مقتل 28 داعشياً في مناطق متفرّقة

«حرب مياه» تثير القلق في العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي إضغط هنا

 

تواصل القوات الأمنية العراقية عملياتها ضد التنظيم الإرهابي في مناطق مختلفة، أسفرت أبرزها عن مقتل 28 من عناصر التنظيم. وفي الأثناء أثار قبض تنظيم داعش على مفاتيح مصادر المياه في العراق قلق الجهات الدولية، التي تتخوف من كارثة إنسانية، بعد أنباء عن استعماله للمياه كسلاح للرد على الهجمات التي يواجهها.

وفي أنباء أثارت القلق حول الوضع الإنساني، خفض تنظيم داعش كمية المياه التي تتدفق إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في محافظة الأنبار غربي العراق، بحسب مسؤول، أمس.

وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، طه عبد الغني، إن قرار تقليص تدفق المياه عن طريق سد على نهر الفرات، سيهدد أنظمة الري ومحطات معالجة المياه في المناطق القريبة التي تسيطر عليها القوات والعشائر المعارضة للجماعة المتطرفة.

وقالت الأمم المتحدة، الأربعاء، إنها تبحث في تقارير عن خفض تنظيم داعش تدفق المياه عبر سد ناظم الورار.

وقال الناطق باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك: «استخدام المياه كأداة حرب تجب إدانته بعبارات واضحة لا لبس فيها».

وأضاف أن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني سيحاولون «سد الفجوات» للوفاء باحتياجات المياه للسكان المتضررين.

مقتل 28

وميدانياً، أعلنت الشرطة العراقية مقتل 28 غالبيتهم من عناصر تنظيم داعش خلال عملية عسكرية نوعية نفذتها القوات الأمنية في منطقة حوض العظيم والقرى المجاورة لها وتمكنت خلالها من تدمير ثلاث ثكنات لعناصر داعش ما اسفر عن مقتل 22 من التنظيم بينهم القياديان وليد العاني وأبو أمثل المحمدي. وأضافت أن القوات الأمنية عثرت في المنطقة المذكورة على مقبرة جماعية تضم 17 جثة لعناصر داعش قتلوا خلال معارك من القوات الأمنية في مدينة بعقوبة، 57 كم شمال شرقي بغداد.

وأوضحت أن مسلحين مجهولين هاجموا منزلا في ناحية العبارة شمالي بعقوبة واقدموا على قتل ستة مدنيين جميعهم من عائلة واحدة.

وفي سياق متصل، أعلن مصدر أمني عراقي أمس مقتل 4 انتحاريين من عناصر تنظيم داعش حاولوا التسلل إلى مواقع تواجدها في منطقة الفتحة شرقي بيجي، 200 كيلومتر شمال بغداد.

وأحرزت القوات الأمنية تقدماً بطيئاً في أطراف المدينة وسط عمليات كر وفر بينها وببــن عناصــر تنظيــم داعش.

وأضاف المصدر أن القوات الأمنية تمكنت من تطهير الحي الصناعي جنوبي المدينة فيما لا تزال المناوشات جارية في الشريط المحاذي لنهر دجلة شرقي بيجي مع احتفاظ الطرفين بمواقعهما.

وأكد أن الطريق نحو مصفاة بيجي سالك لتعزيز القوات الموجودة، معترفا بأن تنظيم داعش ما زال يسيطر على أكثر من نصف مساحة المصفاة من بينها المنشآت النفطية المهمة.

إحباط هجومين

أحبطت قوات الأمن العراقية هجومين منفصلين على مقرات عسكرية شمال وشرق مدينة الرمادي التي تواصل السلطات العراقية تضييق الخناق عليها منذ نحو ثلاثة اسابيع بعد سيطرة تنظيم داعش عليها.

وقال عقيد في الجيش العراقي ان «تنظيم داعش شن هجوماً عنيفاً بواسطة مركبتين مفخختين يقودهما انتحاريان على مقر الفوج الثاني التابع للواء الاول بالفرقة الاولى بالجيش في منطقة ناظم الثرثار شمال الفلوجة».

