بدأت المعارضة السورية في القاهرة اجتماعا يؤسس لخريطة طريق وميثاق وطني يهدف إلى إطلاق تجمع جديد اكثر اتساعا كبديل عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية واقرار ميثاق وطني لهذا التجمع الجديد بمشاركة 170 ممثلاً بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي، ورئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، ووزير الخارجية المصري سامح شكري.
وقال العربي إن «تفاقم الازمة السورية وتزايد تداعياتها الاقليمية والدولية يفرض علينا جميعا اعادة النظر في ما اتخذ من اجراءات في هذا الملف بعد ان ادرك الجميع عدم امكانية الحسم العسكري».
واعتبر العربي ان «النظام السوري برئاسة بشار الأسد يتحمل المسؤولية الكاملة لما آلت عليه الامور وتصميمه على المضي قدما في الحل العسكري» مشددا على ان «الحل في سوريا يجب ان يكون سوريا سلميا وبإرادة سورية حرة».
بدوره، شدد وزير الخارجية المصري على ان «الحراك السوري في مارس 2011 انطلق حراكا سلميا الا ان النهج الامني العنيف وعدم ادراك طبيعة المرحلة ادى لازدياد حدة الاحتجاجات».
وتابع انه بعد ذلك «زادت التدخلات الخارجية في الشأن السوري بصورة غير مسبوقة وسمح للميليشيات والمقاتلين الاجانب والسلاح بالعبور للجانب السوري للقتال في صف طرف او آخر وقضى على الحراك السلمي».
وشدد على ان سوريا تحولت ساحة لـ«صراع مسلح بالوكالة» واصبحت اجزاء من الاراضي السورية «ملاذا آمنا للإرهابيين».
واكد ان استضافة القاهرة لهذا المؤتمر جاءت بناء على طلب «بعض القوى والشخصيات الوطنية السورية» مشددا على ان مصر «لم ولن تتدخل يوماً في شأن شعب عربي شقيق، فمصر لم تسع لتطويع الثورة السورية أو توظيفها تحقيقاً لمصالحها وأهدافها، وستظل دوماً على استعداد لتقديم يد العون والرعاية لأشقائها العرب».
إطالة الأزمة
من جانبه، قال الجروان ان الأزمة السورية شارفت على دخول عامها الخامس ولايزال الشعب السوري يعاني يوما بعد يوم ويلات الحرب والقتال والموت والتشريد والجوع لا لشيء سوى لمطالبته المشروعة بالعيش الكريم والحرية والكرامة.
وأضاف ان قوى إقليمية خارجية ساهمت في اطالة أمد هذه الأزمة من أجل مصالحها جعلت من سوريا أرضا لتصفية الخلافات وصراعا للنفوذ الاقليمي والدولي ضاربين بذلك عرض الحائط بمعاناة الشعب السوري دون العمل الجاد من أجل الوصول إلى حل شامل يحفظ لسوريا أمنها وسلامتها ويعيد للشعب السوري حقه في الحياة الكريمة والحرية.
بدوره، قال عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر القاهرة، عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق السورية صالح النبواني إن الوثائق المعروضة على المؤتمر، تتضمن: «مشروع خريطة الطريق، تضع آليات لتطبيق بيان جنيف 1، سعياً للوصول إلى نظام برلماني تعددي تداولي غير مركزي ديمقراطي، وضع برنامج لتهيئة المناخ للتسوية السياسية التاريخية قبل وأثناء التفاوض والساعية لوقف الصراع المسلح على كافة الأراضي السورية، التزام كافة الأطراف الدولية والإقليمية بإدانة وجود المقاتلين غير السوريين وإخراجهم من سوريا وتجفيف منابع التمويل والدعم لهم».
ميثاق وطني
وأشار النبواني إلى أن المؤتمر يبحث إقرار مشروع الميثاق الوطني السوري، اعتماداً على ميثاق القاهرة 2012، والذي سيشكل بحال إقراره مرجعاً للمبادئ الدستورية للمرحلة الانتقالية وكتابة دستور جديد يعتمد قيم الحرية والعدالة والسلام ويقوم على الشراكة المتساوية والمؤسسة المدنية المستقلة على كافة مكونات المجتمع وأيديولوجياته.
215
تشهد سوريا منذ اربع سنوات نزاعا داميا تسبب بمقتل اكثر من 215 الف شخص، بدأ بمظاهرات سلمية تطالب باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد وبالديموقراطية، وتحول الى مواجهة مسلحة بعد اشهر، ثم تشعب الى جبهات متعددة من ابرز اطرافها تنظيمات إرهابية دخلت على خط النزاع خلال السنتين الاخيرتين.