لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي عبر صاروخيْ «باتريوت»، صاروخ «سكود» أطلقه الانقلابيون في اليمن على منطقة خميس مشيط جنوب السعودية، في أول محاولة عدوانية من نوعها من جانب المتمردين الذين شنوا هجوماً برياً متزامناً على مناطق حدودية، رده الجيش السعودي، وقصف المقرات التي انطلقت منها الهجمات التي شاركت فيها للمرة الأولى قوات الحرس الجمهوري التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في تصعيد يهدف من خلاله المتمردون إلى كسب النقاط في مفاوضات جنيف المرتقبة.

وتمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي من اعتراض صاروخ أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح باتجاه خميس مشيط جنوبي السعودية فجر أمس. وقال بيان صادر عن قوات التحالف العربي إنه في الساعة 02:45 من صباح أمس أطلقت ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح صاروخ «سكود» باتجاه مدينة خميس مشيط، وتم اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بصاروخيْ «باتريوت»، وبادرت القوات الجوية للتحالف في الحال بتدمير منصة إطلاق الصواريخ التي تم تحديد موقعها جنوب صعدة.

وبحسب تقديرات نظرية وفق الخرائط، فإن المسافة بين منطقة إطلاق صاروخ «سكود» ومنطقة خميس مشيط تقارب 200 كيلومتر. وتضم منطقة خميس مشيط قاعدة الأمير خالد الجوية، أكبر قاعدة لسلاح الجو في جنوب السعودية.

والهجوم هو بحسب وسائل إعلامية سعودية الأول بهذا الحجم منذ بدء حملة الضربات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية على المتمردين وحلفائهم في اليمن.

معارك برية

وأسفرت المعارك التي تلت هذا الهجوم الصاروخي الذي أحبطته السعودية عن مقتل أربعة عسكريين سعوديين بينهم ضابطان، إضافة إلى عشرات القتلى في الجانب اليمني في معارك برية، كما أعلنت قيادة التحالف في بيان.

وجاء في بيان لقيادة القوات المشتركة نشرته وكالة الأنباء السعودية: «تمكنت قواتنا المسلحة السعودية من صد هجوم على عدة محاور بقطاع جيزان ونجران من الجانب اليمني اتضح أنه منسق ومخطط ومنفذ من قبل تشكيل للحرس الجمهوري التابع لقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وبمساندة من ميليشيا الحوثي».

وأضاف البيان: «كان ليقظة جنودنا في الميدان الدور الأكبر في صد هذا الهجوم الذي قصد به اختراق حدودنا وتحقيق نصر معنوي يغطي خسائر العدو ويمحو فشله أمام مناصريه».

وأوضح: «تصدت قواتنا البرية الباسلة بالمدفعية وطائرات الأباتشي بمساندة من قوات الحرس الوطني والقوات الجوية ودعم من رجال حرس الحدود لتلك المحاولة اليائسة»، مؤكداً أن القوات السعودية تمكنت من دحر هجوم قوات العدو وقتل العشرات منهم في معركة شرف بدأت من الساعات الأولى من فجر أول من أمس وحتى ظهر أمس، وواجهت مقذوفات العدو بكل شجاعة ودمرت آلياته ومعداته التي نفذت أعمالها العدائية على الحد الدولي، وفق البيان.

ووصفت تقارير سعودية القتال البري على طول الحدود بأكبر هجوم لقوات الحوثيين والحرس الجمهوري اليمني الموالي لصالح. وقالت مصادر في جيزان إن القتال هو أول مواجهة يقوم بها حرس صالح (الحرس الجمهوري). وساندت طائرات التحالف العربي والأباتشي السعودية الاشتباك البري المباشر الذي دام عشر ساعات.

وإمعاناً في العدوان، هدد الناطق باسم الحوثيين حامد البخيتي بأن الجماعة بدأت في التصعيد على الحدود، وأنها ستستمر في عدوانها.

قصف المقرات

ورداً على ذلك قصفت الطائرات الحربية لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية مواقع عسكرية عدة، وكذلك مواقع للمتمردين شمالي اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وأيضاً في الجنوب.

واستهدفت الغارات مخازن للأسلحة والذخيرة في جبل نقم وفج عطان والنهدين، وهي ثلاثة تلال مطلة على صنعاء تعرضت لهجمات مراراً في السابق، وكذلك مقر قيادة القوات الخاصة، ما أدى إلى انفجارات عنيفة هزت طوال الليل العاصمة صنعاء، بحسب شهود عيان.

وأفاد شهود عيان إن طيران التحالف استأنف قصف مخازن الأسلحة التابعة لميليشيات الحوثي والرئيس السابق صالح في معسكر الحفا جنوب شرق صنعاء، كما شوهد تحليق كثيف للطيران في سماء صنعاء.

