أعلنت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، أن مكتبها بصدد التحقيق في جرائم ارتكبت في ليبيا على يد جماعات تنظيم داعش في ليبيا، فيما تقرر استضافة القاهرة للملتقى الثاني للقبائل الليبية يوم 25 مايو الجاري لبحث سبل حل الأزمة، بينما قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح قويدر إن الشعب يعترف بشرعية البرلمان، وهو «ما يحتم علينا احترام إرادته»، مشدداً على أن المجلس سيواصل مهامه بصفة عادية إلى حين تسلم برلمان جديد زمام الأمور.

وأضافت بنسودا في كلمة لها أمام مجلس الأمن الدولي أن مكتبها يدرس بقوة التحقيق في قضايا جديدة، لكن هذه الجهود أعيقت بشكل كبير بسبب انعدام الأمن في ليبيا ونقص التمويل.

جرائم

وأوضحت أن مكتبها يدرس تمديد اختصاص المحكمة الجنائية الدولية ليشمل الجرائم المزعومة التي ترتكبها جماعات تابعة لتنظيم الدولة ضد مدنيين ومنشآت مدنية. وكان مجلس الأمن الدولي قد طلب من المحكمة عام 2011 التحقيق في الجرائم التي ارتكبت منذ بدء الانتفاضة الليبية عام 2011 ما أدى إلى سقوط معمر القذافي.

وأعلن مقاتلون موالون للتنظيم مسؤوليتهم عن العديد من الهجمات على الأجانب في ليبيا هذا العام ومن بينها ذبح 21 مسيحياً مصرياً في فبراير وشنت مصر غارات جوية على أهداف لتنظيم داعش في ليبيا. وفي الشهر الماضي أظهر تسجيل مصور منسوب إلى تنظيم داعش إعدام نحو 30 إثيوبياً في درنة.

ملتقى للعشائر

في الأثناء، صرح مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول الجوار السفير أسامة المجدوب، بأنه قد تقرر استضافة القاهرة للملتقى الثاني للقبائل الليبية بدءاً من يوم 25 مايو الجاري، ولمدة ثلاثة أيام.

وتأتي تلك الخطوة إيماناً من مصر بالدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه مشايخ ورموز القبائل الليبية في توحيد الشعب الليبي ونبذ الفرقة التي تهدده، وحرصاً من مصر على أهمية الإسراع في تحقيق الاستقرار والوصول بليبيا لبر الأمان، وبدء انطلاق الدولة الليبية نحو مرحلة بناء المؤسسات وإعادة الإعمار وصولاً إلى تلبية تطلعات وآمال الشعب الليبي الشقيق.

وأضاف المجدوب، أن مصر تأمل أن تُكلل جهود هذا الملتقى بالنجاح وتحقيق نتائج إيجابية تعود بالنفع على كل أبناء ليبيا، مؤكداً أن مصر تدعم وتحترم دائماً خيارات الأخوة في ليبيا، وتؤمن بأن استقرارها هو من استقرار ليبيا، وبناء عليه فإن القبائل الليبية لديها مهمة ومسؤولية تاريخية كبيرة في ظل تلك الظروف الدقيقة التي تمر بها ليبيا بما يضمن الحفاظ على وحدتها واستقرارها.

وفي ظل تعاظم التهديدات الخطيرة التي تواجه كل أطياف الشعب الليبي، وأهمها انتشار التنظيمات الإرهابية والتي وجدت ملاذاً لها في ليبيا مستغلة حالة الاضطراب الأمني، يأتي دور القبيلة الليبية في مجابهة الفكر المتطرف الذي يهدد تماسك نسيج المجتمع الليبي، والتصدي لمحاولات الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد.

وأعاد المجدوب التأكيد على مساندة مصر للمؤسسات الشرعية للدولة الليبية واحترام إرادة الشعب الليبي، ودعم التوصل لتوافق وطني يساهم في نجاح مسارات الحوار الذي تقوده الأمم المتحدة في ليبيا من خلال مبعوث السكرتير العام برناردينو ليون، وصولاً للهدف الأسمى لتحقيق الاستقرار والازدهار.

مشيرا إلى أن ليبيا قادرة على النهوض من جديد في حال التف ابناءها حولها بالعمل على تكريس المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة.

مهام

قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إن المجلس سيواصل مهامه بصفة عادية إلى حين استلام برلمان جديد لزمام الأمور وفق انتخابات ديمقراطية وشفافة. واوضح رئيس مجلس النواب في تصريحات للتلفزيون الليبي أنّ الأمانة التي كُلف بها من طرف الشعب بعد انتخابات نزيهة تُحتم عدم ترك البلاد من دون سلطة شرعية وهو ما يتمناه البعض من أجل إدخال البلاد في فراغ سياسي ودستوري، مبيناً أن المجلس لن يتلقى التعليمات إلا من طرف الشعب الذي انتخبه وأوصله لهذا الموقع التشريعي.