وأضاف المسؤول العسكري ان قوات الجيش تمكنت من حرق وتفجير (المركبات) المفخخة وقتل من فيها بواسطة منظومة الصواريخ الروسية الكرونيت.

وأصيب أربعة من قوات الأمن العراقية بجروح، بحسب الضابط.

الأمم المتحدة تناشد المانحين تمويل عمليات الإغاثة

 

قالت مسؤولة تنسيق العمليات الإنسانية في العراق ليز غراندي إن عمليات المساعدة الحيوية لدعم ملايين الأشخاص المتضررين من جراء الصراع في العراق يتهددها التوقف ما لم يتم توفير التمويل على الفور.

ومع تفاقم الصراع تطلب الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المشاركة لها من الجهات المانحة مبلغاً قدره 497 مليون دولار أميركي، في نداء أطلقته أمس في بروكسل، لتغطية نفقات تقديم المأوى والطعام والمياه والخدمات الأخرى المنقذة للحياة خلال الستة أشهر المقبلة.

ويهدف هذا النداء إلى مساعدة أبناء المجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد ممن نزحوا أو تضرروا من جراء أعمال العنف بين القوات الحكومية وتنظيم داعش.

وقالت غراندي خلال إطلاق النداء في البرلمان الأوروبي في بروكسل: «إن عملية الإغاثة معلقة بخيوط واهية»، وأضافت: «أن الأزمة في العراق هي واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً وتفجراً من أي مكان في العالم».

وتابعت: «قام الشركاء في العمل الإنساني بكل ما بوسعهم للمساعدة، ولكن أكثر من 50 في المئة من العملية سيتم إيقافه أو تقليصه إن لم نتسلم الأموال فوراً»، ووصفت نتائج ذلك بـ«الكارثية».

وأوضحت أن الاحتياجات الإنسانية في العراق هائلة ومتزايدة، فهناك ما يزيد على ثمانية ملايين شخص في حاجة إلى مساعدة منقذة للحياة فوراً، وهو رقم قد يصل إلى عشرة ملايين شخص مع نهاية عام 2015.

وكشفت أن أعمال العنف أجبرت بالفعل قرابة ثلاثة ملايين شخص على ترك منازلهم، وتركتهم مشتتين بين ما يزيد على ثلاثة آلاف موقع في أرجاء العراق، وتتعرض حقوق الإنسان وسيادة القانون إلى انتهاكات مستمرة، بينما تزداد حدة التوترات الطائفية، وأضحت الإعدامات الجماعية والاغتصاب الممنهج وأعمال العنف المروعة ظواهر متفشية.

وقالت: «إن نقص التمويل وصل من الخطورة إلى درجة أن 77 عيادة طبية ميدانية اضطرت إلى الإغلاق، وتم تخفيض الحصة الغذائية لما يزيد على مليون شخص، وبغياب التمويل الإضافي فإن العديد من الخدمات الأخرى المنقذة للحياة سوف تسحب».

وقالت رئيسة لجنة التنمية في البرلمان الأوروبي ليندا ماكافان إنه على المجتمع الدولي بذل قصارى جهده لتلبية الاحتياجات الإنسانية في العراق، فإضافة إلى المساعدة المنقذة للحياة هناك حاجة ماسة إلى التركيز على الحصول على التعليم، لكونه وسيلة للمساعدة على إنقاذ هذا الجيل من الأطفال الذي تأثر بالصراع وأعمال العنف.

شراكة

تجري إدارة عملية الإغاثة من خلال شراكة وثيقة مع الحكومة العراقية التي عانت مواردها المالية الخاصة بها انخفاضاً حاداً بسبب انحدار الدخل المتأتي من النفط، وستنتقل مسؤوليتها إلى السلطات الوطنية حالما تتمكن من ذلك.

Email