قصفت القوات السعودية أهدافاً للانقلابيين الحوثيين في اليمن عبر الحدود رداً على قذائف عشوائية أطلقتها الميليشيات على محافظة الحرث بمنطقة جازان..

واستهداف موقع عسكري، بمنطقة نجران، وشن طيران التحالف عدة غارات استهدفت مراكز تجمعات مليشيا الحوثي وصالح في عدن وصعدة، تزامناً مع استمرار الانقلابيين باستهداف المدنيين في تعز وعدن، في حين أكدت الرياض أن التزام دول التحالف بالهدنة الإنسانية مرهون بعدم انتهاكها من قبل الطرف الآخر وأن التحالف سيرد بكل قوة وحزم في حال استمرار الانتهاكات ومنع وصول المساعدات.

 وذكرت تقارير أن الميليشيات الحوثية أطلقت قذائف هاون في فجر أمس على أحد المراكز الحدودية مع اليمن في نجران، من دون تسجيل أي خسائر. وأوضحت أن القوات السعودية حددت مواقع إطلاق تلك القذائف، ورصدت تجمعات للميليشيات الحوثية بالقرب من الحدود، وتم قصفها عبر المدفعيات المتمركزة في الحدود. وأوضح موقع «العربية نت» أن القوات السعودية ترصد تحركات للميليشيات الحوثية على الشريط الحدودي في منطقة نجران.

 قذائف عشوائية

وفي الأثناء ردت القوات البرية وحرس الحدود السعودية بقوة على مقذوفات عشوائية على محافظة الحُرّث أطلقتها الميليشيات الحوثية عدة مرات منذ مساء أول من أمس من دون وقوع إصابات مع تسجيل خسائر في بعض الممتلكات.

وذكر الموقع أن القوات السعودية المجهزة بتقنيات رصد عالية، استهدفت تحركات حوثية ومجاميع عدة في طور التشكيل والإعداد لاعتداءات بقصف مواقعها داخل العمق اليمني في أودية وهضاب تقع قبالة محافظة الحرث على الحدود السعودية.

 في الأثناء نفذت طائرات تابعة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بعد دقائق من إنهاء الهدنة الإنسانية عدداً من الغارات الجوية استهدفت مواقع للقوات الموالية للحوثيين وصالح في مديريات التواهي وخور مكسر.

 استهداف حوثيين

وقال سكان إن طيران التحالف نفذ أكثر من خمس غارات جوية في التواهي وثلاث في خور مكسر، واستهدفت مواقع للقوات الموالية للحوثيين بهذه المناطق، كما استهدفت إحدى الغارات معسكر للبحرية اليمنية بمنطقة رأس مربط والقصر الرئاسي في التواهي وإضافة إلى استهداف مدفعية تابعة لمليشيا الحوثي بخورمكسر كانت موجهة إلى مديرية الشيخ عثمان.

وقالت مصادر يمنية إن غارات جوية استهدفت عدة مواقع في محافظة عدن جنوبي اليمن، مشيرة إلى أن الغارات استهدفت منطقة صلاح الدين والعريش، والمطار والتواهي الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

وفي صعدة معقل الحوثيين أفاد سكان محليون بأن غارات عنيفة شنها طيران التحالف على منطقة غور في المحافظة مع استمرار تحليق الطيران بشكل كثيف.

 مواجهات وقتلى

من جهة أخرى استمرت المواجهات على الأرض المقاومة الشعبية ومؤيدي الشرعية مع الانقلابيين الحوثيين في عدن وتعز (جنوب غرب) بحسب سكان من المدينة. فيما قامت قوات موالية للحوثيين وصالح أمس بقصف مساكن الأهالي بحي الممدارة بالمدفعية بصورة عشوائية..

وفي محافظة الضالع الجنوبية، قتل 12 مسلحاً من الحوثيين وأصيب عدد آخر في هجوم لمسلحي المقاومة الشعبية على مقر اللواء 33 مدرع الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح والمتحالف مع الحوثيين، والواقع في شمال مدينة الضالع.

وأفادت مصادر عسكرية يمنية بأن مقاتلي المقاومة الشعبية استخدموا في الهجوم قذائف «أر بي جي» وأسلحة رشاشة، وقد أسفر الهجوم عن تدمير دبابة ومدفع وأربع مركبات عسكرية.

أما في محافظة أبين فقالت مصادر محلية إن نحو ستة من جنود اللواء 15 مشاة الموالي للحوثيين بمحافظة أبين قتلوا صباح أمس في هجوم نفذته المقاومة الشعبية على نقطة عسكرية تابعة للأمن المركزي. وأضافت المصادر أن الهجوم تم بعد قيام اللواء بمحاولة اقتحام الحاجز الأمني حول مدينة زنجبار.

 الهدنة والالتزام

إلى ذلك أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن التزام دول التحالف بالهدنة الإنسانية في اليمن مرهون بعدم انتهاكها من قبل الطرف الآخر وأن التحالف سيرد بكل قوة وحزم في حال استمرار انتهاك الهدنة ومنع وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني أو الاستمرار في التحركات العسكرية العدوانية لميليشيا الحوثي والقوات الموالية لها.