وفي محافظة حجة بشمال اليمن، أكد مصدر في السلطة المحلية أن عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح سقطوا في قصف طائرات التحالف لرتل عسكري في مثلث عاهم الحدودي مع المملكة العربية السعودية بمنطقة حرض في محافظة حجة.

وتدخلت قوات التحالف أيضاً في محافظات جنوبية بينها لحج، حيث قصفت قاعدة العند الجوية الأكبر في البلاد ويسيطر عليها المتمردون، وفي تعز حيث قتل سبعة مدنيين وأصيب 29 بجروح في قصف للمتمردين على أحياء سكنية في هذه المدينة ثالث كبرى مدن البلاد بحسب مصادر عسكرية وطبية.

معارك عدن

وفي مدينة عدن بجنوب اليمن، قال سكان إن معارك بالمدفعية الثقيلة استؤنفت بعد توقف لأيام، وإن الاشتباكات أسفرت عن مقتل نحو عشرة من المقاتلين الحوثيين وثلاثة من أنصار هادي المسلحين.

وقال شهود عيان إن نحو عشر ضربات جوية عربية قصفت مواقع للحوثيين في الأحياء الشمالية الغربية لعدن.

وقالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة اندلعت في منطقة الحسوة بمحافظة عدن. ووفق سكان أفشلت المقاومة محاولات لقوات صالح والحوثيين للتقدم جهة مديريتي المنصورة والبريقة عبر مدينة الشعب، قتل خلالها نحو 15 من المهاجمين عند منطقة الحسوة، حيث توجد أكبر محطة لتزويد مدينة عدن بالكهرباء.

المصادر ذكرت أن طائرات التحالف العربي ساندت المقاومة في تصديها لهجوم قوات صالح والحوثيين واستهدفت مواقع للحوثيين وقوات صالح في مديرية خور مكسر وفي مناطق جعولة وبئر فضل.

300 صاروخ «سكود»

كشف الناطق الرسمي باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، العميد ركن أحمد عسيري، امتلاك ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح لما يقارب 300 صاروخ «سكود» كانت بحوزة الجيش اليمني. وقال في تصريح صحافي إن إطلاق المتمردين لصاروخ واحد بعد مضي 70 يوماً من بدء العمليات العسكرية اتجاه السعودية يدل على نجاح قوات التحالف في تدمير الكثير من الصواريخ التي يمتلكونها، مؤكداً أن قوات التحالف لا تستبعد أن تعيد الميليشيات إطلاق صواريخ، لكن قوات الدفاع الجوي السعودي في أتم جاهزيتها للتصدي لهذه الصواريخ.

 مخاوف المقاومة تتصاعد من التفاف الحوثيين على «جنيف»

تصاعد رفض المقاومة الجنوبية للمشاركة في مؤتمر جنيف حول اليمن في ظل تصاعد العدوان الحوثي وعدم التزامهم بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، في وقت غادر وفد الحوثيين سلطنة عمان أمس متوجهاً إلى موسكو لإجراء محادثات حول الأزمة في اليمن.

وذكرت مصادر في المقاومة اليمنية في عدن أنها غير معنية بأي هدنة يتم الإعلان عنها مع الحوثيين في ظل عدوانهم المستمر على عدن، مؤكدة أن أي تفاوض لا يأخذ بالاعتبار انسحاب الحوثيين من عدن ومحيطها لن يحظى بموافقة المقاومة الجنوبية ولا تكون ملزمة بأي قرار يصدر عن اجتماع جنيف. وتخشى المقاومة من التفاف الحوثيين على مؤتمر جنيف بتثبيت خطوط القتال كما هي، من دون أن يقوم بالانسحاب الشامل من عدن، حيث تحتل الميليشيات مناطق واسعة شمال وشرق المدينة بما فيها مطار عدن الدولي.

من جهة أخرى، أفاد قيادي لدى جماعة الحوثي، بأن وفد الجماعة الذي شارك في المباحثات والمشاورات في العاصمة العمانية مسقط غادر أمس عُمان متوجهاً إلى العاصمة الروسية موسكو.

وقال القيادي في تسريبات إعلامية من دون الكشف عن اسمه إن زيارة وفد جماعة الحوثيين إلى موسكو تأتي بناء على دعوة رسمية تلقاها الوفد من وزارة الخارجية الروسية. وأشار القيادي إلى أن زيارة وفد الحوثيين إلى موسكو ستتضمن مناقشة العديد من المواضيع والقضايا اليمنية التي سيتم الإعلان عنها لاحقاً.

وكان وفد من جماعة الحوثي، برئاسة رئيس المجلس السياسي للجماعة صالح الصماد، توجه إلى سلطنة عمان في 23 مايو الماضي، لبحث سبل إيجاد حل للحرب الدائرة في اليمن مع «أطراف دولية وإقليمية».