»تحيا مصر«، هتافٌ أعاد له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نبض الحياة من جديد. وبعد سنوات طوال شعر خلالها المصريون باغتراب داخل بلدهم، بما في ذلك حكم الإخوان الذي حاول تمييع قضية الوطن والمواطنة لصالح تنظيم لا يعترف بأوطان ولا حدود جغرافية، جاء السيسي ليعيد الأمور إلى نصابها، ويُعيد »عَلم واسم مصر« إلى الواجهة، وحيثما يستحقان أن يكونا.

»تحيا مصر« ردّدها السيسي في إطلالاته المختلفة، وبجرأة ظهير شعبي داعم له، هتف بها خلال كلمته أمام حشود دولية عديدة في الأمم المتحدة، لتخطف معها قلوب الحاضرين الذين أدركوا قوة مصر الجديدة التي نجحت في مارس الماضي بتنظيم مؤتمر اقتصادي عالمي حضرته وفود دولية من كل حدب وصوب. كانت رسالة دعم مباشر لمصر الجديدة، وتأكيداً على التقدير الدولي لها، رغم مكائد الجماعات والتنظيمات والدول المعادية لمصر بعد 30 يونيو 2013.

نجح السيسي في دفع المصريين لاستعادة »جرأة الحلم«، عقب أن قدم نموذجاً متطوراً لشعبية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ودهاء وحنكة الرئيس الراحل أنور السادات، فأطلق شارة البدء في تنفيذ واحد من أهم المشروعات العالمية وهو مشروع »قناة السويس الجديدة« الذي سيتم افتتاحه في أغسطس المقبل، كما دشّن سلسلة من المشروعات في شتى القطاعات، مستغلاً ذلك الدعم الذي حصل عليه من الأشقاء العرب، لا سيما من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت.

لم تتوقف إنجازات السيسي عند ذلك الحد، بل امتدت لتشمل إنجازات عديدة على شتى الصعد، منها ما اكُتمل ومنها ما هو قيد الاكتمال، فكانت بصمته في ضبط عجلة العلاقات المصرية الخارجية بارزة وواضحة، مستجيباً لنداءات المصريين في 25 يناير وما بعدها للتخلّص من أية تبعية خارجية، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع في إطار علاقات دولية منضبطة لا تقبل فيها مصر إملاءات من أحد.

كما أطلق السيسي صيحة البدء في ثورة على الخطاب الديني غير المنضبط، الذي فتح المجال في أوقات سابقة لظهور الأفكار المتطرفة والإرهابية، في الوقت الذي أطلق صافرة البدء لتنفيذ سلسلة من المشروعات القومية، منها مشاريع الطرق والكباري والإسكان.

ورغم تلك الإنجازات، ظهرت العديد من الأخطاء، التي يعتبرها مراقبون »طبيعية« في ظل تحديات كبيرة وظروف غير طبيعية.