرار.

إلى ذلك، أكد الناطق الرسمي للمديرية العامة لحرس الحدود السعودي اللواء محمد الغامدي أنه لا وجود لأي عنصر من ميليشيات الحوثي داخل أراضي المملكة، مشيراً إلى أنه لم يتم رصد أي محاولات تسلل من قبلهم.