وأوضح الجبير في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية أن دول التحالف أكدت خلال الفترة الماضية التزامها بالهدنة الإنسانية في اليمن انطلاقاً من حرصها على مساعدة الشعب اليمني الشقيق والتخفيف من معاناته الإنسانية مؤكداً أن التحالف بذل جهداً حثيثاً في سبيل إيصال المساعدات في وقت قياسي جواً وبحراً والتعاون مع جميع المنظمات الإغاثية الدولية.

وعبر عن أسف دول التحالف الشديد لعدم تحقيق الهدنة لأهدافها الإنسانية التي وجدت من أجلها وذلك بسبب استيلاء الحوثيين وحلفائهم على المواد الغذائية والدوائية والوقود ومنع إيصالها للشعب اليمني.

 رصد اعتداءات

وأضاف الجبير أن دول التحالف ترى في استمرار الحوثيين وحلفائهم بتحركاتهم العسكرية داخل الأراضي اليمنية وعلى الحدود السعودية انتهاكاً خطيراً آخر للهدنة منذ اليوم الأول لها وحتى اليوم حيث تمثلت هذه الانتهاكات في رصد 39 عملية اعتداء على منطقة جازان و35 اعتداء على منطقة نجران علاوة على قيام جماعة الحوثيين بتحريك منصات صواريخ على الحدود السعودية لتهديد أراضي المملكة والمدن المتاخمة لها.

وأشار الجبير إلى أن انتهاكات ميليشيا الحوثي وأعوانها امتدت لتشمل الاستمرار في عملياتهم العسكرية وإعادة انتشار قواتهم والاعتداء على المحافظات والمدن اليمنية بما في ذلك تعز والضالع والاحتلال الكامل لقرية لودر التي أصبحت تعيش مآس إنسانية شنيعة نتيجة لانتهاك حرمة البيوت وتفجير منازل المواطنين اليمنيين والاستيلاء عليها.

تفجير منزل

أفادت مصادر يمنية بأن مليشيا الحوثي فجروا أمس منزل رئيس هيئة الأركان العامة المعين من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي في مدينة ذمار شمالي البلاد.

وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن مسلحين حوثيين فجروا منزل اللواء محمد علي المقدشي رئيس هيئة الأركان العامة في مدينة ذمار.

وأضافت أن تفجير المنزل جاء بعد اندلاع اشتباكات بين مسلحي الحوثي وحراسة منزل المقدشي خلفت إصابات من الطرفين، من دون معرفة أسباب اندلاعها.

الغارات تتجنب الموانئ والمطارات

بعد ساعات على انتهاء هدنة هشة من خمسة أيام ودعوة الأمم المتحدة إلى تمديدها، أعلن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين رسميا نهاية العمل بوقف إطلاق النار...

 مشيرا إلى أنه لا يجري بحث اتفاق جديد، موضحاً ان الغارات ستتجنب المطارات والموانئ الرئيسية للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، في حين قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن تحركات المقاتلين الحوثيين جعلت تمديد الهدنة أمراً صعباً، موضحاً ان الحوثيين حركوا منصات صواريخ إلى حدود السعودية.

وأكد رياض ياسين أن الهدنة الإنسانية في اليمن انتهت فعليا بسبب عدم التزام ميليشيات صالح والحوثي بوقف إطلاق النار طيلة الأيام الماضية. إلا أنه كشف أن الغارات الجوية الجديدة للتحالف، الذي تقوده السعودية، ستتجنب المطارات والموانئ الرئيسية (مطار صنعاء وميناءي عدن والحديدة) للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية للشعب اليمني. وأشار إلى أن التحالف استأنف ضرباته.
تحركات الحوثيين

في الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، إن واشنطن أيدت تمديد هدنة إنسانية في القتال في اليمن، ولكن تحركات المقاتلين الحوثيين جعلت ذلك صعبا.

وأوضح كيري للصحافيين في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول: «نعرف أن الحوثيين قاموا بنقل بعض منصات إطلاق الصواريخ إلى الحدود السعودية وبموجب قواعد الاشتباك يفهم دائما أنه إذا قام طرف أو آخر بتحركات استباقية فإن ذلك يعد خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار».


وتابع وزير الخارجية الأميركي القول إنّه «مع هذا الانتهاك، فالسعودية وفق قواعد الاشتباك، اتخذت قراراً بأن تقوم باستئصال خطر منصات إطلاق الصواريخ هذه».


وأكد الوزير الأميركي ان بلاده تواصل دعم فكرة تمديد الهدنة الإنسانية، ولكن باعتقاده أنه في ظل الملابسات الحالية سيكون ذلك صعبا.

ومنذ الثلاثاء الماضي، التزمت قوات التحالف بالهدنة، إلا أن الانتهاكات المستمرة من قبل قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي دفعتها للرد على مصادر النيران.