تمكنت القوات العراقية بعد يوم واحد من إطلاق عملية تحرير الرمادي من انتزاع ثلاث مناطق مهمة من يد تنظيم داعش وقتل العشرات من الإرهابيين في مختلف الجبهات، في وقت فجع العراق بإعلان وزارة الصحة اكتشاف مقابر جماعية انتشل منها 470 جثة من ضحايا قاعدة «سبايكر».

وتمكنت القوات العراقية بمساندة «الحشد الشعبي»، من استعادة السيطرة على مناطق الى الجنوب من الرمادي، مركز محافظة الانبار. وقال ضابط برتبة عقيد في الجيش من قيادة عمليات الانبار، ان القوات العراقية بينها الجيش وقوات أمنية أخرى وبمساندة الحشد الشعبي، أحكمت سيطرتها على منطقتي الحميرة والطاش التي استعادتهما وتوغلت باتجاه مدينة الرمادي بعد خوضها اشتباكات عنيفة ضد التنظيم. وأضاف ان الاشتباكات اجبرت عناصر التنظيم الى الهروب من كلتا المنطقتين الواقعتين الى الجنوب من مدينة الرمادي.

وتابع: «تمكنت القوات العراقية بعدها من التوغل والانتشار وفرض سيطرتها على المنطقتين» كما «انتشرت في أجزاء من جامعة الانبار» المحاذية لمنطقة الطاش.

انفجار وعمليات أمنية

وفي بعقوبة التى أدى انفجار عبوة ناسفة في احدى بلداتها الى مقتل 13 شخصا وجرح 16 آخرين أفاد مصدر أمني عراقي بأن 15 من عناصر «داعش» قتلوا خلال عملية أمنية في منطقة جبال حمرين (120 كلم شمال شرق بعقوبة). وأوضح المصدر أن «القوات الأمنية، وبغطاء جوي من الطيران العسكري وبمساندة الحشد الشعبي، تمكنت خلال عملية أمنية نفذتها في جبال حمرين من تدمير معسكر للتنظيم وقتل 15 مسلحا، بينهم القيادي ماجد دبعونة إضافة إلى أربعة عناصر من الهاربين من سجون الخالص».

وقال إن الاشتباكات أسفرت أيضا عن مقتل سبعة من عناصر الجيش العراقي والحشد الشعبي والاستيلاء على عدد من العجلات التي تحمل أسلحة أحادية كانت تستخدم في العمليات الإرهابية لعناصر «داعش».

وشهد محور سامراء عمليات عنيفة تقهقرت فيها قوات «داعش» التي منيت بخسائر فادحة ونقلت وكالة الانباء الألمانية عن مصدر لم تسمه إن قوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي يتقدمان من منطقة الخزيمي وشارع التعاون القريبتين من منطقة الطريق السريع في جزيرة سامراء باتجاه منطقة لاين النفط ويطهران حوالي مساحات واسعة من الاراضي التي يسيطر عليها« داعش» مع تواصل الاشتباكات بمشاركة طيران الجيش. وأضاف المصدر أن 13 عنصرا من التنظيم قتلوا وأصيب آخرون في طريق اللاين ضمن قاطع عمليات صلاح الدين.

فيما قتل 10 وأصيب 23 من القوات الأمنية والحشد الشعبي خلال الـ24 ساعة الماضية غربي سامراء 100 كم شمال بغداد وأشار المصدر إلى أن اشتباكات تدور في تلك المنطقة منذ أربعة أيام وهي المنطقة المحاذية لمحافظة الانبار وهناك تقدم للقوات الامنية في تلك المناطق.

مقابر جماعية

من ناحيتها، أعلنت وزيرة الصحة عديلة حمود ان السلطات انتشلت 470 جثة من مقابر جماعية تم العثور عليها على مشارف تكريت، حيث يتهم «داعش» بقتل العديد من المجندين.

وقالت حمود في مؤتمر صحافي: «لقد قمنا بانتشال جثث الشهداء الـ470 من موقع سبايكر في إشارة الى القاعدة العسكرية القريبة من تكريت، حيث اعتقل قرابة 1700 مجند في الايام الاولى لهجوم التنظيم على شمال العراق في يونيو 2014».

دعم أميركي

وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر إن مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية بدأوا في بحث كيف يمكن للجيش الأميركي تحسين تزويد القوات العراقية بالعتاد والتدريب وذلك بعد سقوط مدينة الرمادي العراقية مؤخرا. وأضاف كارتر للصحفيين على متن طائرة وهو في طريقه إلى آسيا أنه اجتمع بمجموعة من مسؤولي السياسة الدفاعية وضباط الجيش في القيادة المركزية الأميركية وهيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع لبحث كيف يمكننا تعزيز وتسريع مهمة تدريب القوات العراقية وتزويدها بالعتاد. وزاد الأحداث التي وقعت في الأسابيع القليلة الماضية سلطت الضوء على الأهمية الرئيسية لوجود شريك قادر على الأرض وهذا هو الغرض من برنامجنا للتدريب والتزويد بالعتاد.

تفريغ

أعلن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي أن قرار الحكومة بتفريغ الموظفين للتطوع في الحشد الشعبي جاء بعد مطالب قدمها موظفون كثر، يرغبون في الدفاع عن العراق، لكن إجراءات إدارية تعيق انخراطهم في صفوف الحشد. وأوضح قياديون في الحشد أن القرار يمنح الحشد دافعا معنويا وزخما بشريا، منبهين من طرف آخر الى ان القوات الحكومية تعاني نقصا.

وكان مجلس الوزراء العراقي قرّر في الجلسة التي عقدها الثلاثاء الماضي منح تفرغ كامل لموظفي الدولة العراقية الراغبين في الالتحاق ضمن صفوف الحشد، على أن يقدّم تعهداً الى هيئة الحشد للالتحاق والدوام والانضباط ضمن صفوفه، وتزامن القرار مع انطلاق عمليات استعادة محافظة الانبار.